الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

آثار المطرية من ملوك "الرعامسة" حتى سوق الخميس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطفال ترقص فوق جثة الملك، وتهيل التراب فوق صولجانه، وتدفئ رأسه بقطعة قماش بالية، هكذا فعلوا بتمثال رمسيس الثاني، بعد انتشاله من مرقده بمنطقة سوق الخميس بالمطرية.. الحدث كان جللًا.. وردود الأفعال، تصلح أن تكون فصلًا من مسرحية للكوميديا السوداء.
الكشف المتوقع كان بمثابة انتصار للبعثة المصرية الألمانية المشتركة، وربما لو تم بشكل علمي لحقق دعاية تضخ مليارات على السياحة، تعوض سنوات عجاف، إلا أن الآثار آتت بما لا يشتهي العالم.
الحدث الأثري تم على مرأى ومسمع من قيادات وزارة الآثار، على رأسهم خالد العناني الرجل الأول بالوزارة والمتربع على قمة هرمها، لكن الكشف أثار جدلًا وغضبًا عارمين، واعتبر الآثاريون، ما حدث عبثًا بالآثار المصرية، ينم عن عدم خبرة ودراية بالطريقة المثلى للتعامل مع تلك الكنوز التي لا تُقدر بمال، وبدلا من أن تتحول أنظار العالم ووسائل إعلامه إلى مصر بعين الدهشة والانبهار تحولت بعين الاستنكار والرفض لاستخدام المعدات الثقيلة في التنقيب عن الآثار واستخراجها، وهو أمر أكد خبراء الآثار أنه جريمة كبرى، مشيرين إلى أنه نفس الأسلوب الذي يتبعه المنقبون خلسة عن الآثار المصرية.

"بداية الكشف عن المنطقة الأثرية"
"البوابة نيوز" كشفت في 18 / 8 / 2015 من خلال تقرير لها عن احتواء المنطقة الأثرية على بقايا معبد يعود إلى عهد ملوك "الرعامسة" وأعاد بناءه الملك رمسيس الثاني من الأسرة 19 وأضاف إليه كل من رمسيس الثالث والرابع والتاسع حتى رمسيس الحادي عشر.
ونشرت تقريرًا مفصلًا عما يضمه الموقع الأثري، حيث يحتوي على بقايا بوابات وأعمدة من البردى وجدران من الطوب اللبن، وبوابة من أجمل الآثار الثابتة في منطقة المطرية وهى بوابة الكاهن الأكبر المسئول عن معبد الشمس في "أون" القديمة، ولوحة "نب ماعت رع" ابن الملك رمسيس التاسع. وما زالت حتى الآن تحتفظ ببعض بقايا نقوشها الملونة الزاهية الجميلة، وبأرض المعبد بقايا مخازن من الطوب اللبن ملحقة بالمعابد إلى جوار مجموعة من المنازل المشيدة من الطوب اللبن المدعم بالحجر الجيري.
ويعتقد بعض العلماء أن هذه المخازن كانت تستخدم أيام المجاعة في عهد نبي الله يوسف - عليه السلام. وهو ما أكده مدير المتحف المصرى في ليبزيج بألمانيا "ديتريش راو" حيث أعلن عن اكتشاف مجموعة من البلوكات الحجرية الكبيرة فى الجزء الشمالى من منطقة المطرية، عليها نقوش تصور الملك رمسيس الثانى مع احتمالية كبيرة لوجود معبد للملك رمسيس الثانى فى تلك المنطقة.
وأشار خلال اللقاء الذي نظمه المكتب الثقافى فى برلين، حول العلاقات المصرية الألمانية فى مجال التنقيب عن الآثار إلى أن البعثة التي تعمل في التنقيب عن الآثار في منطقة المطرية، بذلت جهدًا كبيرًا حتى تصل إلى تلك النتيجة التي يحتمل أن تكون كشفًا أثريًا غاية في الأهمية.
ويؤكد ما قاله مدير المتحف المصري ببرلين أنه تم اكتشاف العام الماضى أجزاء من البلوكات الحجرية الكبيرة فى الجزء الشمالى من منطقة المطرية أيضًا، تحمل نقوشا تصور الملك رمسيس الثانى.

"دعوة الإعلاميين لحضور الكشف الأثري"
وقبل أيام من الخميس 9 مارس الجاري، دعت وزارة الآثار جميع وسائل الإعلام والصحافة لحضور وقائع الإعلان عن كشف أثري هام جديد في منطقة سوق الخميس الأثرية بالمطرية، والذي تم اكتشافه عن طريق البعثة المصرية الألمانية المشتركة العاملة بالمنطقة، مؤكدين خلال الدعوة التي وجهوها للصحفيين والإعلاميين على أهمية وقيمة الكشف الأثري المنتظر.


