السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور والفيديو.. المطرية المنسية.. منطقة أثرية في القاهرة تعاني الإهمال.. العشوائيات والقمامة تحاصر المسلة وتمثال سنوسرت.. مواطنون: نهب كنوزها الفرعونية مستمر.. مفتش آثار: تحتاج إلى اهتمام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا المطرية، بوابة مصر القديمة، قبلة للكنوز الفرعونية النادرة، فيها يرقد تمثالي سنوسرت ورمسيس الثاني، وبها مسلة فرعونية مهمة من العصر الفرعوني الجميل، المنطقة سقطت من أجندة الاهتمام الحكومي ووزارتي الثقافة والآثار، خاصة بعد أن حاصرتها تلال القمامة ومافيا تجارة الآثار.
حينما تصل إلى المطرية قد لا يدور في خلدك أن تلك المنطقة المليئة بالعشوائيات والمظاهر السلبية المتمثلة في القمامة والشوارع المزعجة، إنما هي في الأصل من أقدم المدن التي تم تشييدها خلال العهد الفرعوني، هى كذلك، منطقة أثرية مهمة تحمل عبق الماضي بما له من حكايات سطرها تاريخ مصر خلال آلاف السنين ولكنها ما زالت موجودة.
قطعًا يدور الكثير في خلدك وأنت تسير نحو موقع تمثال رمسيس الثاني الذي تم الكشف عنه قبل أيام ليحمل معه تساؤلات تتمثل في أسباب غياب الاهتمام بتلك المنطقة على مدار الفترة الماضية من خلال المساهمة في تجميلها وتزيينها لتكون قبلة للسائحين.


وتعد المطرية مستقرًا للعديد من الآثار في الحقبات التاريخية المختلفة، فنجد شجرة مريم ويتم اعتبارها جزءًا من مدينة هليوبوليس القديمة "أون" كما تم إطلاق اسم المسلة على المنطقة لتوصيف مسلة الملك سنوسرت الأول التي عثر عليها في المنطقة وما زالت إلى يومنا الحاضر هناك محاولات لاكتشاف المنطقة ومعرفة ما بها من كنوز مصرية قديمة.
الواقع المؤسف أن هناك تلالًا من القمامة التي تجدها حول المنطقة بجانب جزء كبير من المباني التي يدور التساؤل حول كيفية سماح المسئولين عن حي المطرية ببنائها في منطقة بها آثار مصرية قديمة لم تخرج إلى النور بعد.
محمود شعبان "أحد أهالي المطرية" روى الكثير عن المكان، وقال: "منطقة عرب الحصن والمطرية كلها مليانة بالآثار القديمة وخاصة منطقة العرب"، لافتًا إلى أن ذلك يعزي إلى طبيعة المنطقة التي يوجد فيها الأهالي، على حد وصفه.


وأضاف أن الحصول على تلك الآثار والحفريات أمر يتم من خلال بعثات التنقيب الموجودة في المناطق المختلفة بالمطرية، لافتا الى ان الآثار توجد في تلك المنطقة بصور عشوائية.
وأكد شعبان، أن الأهالي في تلك لمنطقة لا يستطيعون التنقيب عن الآثار لأن ذلك قد يتسبب في هدم أساسات الوحدات السكنية التي يقيمون بها، لافتا إلى أن من يجد الآثار هو من ينقب عنها وهم في الغالب تابعين لمافيا تجارة الآثار بالمنطقة.
وأضاف: هناك تمثال أبو الهول متواجد منذ ما يصل إلى 50 أو 60 عامًا في المنطقة وعلى الرغم من بقائه كل تلك الفترة إلا أن وزارة الآثار تسعى لنقله إلى مخازنها تمهيدًا لسجنه وحرمان المواطن من جمال التمثال. 
وقال عبدالرحمن حسين، من أهالي المنطقة، أن العثور على الآثار في المطرية أمر متكرر الحدوث، حيث تنتشر الآثار في المطرية كما أنها تعد منطقة تاريخية تتسم بالآثار القديمة الموجودة بها، مؤكدًا أنه ما بين المسلة الجديدة والخرابة التي يتم إلقاء القمامة بها تم بالفعل العثور على العديد من الآثار.
وأكد عبدالرحمن، أن من يعملون في أعمال الحجائر، أحيانا ما يعثرون على العديد من الحفائر، لافتًا إلى أن الأحجار مثل أحجار السوداء والحمراء "الجرانيت" تعد أكثر ما يتم العثور عليه في المطرية.
وأضاف: كل عام يتم العثور على آثار، لافتًا إلى أن المسئولين الأثريين يأخذون تلك الحجارة من أجل دراستها، لافتا إلى القمامة يتم إلقائها داخل الجراج القريب من موقع الآثار ومن المسلة الجديدة في المنطقة.
 وتحرك عبدالرحمن مع محرر "البوابة نيوز" في محيط منطقة القمامة ليفجر مفاجأة حول وجود أحجار أثرية قديمة موجودة بالفعل في منطقة محاطة بالقمامة على نحو يوحي بغياب أو تدني الاهتمام بتلك المنطقة. 


تقابلنا مع عمرو اسماعيل مفتش الآثار المسئول عن موقع آثار المطرية، وشرح لنا تاريخ مدينة المطرية القديمة وقال إن المطرية صاحبة نظرية خلق الكون عند المصري القديم، لافتا الي ان لها اهمية تاريخية كبيرة جدا حيث كان بها اكبر معابد تم اكتشافها بمصر القديمة مثل معبد مدينة اون وهو معبد ابعاده تصل الى ١١٠٠*٩٠٠ متر وهو معبد ضخم، لافتا إلى أن الملك رمسيس مثله مثل أي ملك حكم مصر قام ببناء معبد لعمل انشائات تقربه للمعبود الخاص به، لافتا إلى وجود رمسيس وسيتي وسنوسيرت وغيرها.: 
وأضاف: بعض من يعيش في أي منطقة تاريخية يحفر أسفل بيته على أمل العثور على أي أثار داخل بيته،.
وفجّر مفاجأة بأنه قبل الثورة لم يكن هناك أهالي بمحيط تمثال رمسيس الثاني المكتشف، بعد الثورة حاصرت العمارات والبنايات الاثار وزاد نهبها 
قائلا:" لا أعتقد أن البنايات الموجودة في تلك المنطقة مرخص لها، هي أرض ملكا للأوقاف تم وضع اليد عليها وتم البناء عليها ولكن من الصعوبة إزالتها رغم وجود أوامر ازالة ولكن من الصعب ذلك في ظل عدد الأهالي الكبير المتواجد بتلك المنطقة،.
وأكد أن المنطقة تعد منطقة عشوائية ويوجد بها مراكز قمامة، لافتًا إلى أن تلك القمامة ظهرت أيضا بعد قيام الثورة، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المنطقة من الإهمال وآثارها من النهب. 


ولفت إلى أنه كان هناك عمل على حفائر منذ عام 2005 مع البعثة الألمانية إلا أن الأمر توقف بعد قيام ثورة 25 يناير وتم استئناف العمل بها منذ عام 2012، لافتًا إلى أن المنطقة التي تم اكتشاف تمثال رمسيس الثاني جرى العمل عليها لمدة 12 عامًا، وتم العثور على حفائر ومن المقرر العمل على المنطقة بعد العثور على تمثال رمسيس الثاني لأن وجوده في المنطقة يعني وجود معبد في المطرية وكنز أثري لم يكتشف بعد.