الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كابوس "فيروس سي" في أسيوط على وشك الانتهاء.. المحافظ يُعلن عن شفاء أول حالة.. ويدعو المواطنين للتجاوب مع "الصحة" للقضاء عليه نهائيًا

حملة المسح الميداني
حملة المسح الميداني للكشف عن فيروس سي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فيروس «الكبد سي»، ذلك المرض المعروف بـ«الشبح»، الذي يفترس أكباد الملايين من المرضى، ويتصدر قائمة الأمراض المزمنة الموجودة في مصر.

وتشير الإحصائيات إلى أن 12% من المصريين مصابين بـ«فيروس سي»، وترتفع هذه النسبة في عدد من المحافظات، وبخاصة محافظات وسط الصعيد، وأبرزها محافظة أسيوط، التي تعاني من ارتفاع نسبة الإصابة بالفيروس، والتي أصبحت مؤخرًا من المحافظات الأكثر شفاءً.

«البوابة نيوز»، ترصد أسباب نجاح الصحة في محاصرة المرض..

في البداية، أكد الدكتور «محمود هريدي»، أستاذ الكبد بوحدة علاج الفيروسات الكبدية بأسيوط، أن المصابين يكتشفون المرض من خلال أكثر الطرق شيوعًا، وهى «التحليل عند الأقدام على سفر الشباب لدولة عربية أو أجنبية أو إجراء تحاليل الزواج أو عند التبرع بالدم»، وحاليًا عند الالتحاق بالخدمة العسكرية.

وعن تشخيص «فيروسالمزمن، أكد أن عدوى فيروس التهاب الكبد C، غير مصحوبة بأعراض، ونسبة قليلة من الناس من يُشخَّصونه خلال الفترة الحادة، حتى بالنسبة للأشخاص الذين ينتهي بهم الحال إلى الإصابة بعدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C، لا يتم تشخَّيص العدوى أيضًا لأنها تظل غير مصحوبة بأعراض لمدة سنوات حتى تظهر أعراضه الثانوية.

وقال أحمد محسن، أحد المرضى المتعافين من الفيروس، منذ سنوات كان فيروس سي بمثابة كارثة قومية، ما نتج عن ذلك الخوف، وتراكم الهموم التي كانت تُخيم على بيت كل مريض لفيروس c، اعتقادًا منهم أنه لا يوجد أمل في العلاج، حيث كان لا يوجد أدوية لمعالجة مريض الفيروس بصورة مباشرة، عكس ما ظهر الآن منذ أن ظهرت العلاجات الحديثة.

وأشار إلى أن الصورة المرعبة التى تم نقلها للمريض قديما عن الفيروس مبالغ فيها بدرجة كبيرة، وهذا الذي أدى إلى الخوف الشديد من المرض ولكن الآن جاءت الأدوية الجديدة لتقلب كل الموازين وتعطي لمرضى الفيروس الأمل من جديد.

وفى هذا السياق، يقول علاء منير كمال، طبيب بمركز الفيروسات الكبدية بأسيوط، إن الخوف من الفيروس ليس له وجود وخصوصًا الآن حيث أكد أن المرض يتقدم ببطء وقد لا يشعر المريض بأي أعراض لسنوات عديدة، وبالتالي فلا داعى للقلق أبدًا، مشيرًا إلى أن المريض بالفيروس ومع رؤيته العينية لكثير من حالات الشفاء أصبحت رغبته في العلاج كبيرة، وهو ما كان بمثابة نقطة التحول التي جعلته يتعامل مع المرض ويتقبله.

وأشار «على مصطفى.ع»، أحد مرضى الفيروس، إلى أن بعض الأطباء لا يهتموا بالجانب النفسي، رغم أهميته ودوره الكبير في العلاج، حيث إن العامل النفسي يعمل على ارتفاع معنويات المريض وتخفيف العبء عليه وعلى أسرته والمحيطين به.

وفي هذا السياق، قال أسامة حسن عبد الناصر، أستاذ الطب النفسي، إن العامل النفسي مهم لنجاح عملية العلاج من مرض «فيروس، وإن تجاهل هذا الشق النفسي لمريض الكبد، كثيرًا ما يؤدي إلى تدهور في حالته الصحية، وبصورة سريعة وتراجع حالته، كما أكد على خطورة تجاهل الأطباء هذا الشق، بل يجب عليهم توعية المرضى بسهوله العلاج وارتفاع نسب الشفاء.

وأكد الدكتور «محمد نوح»، وكيل وزارة الصحة السابق بأسيوط أن المركز يقدم أكبر الخدمات العلاجية اللازمة للمصابين بالأمراض الكبدية على مدار الـ7 أيام في الأسبوع باعتباره أول مركز بوسط وشمال الصعيد لعلاج الكبد، مشيرًا إلى أن أغلب المرضى الذين يتلقون العلاج بهذا المركز من الفقراء وغير القادرين، ويتلقونه على نفقة الدولة.

