الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"قتلى والفاعل مجهول".. حريق غامض ينهي حياة جمال حمدان ..شقيقه: "الموساد قتل أخي بسبب "اليهود والصهيونية"..المقربون:مسودات مؤلفاته اختفت بعد الحادث.. والطب الشرعي: الحروق لم تسبب الوفاة

المفكر جمال حمدان
المفكر جمال حمدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ 14 عاما وتحديدا فى شهر ابريل من عام 1993 عثر على جثة العالم جمال حمدان، داخل شقته محترقة فى حريق نشب داخل شقته بمحافظة الجيزة، وأيدت التحقيقات الاولية وقتها انه توفى متأثرا بحروق في الجزء الاسفل من جسده، وجاء تقرير الطب الشرعى ليؤكد على انه لم يتوف نتيجة اختناقه بالغاز كما ان الحروق التى اصابته لا تؤدى الى الوفاة، ليبدأ لغز مصرع العالم والكاتب الكبير يطرح نفسه على الساحة.




جمال حمود صالح حمدان، ولد في قرية ناي بمحافظة القليوبية، عام 1928، من اهم علماء الجغرافيا المصريين، ألف العديد من الكتب التى تفضح الكيان الصهيونى لعل اهمها هو كتاب «اليهود أنثروبولوجيا» الصادر في عام 1967، الامر الذى جعله على قائمة اغتيالات المفكرين لدى اجهزة الموساد واهمهم، وقال المقربون من حمدان انه قبل وفاته كان بصدد انهاء عدد من المؤلفات الجديدة التى تفضح اكاذيبهم واهمها، كتابه عن اليهودية والصهيونية، واختفاء المسودات الخاصة بباقى مؤلفاته.
ويذكر ان معاينة شقة حمدان وقت الحريق بينت ان النار التي اندلعت في الشقة لم تصل للكتب والأوراق، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود.
ومما يؤكد حتمية قتله ما رواه شقيقاه عبدالعظيم حمدان وفوزية حمدان أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه سافر بلده ولم يعد، وروت جارة لجمال حمدان، فى السكن، قالت إن هناك رجلًا وامرأة "خواجات" سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله وقد فجّر رئيس المخابرات السابق أمين هويدي مفاجأة من العيار الثقيل، حول الكيفية التي مات بها جمال حمدان، وأكد هويدي أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل حمدان.
وقال الكاتب "يوسف القعيد" إن جمال حمدان قبل وفاته كان انتهى من ثلاثة كتب، أولها "اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل" ويقع فى ألف صفحة، وكان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن، وكتاب " العالم الإسلامى المعاصر"، الذى أصدره عام 1965 ثم توسع فيه حتى صار كتابا جديدا، أما الكتاب الثالث فهو عن علم الجغرافيا، ويقول القعيد:" لقد ذهبنا إلى الشقة فور علمنا بوفاته وعايناها، واختفت هذه الكتب التى كانت موجودة ورأيتها بنفسى".
وصرح «عبدالعظيم حمدان» شقيق جمال حمدان فى حوار صحفى: «كضابط مخابرات سابق أؤكد أن الموساد يقف وراء مقتل أخي جمال بعدما كان قد أنجز مؤلفًا جديدًا من ألف صفحة عن اليهود والصهيونية، وقال إنه رأى مخطوط هذا الكتاب على مكتب جمال حمدان في منزله قبل أيام من رحيل شقيقه.
وأضاف: «دخلت على شقيقي في مشرحة زينهم بعد استشهاده أنا ود. صبحي عبدالحكيم وأخي الدكتور أحمد ووجدناه مضروبًا، وأثبت الطب الشرعي أنه مضروب بآلة حادة في رأسه من الخلف».
وتابع شقيق المؤرخ الراحل، خلال حديثه للصحيفة الإماراتية: «عندما اكتشفنا قصة استئجار الأجنبيين الشقة التي تعلو شقة الراحل، طالبنا أنا وأخوتى من المستشار هشام سرايا، المحامي العام لنيابات أمن الدولة وقتها، إعادة فتح التحقيق في اغتيال أخي، لوجود رواية جديدة في القضية حسب الجيران. فأجابني بقوله: أنت رجل مسئول، ولا بد من وجود أدلة مادية جديدة؛ لأن جمال حمدان شخصية عامة، وإعادة فتح التحقيق سيحدث دويًّا هائلًا في البلد».
وقال: «عندما ذهبنا للنيابة، قالوا لنا: لو عندكم دليل مادي مستعدون لفتح التحقيق من جديد وإعادة تشريح الجثة وحتى الآن لم يظهر الدليل المادي وكتب أن الجاني مجهول».
واتهم اللواء عبدالعظيم حمدان أجهزة الدولة بالتقاعس في التوصل للجاني؛ لأنها لم تأخذ الحادث بجدية، مشيرًا إلى أن هناك في الأسرة مَن دعا إلى إعادة فتح التحقيق بعد ثورة 25 يناير لكنني لا أجد جدوى من ذلك؛ لأن البلد لم يهتم بموت جمال منذ 21 سنة ولغياب الدليل المادي.
وعلى الرغم من الغموض الذى حوت الواقعة وتصريحات الكثيرين حول انه كان مستهدف من الموساد الاسرائيلى، وبالاضافة الى بعض العداءات الداخلية بسبب كتابه "شخصية مصر" الذى اثار كثير من الجدل، وشهادة شقيقه وتقرير الطب الشرعى، قيدت الواقعة كحادث حريق، واغلقت وقتها، ليبقى السؤال هل العالم الكبير الذى جمع بين العلم والفلسفة وجعل النهموض بالدولة المصرية والامة العربية، والحرب على الكيان الصهيونى، قضيته الاهم، قتل ام توفى بنيران اندلعت بشقته التى لم تصل الى أية أوراق او كتب ولكن أحرقت جسد "حمدان".