"كارثة أثرية وصدمة مدوية"
اجتمع الصحفيون والإعلاميون وقيادات وزارة الآثار ورئيس البعثة الألمانية وعمال الخفر التابعون للبعثة يوم الخميس لحضور فعاليات الكشف المنتظر، إلا أن كارثة أثرية حدثت، حيث انتشلت وزارة الآثار تمثالين أثريين لرمسيس وسيتي بطريقة بدائية وباستخدام اللوادر والأوناش، وهو ما آثار حالة من السخرية والانتقادات اللاذعة بين الأثريين بشكل خاص، وبين رواد مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عام، الغريب في الأمر والمثير للسخرية، أن الدكتور خالد العناني وزير الآثار كان المشرف على عملية استخراج التمثالين بمرافقة محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية، ورئيس بعثة الحفائر.
تنوعت التعليقات ما بين التهكم والسخرية والهجوم على مسؤولي الوزارة الذين لم يراعوا اتباع الأساليب العلمية والحديثة في استخراج الآثار، وهو ما قد يعرضها للكسر والتفتيت رغم أثريتها وتاريخها.
وكانت البعثة المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة المطرية قد اكتشفت، أمس الخميس، تمثالا للملك رمسيس الثاني وآخر لسيتي الثاني، وقالت إن تمثال رمسيس الثاني تم اكتشافه أمام معبد رمسيس، ويبلغ طوله ما بين 6 و7 أمتار، والتمثال الثاني هو تمثال نصفي لسيتي الثاني.

"مدير آثار أسوان يُطالب بمحاكمة المسئول"
أبدى العديد من خبراء الآثار اعتراضهم على ما حدث بموقع الخفر، والطريقة المستخدمة في استخراج الآثار، حيث قال الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان: إن طريقة نقل التمثالين لا تتناسب مع العقل، ولا سيما ونحن في عام 2017، خاصة أن هناك تجارب سابقة في أعوام 64 و68 و75، والتي تم خلالها نقل معابد النوبة وأبو سمبل وفيلة، بشكل لائق وطرق سليمة من قبل، ثروت عكاشة وزير الآثار الأسبق، بالتعاون مع اليونسكو.
وكانت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة حفائر المطرية في محيط المسلة الأثرية بعين شمس قد عثرت على تمثالين ملكيين من الأسرة الـ19، اليوم، بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار، والدكتور أيمن عشماوي رئيس فريق البعثة المصرية.
وأضاف صالح في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن ما شهدناه اليوم من استخدام كراكات ذات سنون لرفع الآثار يعد "مهزلة" بكل المقاييس.
وطالب مدير عام آثار أسوان بمحاكمة كل من شارك وأشار باستخدام هذه الآلات المخربة التي من شأنها تدمير الآثار- من أصغر عامل وحتى أكبر مسئول بالوزارة- مشيرًا إلى أن ما حدث يعد رسالة للعالم أجمع تعني أن الدولة لا تحترم آثارها، ولا تحسن التعامل معها، ولا تتقن الطرق العلمية في التعامل مع الأثر.

"مقرر آثار الأعلى للثقافة مصدوم لما حدث"
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد الهادي أستاذ ترميم الأثار بكلية الآثار جامعة القاهرة ومقرر لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة: ما حدث اليوم مع تمثال رمسيس الثاني أسلوب خاطيء تماما، ولكن للأسف هذه البعثات أجنبية وهي دولة داخل الدولة، ولن يُتخذ معها إجراء، ولكنها طالما تسببت في خطأ يجب وقفها، ولو كانت بعثة مصرية لتم اتخاذ إجراء ضدها، والمفروض عند التعاقد معهم أن يشترط أن يرافقها في العمل "مرم مصري".
وأضاف عبدالهادي، أن هناك أحتياطات فنية وهناك أساليب علمية يجب أن تتبع عند استخراج الأثار، وتلك الأثار مدفونة منذ سنوات وعندما تستخرج يحدث لها صدمة بيئية من اختلاف حرارة ورطوبة مما يعرضها للتحطم والتهشم والتلف، وهنا دور المرمم المتخصص.
وأشار إلى أنه يجب اتخاذ الاحتياطات بحيث لا يكون الحفر مباشر، ولكن يستخدم الحفر العلمي بإزالة طبقة كل فترة حتى لا تحدث الصدمة.
وأوضح أنه يشبه ما حدث بالحفر الخلسة الذي يحدث في المواقع الأثرية، متابعًا: "أنا حقيقة مصدوم مما حدث اليوم، ففور خروج الأثر ووفق المنهج العلمي يجب أن يتم لفه بشكل كامل بمادة من الخيش حتى يتلاءم مع البيئة الجديدة حتى لا يتأثر بشكل كبير، وهذه الطرق العلمية ندرسها لأبنائنا في الجامعات وهي طرق بسيطة وغير معقدة.

