الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتفاضة سمك.. بروتين البحر يدخل حارة الغلاء.. البلطي بـ33 جنيهًا.. البوري بـ 55.. السبيط بـ 65.. البساريا بـ 15.. إحصائية: مصر تمتلك 13.2 مليون فدان مائي وتستورد نصف مليون طن أسماك سنويًّا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتفاضة أسعار جديدة، السمك يعلن احتجاجه بعد غلائه، أسعار جنونية في منافذ بيع الأسماك بشوادر السمك بالبلاد، حالة دهشة في الأسواق وحالة تعجب من جانب المستهلك مع سؤال: "هو في إيه؟!"، دهشة المستهلك متصاعدة بعد قفز كليو البلطي إلى 33 جنيهًا والبوري لـ 55، والباغة لـ 25 والسبيط 65، والبساريا إلى 15، الجمبري 250 جنيهًا درجة أولى، في غياب الرقابة وفي ظل أرقام رسمية تؤكد أن لدينا بحيرات قادرة على سد فجوة بروتين البحر وبأسعار مخفضة.



الأرقام تؤكد أن مصر تمتلك 13.2 مليون فدان مائي وتستورد في الوقت نفسه نصف مليون طن أسماك مجمدة سنويًا بـ 400 مليون دولار، كيف ولماذا الأزمة وجنون الأسعار؟ مائيون ردوا، أن المشكلة في الخطط، والحل بسيط، سرعة اللجوء للبدائل مثل الاستزراع السمكي وإعادة الأسطول البحري. 
وتشير الأرقام إلى أن لدينا 1200 كيلو من البحر الأحمر و1200 كيلو بحر متوسط و1100 كيلو من نهر النيل و5000 كيلو ترع ومصارف، وننتج مليون و100 ألف طن سنويا، قد يزيد الأمر 5 ملايين طن سنويًا إذا طورنا الأدوات، بحسب خبراء. 
الأغرب، هو أن الثروة السمكية قد رفضت عرضًا لبيع تماسيح بحيرة ناصر بـ 2 مليار دولار لأن الهيئة بها 7 أساتذة لا يعلمون شيء عن الأسماك، وقد رصدنا الأسباب فى ضعف الإنتاج السمكي، وجدنا أن البحر المتوسط مليء بالتلوث وتحول الصيادين للعمل بالسياحة.
التقارير تقول ان مصر الاولى عالميا فى استيراد الاسماك المجمدة، حيث تستورد حوالى نصف مليون طن سنويا بما يقارب الـ 400 مليون دولار سنويا رغم وجود 200 مصنع للأسماك فى مصر.
وأضاف التقرير، أن آخر إحصائية من وزارة الزراعة أكدت أن مصر تنتج سنويا مليون و100 ألف طن من الأسماك، ولا يكفى الاستهلاك المحلى فتضطر إلي استيراد ما يقرب من 500 الف طن سنويا، وأن ابرز الأسماك المجمدة المستوردة هى الهارينج والماكريل والسردين والباسا.
اضاف التقرير أنه رغم استيرادنا للأسماك فأننا نصدر بعض الانواع الجيدة وعالية القيمة مثل القاروص والدنيس والوقار.
وفى تقرير حديث صادر عن الهيئة العامة للصادرات والواردات، كشف أن مصر استوردت أسماكًا عام 2011 بمبلغ وقدره 313 مليون دولار، وفى عام 2012 بمبلغ 402 مليون دولار، وفى عام 2013 بمبلغ 186 مليون دولار، حيث استوردت مصر 115.7 ألف طن أسماك خلال أول ستة أشهر من عام 2014، ووفقًا للدراسة الصادرة فإن أبرز الأسماك التي يتم استيرادها السردين والهارنج والمكريل والهورس، ويتم استيرادها من إسبانيا وأمريكا واليابان وهولندا والنرويج وأيرلندا.