وأكد أنه على الرغم من معاناة المرضى من هذا الكابوس لكن الحلم أصبح حقيقة، فوجود حالات متعافية من الفيروس كان للمرضي بمثابة الحلم، كانوا يظنون أنه من الصعب تحقيقه، فيما أشار الدكتور «نصر قليني»، مدير وحدة علاج الفيروسات الكبدية بأسيوط، إلى أن أكثر من 90% في معظم الحالات من المرضى الذين يتلقون العلاج بداخل وحدة علاج الفيروسات الكبدية بمديرية صحة أسيوط.

وأشار الدكتور «محمود هريدي»، استشاري أمراض الكبد أن المركز يعالج حالات الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي «ب»، بجوار الفيروس «سي»، وللأسف فإن الاهتمام بـ«الفيروسي ب»، أقل رغم أنه أشد خطورة من «سي»، حيث إن مشكلات فيروس «ب»، بالنسبة للكبد تحدث في مدة أقل مثلا «5 سنوات»، عن المدة التي تمثل خطورة فيروس «سي»، تظهر على مدة أطول تصل 15 عامًا تقريبًا.

فيما قال الدكتور «نصر الدين قليني»، مدير وحدة علاج الفيروسات الكبدية بمديرية الصحة بمحافظة أسيوط: «صندوق (تحيا مصر)، تحمل منذ عام علاج 900 حالة مرضية من مصابي فيروس الالتهاب الكبدي (C)، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية للقضاء على الفيروس»، مشيرا إلى أن 3000 عقار لعلاج فيرس سي قد تم استعمالهم بالمحافظة.

وطالب الدكتور محمود هريدى استشاري أمراض الكبد بوحدة علاج الفيروسات الكبدية الاهتمام بمرضى الالتهاب الكبدي «ب»؛ لخطورته التي تفوق خطورة مرضي الفيروس «سي»، قائلًا: «مرضي الفيروس «ب»، يتعرضون لأضرار المرض خلال مدة أقل بكثير من مهاجمة «سي» لضحاياهم.

ومن جانبه، سلم المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، شهادة الشفاء لأول حالة تتعافى من الإصابة من فيروس «سي»، عقب تلقي علاج «السوفالدي»، بمركز علاج الفيروسات الكبدية بمديرية الصحة، موضحًا بتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بالقضاء على المرض.

وطالب بتضافر الجهود من كافة المؤسسات في الدولة والعمل بخطوات جادة وآلية واضحة للقضاء على هذا المرض والحد من انتشاره، مؤكدًا أنه جاري التنسيق بين المحافظة وكافة الجهات والهيئات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والتأمين الصحي والنقابات وجامعة أسيوط فضلًا عن مشاركة صندوق تحيا مصر لإجراء مسح شامل وفحص للمواطنين بمراكز وقرى المحافظة لتغطية كافة فئات المجتمع سواء العاملين بالقطاع العام أو الخاص أو غير العاملين ممن يزيد أعمارهم عن 18 عامًا، فضلًا عن الطلاب بكافة مستوياتهم التعليمية، موضحًا أن معرفة نسب الإصابة بالمرض في المحافظة يساعد على ارتفاع نسب الشفاء منه.

وأكد المحافظ أسيوط أنه يتم تقديم العلاج المجاني للمصابين بمراكز علاج اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وغيرها، مشيرًا إلى أن وصول أكثر من 50 ألف وحدة كشاف للمحافظة من وزارة الصحة لإجراء تحليل سريع وذلك عن طريق الفم.

ودعا محافظ أسيوط المواطنين للتجاوب مع تلك الحملات للكشف المبكر للاطمئنان على أنفسهم وأسرهم في حالة الإصابة أو عدم الإصابة، مؤكدًا على علاج أكثر من 27 ألفًا و360 مصابًا بفيروس «سي»، على مستوى المحافظة عقب تلقى علاج «السوفالدي»، بمركز علاج الفيروسات الكبدية التابع لمديرية الصحة.

وأكد الدكتور محمد نوح وكيل وزارة الصحة بالمحافظة أن المواطن «نجيب محمد نجيب»، من مركز القوصية، كان يعاني من الإصابة بفيروس «سي»، منذ عام 2012 وبدأ علاجه في 2015، وشفي تمامًا من المرض خلال عام، وتم تسليمه شهادة الشفاء من المرض عقب إجراء التحاليل الطبية اللازمة عن طريق مركز الفيروسات الكبدية، مشيرًا إلى إجراء مسح شامل وإجراء التحاليل الطبية للمواطنين بكافة مراكز وقرى المحافظة خاصة غير الخاضعين لمظلة التأمين الصحي لتشخيص حالات فيروس «سي»، وحصر المصابين وتوفير الأدوية اللازمة لهم بالمجان. وأضاف وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أن المديرية تعمل ضمن توجهات الدولة للقضاء على فيروس «سي»، عن طريق استهداف 6 فئات مختلفة بينها «العاملون بالقطاع الصحي من أطباء وتمريض وعمال بمختلف المستشفيات والإدارات الصحية وتوابعها، والمرضى بمستشفيات الصحة، والمتوجهين لبنك الدم، وطلاب الفرقة الأولى بالجامعات، والمساجين، وراغبي العمل بالخارج».