الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

رمسيس الثاني يخرج إلى النور بعد 3200 سنة تحت التراب

أهالي المطرية استقبلوه بالزغاريد..

رمسيس الثاني
رمسيس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط دوي الزغاريد والتصفيق الحاد لأهالي منطقة المطرية، استكملت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة سوق الخميس بالمطرية الخميس الماضي، أعمال انتشال الجزء الثاني من تمثال الملك رمسيس الثاني الذي قد عثرت عليه في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.
وأشار عيسى زيدان رئيس وحدة الترميم الأولى والنقل بالمتحف المصري الكبير أن فريق العمل بالموقع الأثري أخد عينة من المياه الراقد بها هذا الجزء من التمثال لعمل التحاليل اللازمة لها في الموقع، وبفحصها تبين أن نسبة الحموضة والقلوية بها متعادلة إلى قلوية خفيفة، وأجريت أعمال تحليل كيميائي لمعرفة مركبات المياه بموقع الحفر بشكل دقيق، كما تم تغليف الجزء الذي تم استخراجه يوم الخميس بواسطة خامات مبطنة وإحداث تكييف له عن طريق ترطيب هذه الخامات بالماء المتعادلة، كما تم تثقيبها لإحداث تكييف تدريجي للقطعة بعد تعرضها للهواء.
ومن جانبه قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار: منطقة المطرية تعرضت لعمليات التدمير لعدة مرات نظرًا لقربها من القاهرة القديمة، وأول تدمير كان أيام الفرس في القرن السادس قبل الميلاد وتحديدًا عام 525 ق. م في الغزو الفارسي الأول، ثم في الغزو الفارسي الثاني، وتحولت هذه المنطقة في القرن الأول الميلادي إلى محاجر، وبدءوا في نقل آثارها المحطمة، وحتى الآثار السليمة كانت تُحطم ويتم نقلها، ولذلك نجد ان أغلب القطع الأثرية المحطمة هنا مستخدمة في بناء القاهرة الإسلامية، كما أن أشهر مسلات العالم خرجت من منطقة المطرية، 5 مسلات في روما، وفي لندن ونيويورك، وجميعها خرجت من مدينة هليوبوليس الغنية بالمعابد والتي شهدت عبادة أله الشمس، العالم نشأ من هنا، وحالة التمثال رائعة بالفعل، وجميعنا قال: إنه لرمسيس الثاني فور العثور عليه نظرًا لموقعه، لأن المنطقة هنا كانت لمعبد رمسيس الثاني، وأنا سعيد اليوم لأني سمعت هتافات أهالي المطرية مرددين "ولسه" في إشارة منهم لغناء المنطقة بالأثار.
وأضاف العناني لـ"البوابة"، أعمال الحفائر مستمرة في نفس الموقع، وربما تُغادر البعثة الألمانية نهاية الشهر الجاري، ولكن البعثة المصرية ستستمر في أعمال الحفائر فلابد من تصفية المنطقة من أعمال الحفائر بالكامل، وبالنسبة لرجل الملك والسؤال المتكرر عنها، أوضح أن هناك 3 أحتمالات للكشف عنها الأول، أنها تكون نُقلت مثل باقي الأثار التي تم نقلها في العصور القديمة إلى القاهرة التاريخية، أو إلى الإسكندرية، والاحتمال الثاني أن تكون أكثر قربًا من المنازل، وهنا لا يمكنني الحفر بالقرب أكثر من ذلك، وأنا كنت أخشى على الصحفيين والإعلاميين الواقفين أسفل المنازل وقت انتشال التمثال لأن الأرض أسفلهم رخوة، وكلما قمنا بسحب المياه التي تخطى ارتفاها الثلاثة أمتار ترجع المياه مرة أخرى وهي تأتي من أسفل المنازل وهذا الأمر يؤثر على الأرض التي تقف المنازل عليها، ومساء الأربعاء قمنا بتصبين التمثال وقمنا بتجربة إخراجه، وقال البعض: لما لا نخرجه الآن، فرفضت وقلت: لابد أن يخرج أمام وسائل الإعلام، حتى لا يُقال إنه خرج بليل وتم كسره، والتمثال حالته جيدة جدًا، والنقوش على ظهره هي التي ستؤكد هويته وإلى أي عصر ينتمي. 
ومن جانبه قال الكاتب الكبير يوسف القعيد عضو البرلمان بلجنة الثقافة والآثار والإعلام: حضرت اليوم باعتباري عضو مجلس نواب وجئنا اليوم لنرى هذا الحدث بكل ما له وما عليه، والأزمة الكبرى هنا أن التمثال خرج إلينا مُحطم، وأتمنى أن يكون أستخراج هذا التمثال وغيره من الاكتشافات الأثرية سببا في عودة السياحة مرة أخرى، ونحن نرحب بكل الأعمال التي من شأنها عودة السياحة، والمؤسف في الأمر أن هذه المنطقة بالكامل مبنية على آثار، وهي أهم منطقة آثار إسلامية وفرعونية في العالم أجمع، ولنا أن نتساءل هل المباني على هذه الأرض مرخصة أم لا.
وأضاف القعيد لـ"البوابة": نتمنى أن يكون هذا الكشف فاتحة خير لكشوفات أثرية أخرى، وما قلته للدكتور خالد العناني وزير الآثار إن النتيجة النهائية هي الأهم، والنتيجة النهائية أن التمثال خرج محطم، وكان أملي أن يخرج التمثال في حالة أفضل دون تحطم، وأنا لست حكمًا لأقول ما حدث صوابًا أم لا ولكن ما يمكنني قوله هو أن النتيجة النهائية ليست حسنة وغير مرضية.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى أمين الأمين العام لمجلس الأعلى للآثار: يوم انتشال الجزء الثاني من تمثال رمسيس الثاني هو يوم فرحة وعيد، فقد شهدنا كم السعادة والفرحة ودوي الزغاريد لأهالي المطرية، واليوم تم أنتشال التمثال بسهولة ويسر وبأسلوب علمي وحرفية كبيرة، وبدون أية عوائق.
وأضاف أمين لـ"البوابة": قمنا مساء الأحد الماضي بمجهود كبير ورائع في تصبين الجزء الثاني للتمثال، وتم التحكم في الكتلة المتبقية من جسم التمثال وتم تأمينها بشكل كبير، وتم التأكد من وزن التمثال وهو يصل إلى 9 طن، وهي قطعة ضخمة، وكما رأي الجميع، تم انتشال التمثال من المرة الأولى، وهذا الأمر دليل على المجهود المبذول مساء الأربعاء، والتمثال الآن في مأمن، ولم يتعرض لأي ضرر، وبعد انتشاله بشكل علمي مرأي الجميع، وأود أن أؤكد أن كل ما قيل عن تعرض التمثال لأضرار جراء الحفر في المرة الأولى ليس حقيقيًا، وبالدراسات التي أجريت لم يتضح أن يكون هناك باقي للتمثال، وما حدث لهذه المنطقة من تحطيم كان في العصر الروماني والعصر الفارسي والعصور المتتالية، مع وجود بعض الزلازل وكذا استخدام الحجارة في بناء أسوار القاهرة التاريخية، كل هذه الأمور أدت إلى تحطم آثار المنطقة، وربما كانت هناك قطعة أخرى للتمثال وتم انتشالها في وقت سابق، ولكن المسح الذي تم على المنطقة لم يُثبت وجود قطع أخرى للتمثال.