""مونيكا حنا: "إنه درس قاسٍ"
"درس قاسٍ جدًا لكل العاملين بالآثار"، بهذه الكلمات بدأت الأثرية الدكتورة مونيكا حنا حديثها مؤكدة، أننا يجب أن نتعلم ونعرف أن هذا الأمر كشف أثري مهم، مشيرة إلى أن العالم لم يهتم بالكشف الأثري قدر اهتمامهم بالكارثة التي حدثت.
وأضافت مونيكا: رفع جزء من رأس التمثال اليوم تم في ظروف صعبة جدًا نتيجة البناء العشوائي على الأرض الأثرية بدون صرف صحي سليم، ما أدى إلى تسرب مياه الصرف للأراضي المجاورة، وتسبب في انهيار جزئي للتربة، وسيتم نقل باقي التمثال يوم الإثنين وهو من الكوارتزايت النادر.
وتابعت: لرفع القطع الأثرية بشكل علمي سليم يجب رفع المياه باستخدام طلمبات صغيرة حتى لا تؤثر على المباني المجاورة بعد عمل دراسة هندسية مناسبة، وهذه التقنية تستعمل في جميع المواقع الأثرية التي تعاني من ارتفاع مستوى المياه تحت السطحية مثل الموانئ الرومانية التاريخية، موضحة أن القطع الثقيلة يجب أن تمسك جيدًا ويتم تغليفها تماما قبل رفعها حتى لا يحتك الحجر بالرافعة نتيجة ارتطام مواد مختلفة.
وأضافت مونيكا: لم أر الموقع الأثري والقطع ولكن من الصور في اعتقادي أن التماثيل سليمة ولم تتعرض لكسر نتيجة الرفع.

خبير ترميم مواقع أثرية ينتقد الأمر
انتقد الدكتور عبد الفتاح البنا أستاذ ترميم المواقع الأثرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، طريقة استخراج تمثال رمسيس الثاني قائلًا: "أنفقنا عمرنا نعلم الطلبة مدى تأثير الأجواء الرطبة المحملة بالملوثات على صخور الجرانيت وتحولها من صخر صلب قاسي إلى "كولينا" "طين صلصال رخو وهش" وما حدث لتمثال رمسيس في سوق الخميس بالمطرية هو صورة واضحة لظاهرة التحول، مما يعني إهمال من البداية لترك مثل هذه النوعية من الآثار مطمورة في تربة مشبعة بالمجاري عليها طبقات من آلاف أطنان القمامة.
وتابع: "التابع الطبقي للحفر كلها طبقات قمامة وخرق وهذا يتضح من صور الحفائر فضلا عن مياه الرشح والنشع الراكدة على التمثال".
وأضاف: للحفاظ على آثار المطرية في تلها الأثري المعلوم للقاصي والداني لابد من عزل التل عن الكتلة السكانية بأسوار مانعة، كما يجب عزلها عن التأثر بمياه النشع والرشح، ويتضح هذا الأمر من نمو الحشائش والأعشاب لتصبح التربة الحاضنة للأثر جافة، بعدها يخضع المكان إلى حفائر علمية من تناول التل جزء جزء إما بالمسح الجيوفيزيائي أو أساليب الحفر التقليدي بنظام المربعات أو النظام الشبكي ويكون لدينا الوقت الكافي لدراسة منظمة لتتابع الطبقات من أعلى إلى أسفل، بالإضافة إلى دراسة متأنية استخرج منها حال الحياة الأجتماعية والأقتصادية للحقبة الزمنية التي تمثلها هذه الطبقة، فضلا عن أخذ عينات يحتفظ بها برقم كودي للرجوع لها عند الحاجة لتأريخ الزمني لكل المكتشفات المجهوله لهذه الحقبة أو الفترة الزمنية.

