تضمن تسريب مصور عن لقاء جمع وزير الدولة لشئون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمن السويحلي قول الأول: "حفتر هذا مخلينا دائمًا على رءوس الأقدام واقفـين".
وتعكس جملة آل عطية حجم المخاوف القطرية على الميليشيات شبه العسكرية الموالية لتنظيم القاعدة والإخوان لا سيما بعد تمكن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من طرد ميليشيا سرايا الدفاع من مواقع كانت قد احتلتها مؤخرا بمنطقة الهلال النفطي.
وكان وفد أمني من غرب ليبيا برئاسة العميد سالم جحا قد زار الدوحة قبيل الهجوم المفاجيء لسرايا الدفاع عن بنغازي على منطقة الهلال المفطي اوائل الشهر الجاري. وقد لحقت زيارة جحا زيارة قام بها الاحد الماضي عبد الرحمن السويحلي رئيس مجلس الدولة الليبي على راس وفد من اعضاء المجلس وقد التقى امير قطر ووزير دفاعه الذي بدا منزعجا من هزيمة القاعدة في منطقة الهلال النفطي امام قوات الجيش الليبي
وتأتي زيارة السويحلي للدوحة وسط اتهامات وغضب ليبي خصوصا في الشرق من دور قطر الداعم للمليشيات المحسوبة على الإخوان وتيارات متشددة.
واتهم عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي الحكومة القطرية وتركيا بدعم مليشيا سريا الدفاع على موانئ النفط في منطقة الهلال النفطي. وهو ما اكده العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي حيث اتهم قطر وتركيا بالتورط في الهجوم الذي شنة المليشيات المتشددة على مرافئ النفط الليبية على منطقة الهلال النفطي.
وبحسب مصدر ليبي مطلع فأن زيارة رئيس مجلس الدولة عبدالرحمن السويحلي لقطر والوفد المرافق له جاءت لخلط الأوراق وللتغطية على الأهداف الرئيسية لزيارة الوفد العسكري برئاسة سالم جحا. وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص للبوابة: أن ليبيا أصغر من أن يختفي فيها شيء وأن زيارة حجا للدوحة كانت من أجل جلب المال والسلاح ولإقناع وزير الدفاع المقترح بحكومة الوفاق لتقديم هذا الدعم لمليشيات سريا الدفاع المحسوبة على تنظيم القاعدة وهو ما حدث بالفعل.
وأكد أن قطر قدمت السلاح النوعي للمليشيات المتشددة التي تقاتل الجيش الليبي بمنطقة الهلال النفطي وأن زيارة عبدالرحمن السويحلي تأتي استكمالا لزيارة العميد جحا.
وأشار إلى أن التحركات التي تقودها قطر في مجملها تهدف إلى إفشال المسار التفاوضي للأزمة الليبية وتعقيد الحل السياسي والذي شهد انفراجة كبيرة بفضل الجهود المصرية لكن الهجوم على منطقة الهلال النفطي أربك الحل التفاوضي.
وتابع: السلاح ما زال يتدفق إلى يد الجماعات المتشددة عبر قطر والسودان وأن الأمر لم يعد سرًا والدور التخريبي لقطر يتعاظم في ليبيا والهدف هو دفع الجماعات الإرهابية إلى الاقتراب من حدود ليبيا الشرقية وتقويض الجيش الوطني الليبي واستغلال ليبيا كورقة للضغط على مصر سياسيًا.
وتحاول الدوحة الى دفع الليبيين لحرب اهلية حول مرافيء النفط الليبية ويرى صالح الزوبيك المحلل السياسي الليبي: ان الدوحة لها اهداف متعددة في ليبيا تسعى الى تحقيقها عبر المليشيات التي تقوم بتمويلها بالمال والسلاح وعلى رائسها جماعة الاخوان والجماعة الإسلامية المقاتلة. وقال الزوبيك في تصريح خاص للبوابة: على المجتمع الدولي اذا كان يريد حقا استقرار في ليبيا ان يمارس ضغوطا حقيقية على قطر من اجل تحجيم دورها الداعم للمليشيات المتطرفة في ليبيا والذي يؤكد التسريب الاخير لوزير الدفاع القطري المنزعج من محاربة الجيش الليبي للجماعات الارهابية في ليبيا. وفي سياق متصل تشهد العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات بين مليشيات عسكرية بعضها موال لحكومة المجلس الرئاسي للوفاق والآخر لحكومة الإنقاذ الموازية برئاسة خليفة الغويل. وحالت الاشتباكات دون تمكن فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الخروج من العاصمة والغى زيارة كانت مقررة الى السودان امس الاربعاء وهو ما اكدته وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي ذكر ان وزير الخارجية السوداني ابراهيم الغندور قد تلقى اتصالا هاتفيا صباح الاربعاء من محمد الطاهر سيالة وزير خارجية الوفاق المقترح نقل خلاله صورة للتطورات الأمنية التي تشهدها ليبيا والعاصمة طرابلس بشكل خاص منذ يوم أمس بدرجة تعذر معها تحرك وسفر السراج والوفد المرافق له بعد أن إكتملت كافة ترتيبات زيارته التي كانت مقررةً أمس الأربعاء إلى الخرطوم.
وأضافت الخارجية السودانية في بيانها: أن تفجر الأوضاع حال دون تمكن الوفد من المغادرة في هذا اليوم، مؤكدة حرص ورغبة حكومته على إتمامها في أقرب وقت حال تجاوز التطورات الراهنة، راجيًا نقل اعتذار السيد فائز السراج إلي السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير .
