"أوبرا ملك" مسرح يختلف أدائه عن جميع االمسارح التابعة للبيت الفني، وذلك منذ استعادته وأحيائه في العام 2014 فهو مسرح له تاريخ عريق من مطلع الأربعينيات من القرن الماضي وقت أن أسسته المطربة والاستعراضية ملك محمد ليحتضن جميع ما تقدمه من استعراضات ومونولوجات، لكن حريق القاهرة التاريخي حال بينها وبين حلمها فأمسكت النيران بمسرحها وظل مهجورا إلى أن افتتحه وزير الثقافة جابر عصفور منذ ثلاثة أعوام وولاه لقيادة شابة وهو الفنان أحمد السيد؛ الذي أطلق منه عدة مهؤرجانات وورش تدريب فنية مبتكرة استطاع بها احتواء عدد كبير من شباب المسرحيين؛ من بين هذه الفعاليات مهرجان كيميت المسرحي الذي يستهدف توفير فرصة للعروض الشابة التي لم تجد مكانا للعرض؛ ذلك المهرجان التي تنطلق دورته الثالثة في الوقت الحالي.
وقد التقت "البوابة نيوز" بالسيد للاطلاع على الحركة المسرحية لدى الجيل الجديد من الشباب من خلال العروض المشاركة في المهرجان وطبيعة الدورة الحالية والتي قال عنها إن عدد العروض التى تقدمت إلىها 135 عرض وتم الموافقة على عشر عروض فقط وهذا مع تجاوز عن بعض المشاكل فى بعض العروض، حيث أن العروض التى ترتقى إلى أن تعُرض فى المهرجان كانت حوالى 6 عروض فقط وإنما تم إضافة 4 عروض لإعطاء الفرصة لأكبر قدر ممكن من الفرص الشبابية.
وعن السمة العامة للعروض المقدمة فى المهرجان هذا العام ذكر السيد من بينها الاستستهال موضحا أن معظم العروض المقدمة كانت عبارة عن مجموعة من الإسكتشات الكوميدية التى تشبه عروض مسرح التلفزيون التجارىة التى لا تحتوى على أي مضمون ولا تهدف إلا لإلقاء النكات فقط، وبقية العروض الغير كوميدية المقدمة كانت "متشائمة" بقدر كبير جدا".
و بسؤاله لماذا تم الموافقة على ذلك العدد من العروض طالما أنها لا ترتقى إلى أن تعُرض فى المهرجان؟؛ أجاب: إن سياسة مسرح أوبرا ملك هى أن يصبح المسرح فرصة لتقديم العروض المسرحية الشابة وإحتواء الطاقات الشبابية وذلك سواء كانت العروض جيدة أو سيئة، فالعروض الجيدة جديرة بان تُعرض والعروض الغير جيدة يجب أن يتم عرضها لتتطور وتصبح جيدة.
أما عن السمات الجيدة التى لاحظتها لجنة مشاهدة العروض قال إن بعض العروض احتوت على موسيقى حية، وذلك على عكس السنوات الماضية التى قدمت الموسيقى مسجلة، فالمسرح هو فن أهم ما يميزه هو أنه حي.
و بسؤاله عن عدد المهرجانات المسرحية -سواء المستقلة أو الحكومية- المتزايدة بشكل ملحوظ فى الأونه الأخيرة أجاب: "من المنطقى والمعروف في جميع دول العالم بأن زيادة عدد المهرجانات المسرحية أمر فى غاية الإفادة والأهمية، ولكن "فى مصر" الأمر مختلف تماما وذلك لأن إدارات المهرجانات لا تتشاور مع بعضها البعض لتضع تصور عام لهيكل المهرجانات فى العام، فالمهرجانات جميعها تشبه بعضها البعض، كما أن العروض التى تقدم فى هذا المهرجان هى نفسها التى تقدم فى ذاك".
وعن كيفية تلافى تلك المشكلة لكي تصبح المهرجانات أمر فعال رجح أنه يجب التنسيق ووضع معايير إختيار تدريجية فى كل مهرجان، وذلك لنجد مهرجانات لفرق الهواه ومهرجانات للفرق المحترفة".
وبسؤاله عن فرقة أطفال الشوارع التى تم حبسها فى العام الماضى وعدم مشاركتها فى المهرجان هذا العام رغم فوزها بأفضل عرض الدورة السابقة، أكد أن المسرح لا يمارس أى شكل من أشكال السلطة على انواع العروض أو الفرق المقدمة، ولكن فرقة اطفال الشوارع لم تتقدم بعروض هذه الدورة، ولكنهم يشتركوا فى بعض العروض بشكل منفرد لكل منهم، ولا يوجد أى منع على الفرقة.
وفى نهاية حديثه أعلن عن إدارة المسرح ستوفر ورش مجانية لرفع كفائة المخرجين والممثلين الموهوبين الذين يفتقروا للخبرة، وهذا هو هدف المهرجان.