الآثار تُدافع عن سلامة موقفها
جاء رأي الدكتور غريب سنبل مدير عام التوثيق الأثري بوزارة الأثار مخالفًا لكل الأراء حيث قال: من الممكن أن نستخدم الروافع الثقيلة سواء اليدوية أو الإلكترونية، عندما يكون حجم الأثر المستخرج كبيرًا، ولكن عندما تكون عملية الاستخراج في تل أثري لم يستكمل الكشف عنه، فيفضل استخدام الروافع ذات الأيادي الطويلة جاء ذلك الرد تعليقًا على استخدام الكراكات والمعدات الثقيلة في استخراج تمثال رمسيس الثاني من حفائر البعثة المصرية الألمانية بالمطرية.
وأضاف "سنبل": لم أكن موجودًا في الموقع اليوم أثناء عملية استخراج الأثر ولكن من خلال مشاهدتي للصور فإنه لا وجود لأي تلف أو كسور بالتمثال. وواصل: أن ما حدث لا يُشكل أي خطر على التمثال المستخرج، وأن المعدات المستخدمة هي من المعدات المتعارف عليها في استخراج الآثار

زاهي حواس: "مفيش مشكلة
في اليوم التالي لعملية الحفر، أصدرت وزارة الآثار بيانًا على لسان الدكتور زاهي حواس الذي أكد على سلامة الأسلوب المستخدم في عملية استخراج التمثال الأثري، وبدورها تواصلت البوابة نيوز" مع العالم الكبير الذي قال: لقد عملت في منطقة المطرية عشرات السنوات ولا يوجد حل غير الطريقة التي استخدمت لاستخراج الآثار، مؤكدا أن أغلب تماثيل هذه المنطقة محطمة، ففي العصر المسيحي كانوا يعتبرونها أوثان لذلك كانوا يقومون بتحطيمها.
وتعليقا على ما أثير أمس حول الاكتشاف الأثري أضاف: "إن سوق الخميس هو موقع أثري هام جدا وقد بدأت فيه شخصيا بأعمال الحفائر وعثرنا بداخله على بقايا معابد للملك إخناتون والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني، ولكن تعاني منطقة المطرية من مشكلة كبيرة جدا هي أن جميع المنازل والمباني الحديثة مبنية فوق بقايا معابد ومقابر أثرية كما أن أغلب الآثار الموجوده بها سواء من التماثيل أو المعابد موجودة أسفل المياه الجوفية بأعماق تتراوح ما بين اثنين إلى أربعة امتار تحت المياه ما يوجد صعوبة في نقل هذه الآثار من أسفل المياه الجوفية إلى أعلى سطح الأرض، وقد قمت بالحفر والكشف عن مقبرتين إحداهما كانت موجودة تحت المياه الحوفية".
وتابع حواس: "أحب أن أؤكد أن جميع الآثار والتماثيل التي عثر عليها في منطقة المطرية لا يوجد بها تمثال واحد كامل، حيث إن هذه التماثيل قد تم تدميرها وتكسيرها خلال العصور المسيحية حيث اعتبرها المسيحيون مباني ومعابد وثنية وأغلقوها ودمروا جميع التماثيل والمعابد واستخدموا أحجارها في بناء الكنائس والمنازل، والمباني الخاصه بهم، لذلك لن يعثر في المطرية على تمثال واحد كامل".
وأضاف: "اتصلت بعالم الاثار الالماني "ديتريش رو" رئيس البعثة الالمانية في حفائر المطرية لمعرفة أبعاد الاكتشاف وقد ارسل لي بيانا مصورا كاملا بأعمال الحفائر كما ارسل صورا توضح الخطوات التي قام بها في عمليات النقل، وأحب ان احيط الجميع علمًا بان عملية نقل اي تمثال بحجم كبير كتلك التمثال الذي تم اكتشافه في المطرية، كان يشترك فيه رؤوساء العمال من مدينة " قفط" وهم مدربون على أعلى مستوى لنقل التماثيل الثقيلة ولدينا مثال من هؤلاء العمال في سقارة هم عائلة الكريتي الذين نقلوا العديد من التماثيل والتوابيت التي تزن في بعض الأحيان الى ٢٠ طنا، ونظرا لما تم في العصور المسيحية، فقد تم تكسير التمثال المكتشف في المطرية الي عدد من القطع، ونظرا لضخامة التمثال أؤكد انه للملك رمسيس الثاني وليس لاي ملك آخر حيث تم العثور علي معبد يخص هذا الملك في هذا المكان، وقد عثرت البعثة علي قطعتين من التمثال، تتمثل القطعة الاول في جزء من التاج والقطعة الثاني هي عبارة عن جزء كبير الحجم من جسم التمثال ويزن ٧ أطنان، واتضح ان التاج يمثل جزءا كبيرا من الرأس يتكون من جزء كبير من التاج والاذن اليمني رائعة وكاملة وجزء من العين اليمني، واستخدمت البعثة الونش لاستخراجه من باطن الارض وهذا تصرف سليم مائة بالمائة حيث يستخدم الونش في جميع المناطق الأثرية.