ويبقى السؤال، ولماذا النقص في الإنتاج؟ ويرد الدكتور عاطف أحمد على، الحاصل على الدكتوراه فى الثروة السمكية بجامعة أسيوط، ان سمك الماكريل المستورد من أمريكا به نسبة كبيرة من الهستامين تؤدى لأمراض الحساسية بين المصريين، مضيفًا اننى منذ أن كنت متوليًا لملف الثروة السمكية فى الأقصر وعندما ذهبت لرئيس هيئة الثروة السمكية الأسبق إبراهيم محروس قال لى نصًا: "الأسماك واقعة عندنا فى الهيئة"، مضيفًا أنه ليس لدينا متخصصين فى هيئة الثروة السمكية، موضحًا أنه فى موريتانيا التى تطل بطول 500 كيلومتر على المحيط الأطلنطي تصدر أسماك سنويًا بـ 20 مليار دولار، موضحًا أنه عندما كان مدير عام بالأقصر جاء له مستثمر يريد أن يشترى التماسيك الموجودة فى بحيرة ناصر للاستثمار فيها وقد عرض على الدولة 2 مليار دولار لشرائها بدلًا من أنها موجودة تأكل الأسماك ولا تستفيد منها الدولة لكن هيئة الثروة السمكية رفضت هذا العرض، مضيفًا أن بحيرة ناصر سواحلها تطل على 500 كيلو وعرضها 20 كيلو وبها اسماك من كبر حجمها وصل لدرجة التوحش ويتم اصطيادها بالسموم والبوتاجاز لهذه اللحظة بدلًا من اصطيادها بأسطول منظم.



أضاف على، ان بناة الأهرامات كان أكلهم اليومي أسماك البلطي وكانت تأتى من مدينة دشنا بقنا، فالأسماك منها 21 الف فصيلة وكان الفراعنة يستخدمون سمكة الرعيدة الكهربائية فى علاج الصرع لدى الانسان، موضحًا ان مصر غنية ولكن لا تستغل بشكل صحيح فلدينا 1200 كيلو من البحر الاحمر و1200 كيلو بحر متوسط و1100 كيلو من نهر النيل و5000 كيلو ترع ومصارف ولدينا من البحيرات بحيرة ناصر ثاني ابكر بحيرة صناعية فى لعالم اضافة الى بحيرة ادكو ومريوط وغيرها، هذا بالإضافة الى وجود مشاريع كثيرة من الاسماك فلدينا مشروع الجمبرى على المياه العذبة يدر دخل حوالى 5 آلاف جنيه شهريا لصاحب المزرعة ولكن ليس لدينا ثقافة مجتمعية، ولدنا اسماك المبروك الفضية السمكة الواحدة تأكل 40 كيلو حشائش وتنظف المياه من المواد السامة والاملاح فهي تفلتر المياه وتنقيها.
تابع استاذ الثروة السمكية، أننا على استطاعة سداد ديون مصر لو احسنا استغلال زراعة الاسماك في مصر، واول هذه الطرق الجيدة لتحسينها هى الادارة السليمة للهيئة العامة للثروة السمكية والموجود بها 7 أساتذة ليس لهم علاقة بالأسماك نهائيا، اضافة الى الحفاظ على البيئة المائية للإسماك من التلوث كما حدث فى البحيرة وكفر الشيخ العام الماضي من نفوق الاسماك نتيجة تلوث المياه وارتفاع المعادن الثقيلة فى المياه وهى قاتلة.
وقال الدكتور محمد سعد، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة والمشرف السابق على المزارع السمكية، اننا ننتج تقريبا 20 % من استهلاكنا للأسماك واغلبه من المزارع السمكية رغم امتلاكنا مساحات كبيرة من المسطحات المائية، مضيفا أننا كان لدينا قديما اسطول اعلى البحار يقوم بصيد الاسماك من البحر المتوسط وحتى المحيط وكان مصدر كبير لصيد الاسماك منذ 30 عاما تقريبا وتحول الاسطول الى بيزنس للبعض حتى تدمر الاسطول وخرب وتم ركنه فى الاسكندرية، واصبح البديل ان نستورد الاسماك من فيتنام والصين اسماك الباسا والتونة والفيليه والسردين والمكرونة وغيرها.
اضاف سعد، ان الثروة السمكية فى مصر متدهورة وليس لدينا وسائل صيانة لمراكب الصيادين ولا قطع غيار والوقود غالى الثمن مما قلل من الصيد، وأن الحلول فى الاستزراع السمكي النظيف بدون الملوثات، واستيراد أسطول اعلى البحار لصيد الأسماك من البحر والمحيط كما كان سابقا، موضحًا أننا لدينا مزارع سمكية فى المياه المالحة نصدر منها كميات قليلة من الجمبري والدنيس والوقار والموسى، متابعًا أن افضل سمكة فى مصر الموجودة فى بحيرة ناصر، ولكن هيئة الثروة السمكية لا تستغلها استغلالًا جيدًا، متابعا أن البحر الأحمر فى سفاجا ورأس غارب والغردقة تم هجر مهنة الصيد به لان مراكب الصيد به تحولت لمراكب سياحية دخلها اعلى للصياد من صيد الأسماك ويعلم ابنه السياحة بدلًا من الصيد، بينما البحر المتوسط فى الاسكندرية والساحل نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي فقلت به كميات الأسماك وهيئة الثروة السمكية موظفين يجلسون فى مكاتبهم دون الاشراف على الاسماك ومزارعها فى مصر، موضحا انه فى ظل ارتفاع اسعار اللحوم، فإنقاذ مصر حاليا فى انتاج الأسماك والطحالب ايضا ويمكن زراعة الطحالب على المياه المالحة واهم هذه الحالب الاسبيرولينا وهى تعالج الكثير من الامراض المزمنة ايضا.
