الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس ترامب أمام الأجواء الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما جاء الرئيس ترامب أمام الصورة الجديدة بعد الانتخابات تقدم بجرأة أمام الرأى العام بأفكار لم ينقصها تعبيرات جيدة وخيال جديد.
وفى بداية وصوله إلى الحكم اصطدم بعوائق كبيرة، ولكن صمم على اختيار السياسة التى ترضيه وترضى الرأى العام، وفعلا اختار شخصيات مستقلة ولكن لها كيانها وقدراتها، وكان ملفتا للنظر أن كثيرًا من هذه الشخصيات كان بعضها سوريا والآخر مصريا، وكان مستواهم المهنى متميزًا.
وفيما يخصنا أقول إن الرئيس الأمريكى حينما تكلم عن الرئيس السيسى، قال بصراحة إننى أعرف عنه أنه منضبط، وأنه ينتمى إلى مدرسة تعلمت كيف تضرب بكل قوة الإرهاب، ومن ناحية العلاقات الإنسانية، قال ترامب إنه شعر فى التعامل معه أن هناك كيمياء فى العلاقة بينهما.
وكان الرئيس الأمريكى بعدها سريعا فى أن يقبل زيارته لمصر.
وكان مفاجأة للمجتمع المصرى وصول ترامب إلى الحكم بعد براك أوباما والفارق الكبير فى التعامل والأفكار وخيبة الأمل المصرية، وهى ترى الرئيس الأمريكى ووزيرة الخارجية مدام كلينتون تنحاز بشدة إلى جماعة الإخوان المسلمين، فى حين كان ترامب حازما فى تقييمه وحكمه على جماعة الإخوان المسلمين، متهما إياهم بالعنف والتطرف.
وكان هذا الموقف صورة واضحة للتناقض بين السياستين، وكان من حق الإخوان المسلمين أن يشعروا بخيبة أمل كبيرة، بعد أن خسروا الرهان على عهد أوباما ووزيرة خارجيته، وأن يصل إلى الحكم رجل له رأى حاسم رافضا لمبادئهم وأفكارهم.
ونحن نعلم فى الوقت نفسه كيف أن ترامب فى بداية الطريق كان رافضا لقبول المهاجرين الأجانب، وبعد مدة من الزمن بدأ يأخذ طريقا آخر أكثر اعتدالا، بصفة عامة أصبح ترامب رجلًا وسطيًا.
وفى السياسة هناك معيار لقياس الأسلوب الذى يوصل الحلول إلى الطرق الوسطى، وبالتالى حتى لو كانت البدايات على طريق ترامب هى فى غالب الأمر متشددة، إلا أن الطريق الوسط هو الحل الطبيعى الذى يوصل الأمور إلى نقطة النهاية المرجوة والمطلوبة.
هل لنا أن نتساءل عن الطريق الطبيعى الذى كان يمكن أن يوصلنا إلى الهدف المطلوب؟
وحينما نستمع إلى كلمات ولغة ترامب فى الكلام ورجال الدولة سنشعر أنها لغة تجمع بين الحزم والتفاوض، ورجال الدولة فى غالبية الأمر تجمعهم لغة واضحة صريحة.
ولعلمنا، فإن ابنة ترامب واسمها «Ivanka» متزوجة من يهودى أمريكى على علاقة قوية برئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الذى يعد نفسه ليلعب دورا فى منطقة الشرق الأوسط، وهذا هو طموح ترامب بحكم موقعه كرئيس أمريكا، وبحكم الثروة الضخمة التى يملكها، وابنة الرئيس الأمريكى يقال إنها تعمل فى البيت الأبيض، ولترامب نجلان يشتغلان بالأعمال نظرا لأن والدهما ترك الأعمال وانشغل بالسياسة والبرلمان «Ivanka» وهى سيدة أعمال ورئيسة قسم التنمية والمشتروات للشركة التى يملكها والدها، واسمها «Trump organization The»، وقد ساهمت فى الحملة السياسية لوالدها فى الانتخابات الأمريكية فى ٢٠١٦، و«Ivanka» ولدت فى مانهاتن، ولها أخان «Donald» وكذلك «Epic».
وعلق بعض الكتاب على آراء «Ivanka» بأن أفكارها كانت أقرب لآراء «Hillary Clinton» من آراء والدها.
وفى يناير ٢٠١٧ تم تعيين «Jared Kushner» بواسطة دونالد ترامب مستشارا للرئيس الأمريكى، والمعروف أن أيفانكا ترنك لها علاقة وثيقة بوالدها، وقد عبر مرات عديدة عن إعجابه بكريمته، كما أن «Ivank» عبرت كثيرًا عن إعجابها بوالدها وقدرته على القيادة، وأنه يسمح للآخرين بتنمية قدراتهم.
بعد شرحنا كل المقدمات عن عائلة ترامب يبقى أن نقول إن ترامب يعتبر شخصية استثنائية يستحق كل التقدير فى طريقة تربيته لعائلته وأبنائه أما أن ترامب استطاع أن يكون ثروة ضخمة، ولم يكن ذلك أهم ما كونه فى حياته، لقد استطاع الرجل فى حياته أن يكون كيانا ورصيدا يصعب على الكثيرين بناؤه، وكان الشاهد على ذلك أن أبناءه وعائلته شهدوا له بما هو أهم من المال، وهو القدرة على بناء النجاح.