وقال محمد ابو الفتوح نعمة الله، مدير مركز وادى النيل للدراسات الاقتصادية، أننا نستورد ما يزيد عن ربع الاستهلاك المحلى، حيث سنجد ان انتاج البحرين الأحمر والمتوسط لا يزيد عن 100 الف طن من الاسماك البحرية، ونجد انتاج جميع البحيرات فى مصر عذبة ومالحة ونصف مالحة لا يزيد على 180 الف طن سنويا واغلب احتياجات السوق المحلية يتم تغطيتها من خلال انتاج المزارع السمكية التى تتراوح بين مليون الى مليون ومائة الف طن وبين الاستيراد الذى يزيد عن نصف مليون طن سنويا، مضيفا أنه من المفترض ان يكون انتاجنا من البحيرات والمصائد اضعاف انتاج المزارع السمكية، ولكن للأسف شواطئنا وبحيراتنا فقيرة ولا تبذل اى جهود حقيقية لتنمية وتطوير المصائد والبحيرات فى مصر برغم انها يمكن ان تتحول الى احد اهم مواردنا الاقتصادية ومصدر رئيس للعملات الحرة.
اضاف نعمة الله أن متوسط انتاجية البحيرات فى بعض الدول تصل الى نحو خمسة اطنان للفدان الواحد ونحن لدينا بحيرات تزيد مساحتها عن 2 مليون ونصف المليون فدان، اى اننا لو طورنا تلك البحيرات سوف لا يقل انتاجها سنويا عن 5 مليون طن تمثل اكثر من ضعف الاستهلاك المحلى والاهم انها بتكلفة محدودة ولدى شخصيا براءة اختراع مسجلة للاستزراع المائي المتكامل تصلح لتنمية البحيرات والمصائد فى مصر وغيرها بطريقة طبيعية وبدون استخدام اى اعلاف صناعية او مضخات لزيادة نسبة الأكسجين المذاب وهى تكفل مضاعفة انتاج البحيرات والمصائد لتصل الى نحو 5 أطنان سنويا من الأسماك للفدان.
تابع نعمة الله، أننا نستورد الكثير من الأسماك البحرية بدلًا من تصديرها وللأسف فمشكلة تلوث البحيرات لدينا بمياه الصرف وفقر الشواطئ والبحيرات نتيجة التلوث والتقاعس عن تنميتها طبقا للطرق العلمية الحديثة قد ادى لتدهور انتاجيتها لحد بعيد بل واعتبار الأسماك المصرية ملوثة وتربى فى برك الصرف الصحي نتيجة لزيادة معدلات التلوث والطريقة التى اتحدث عنها تكفل تنقية البحيرات وانتاج أسماك أمنه فضلا عن انتاج العديد من المحاصيل الاقتصادية الأخرى كالوقود الحيوى بأنواعه وانواع من الحبوب والخضر والفاكهة والأخشاب ومحاصيل الرحيق ومحاصيل الالياف وغيرها من الأنواع التي تنمو حتى فى المياه شديدة الملوحة كبحيرة البردويل بل ويمكن إنتاج الكثير منها داخل المصائد المصرية اى فى البحر ذاته لننتج من خلالها حبوب وأعلاف وخضر وفاكهة ومحاصيل اقتصادية ووقود حيوى واخشاب حتى فى البحيرات التى تصل ملوحتها لضعف ملوحة مياه البحر أى أننا لن نكتفى بتطوير البحيرات والمصائد فقط بل سننتج ايضا الطيور المائية بانواعها والعديد من انواع الأعلاف الغنية للإنتاج الداجنى والحيواني، مؤكدًا أننا نفقد الكثير نتيجة سوء الإدارة والتخبط، حيث يمكن أن يصل إنتاج المصائد والبحيرات المصرية الى اكثر من عشرة ملايين طن من الأسماك سنويًا ان استخدمنا التقنيات الحديثة والمتطورة فى هذا المجال.