رئيس البعثة الألمانية يُشيد بحرفية نقل الآثر
واستكمل حواس حديثه فيما يخص رأي رئيس البعثة الألمانية قائلًا: "لقد أكد لي رئيس البعثة "ديترش رو" إن عملية رفع الجزء من الرأس قد تمت بحرفية شديدة ولم يحدث له خدش واحد وأن التهشم الموجود في الوجه قد حدث في العصور المسيحية، ولذلك تم نقل هذه القطعة الصغيرة بسهولة تامة، أما باقي التمثال والذي يمثل الجزء الكبير منه فموجودة بالموقع الان وسيتم نقلها يوم الإثنين المقبل، عن طريق الونش لانه لا يوجد بديل اخر لها لانها موجودة تحت المياه الجوفية حيث سيتم تدعيم القطعة بالواح خشبية كما تم مع الجزء من الرأس، وإذا لم يتم نقلها بهذه الطريقة فلم ولن تنقل ابدا، وهذا هي الطريقة المتبعة في جميع دول العالم لنقل أي قطعة اثرية بهذا الحجم موجودة علي عمق اثنين متر تحت المياه الجوفية. لذلك فأنا أؤكد أن ما قامت به البعثة هو عمل علمي متكامل في إنقاذ التمثال الذي عثر عليه كما انه لا توجد أي طريقة أخرى امام البعثة سوى استخدام هذه الالات التي حافظت علي التمثال، وانا سعيد جدا بنقل هذا التمثال والكشف عنه لأنه أحدث دعاية كبيرة جدا في العالم أجمع.
"تغليف "الملك" بغطاء سبايدر مان"
كاميرا "البوابة نيوز" انتقلت إلى الموقع الأثري ورصدت اليوم الجمعة، عملية تغليف رأس الملك رمسيس الثاني.
وقال أحد العمال الذين يقومون بتغليف رأس الملك: "نحن عمال تابعين للبعثة الألمانية ولا علاقة لنا بوزارة الآثار، ونقوم بتغطية رأس الأثر لحفظه من لعب الأطفال". كما رصدت البوابة نيوز تعدي الأطفال بمنطقة المطرية على الجزء المستخرج من تمثال الملك، والملقى دون حراسة، وكان أحدهم يمسك أله حادة بيده "سكين". وبسؤال سُكان المنطقة عن حراسة الموقع قال أحدهم: "إمبارح خلص الفرح والناس مشيت، ولا فيه حراسة ولا حد بص على إللي طلعوه"، مستطردًا: "أنت في مصر يا باشا

مفتش آثار المنطقة يؤكد على استكمال الحفر
قال مفتش آثار بحي المطرية، رفض ذكر اسمه: "إنهم سحبوا المياه الجوفية من أسفل منطقة استخراج تماثيل المطرية بموتورين لرفع المياه، إلا أن المياه ارتفعت مرة أخرى بعد نصف ساعة، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال عملية الاستخراج، ولاقى انتقادًا واسعًا، لا يمت للحقيقة بصلة، خاصة أنهم تعاملوا بحرص مع الآثار.
وأضاف لـ"البوابة نيوز"، أن المياه الجوفية تأتي من تحت المنازل، فيما تمت عملية الحفر بحضور علماء البعثة الألمانية المصرية، مشيرًا إلى أن البعثة -التي تحضر مرتين في العام- اكتشفت أن التمثال مكسور منذ فترة، ولم يتحطم جراء الحفر.
وتابع: "سنبدأ يوم غد السبت أعمال الحفر مرة أخرى بعد رفع المياه الجوفية، فيما سيتم ردم الحفر القديم، مشيرًا إلى أن التمثال لم يُنقل حتى الآن، خاصة أنه لا بد من قرار حكومي بذلك.
وأكد أن أعمال الحفر ستنتهي خلال شهر من الآن.
وأشار إلى أن العمال القائمين على الحفر مؤهلون على أعلى مستوى، ومدربون على التعامل مع الآثار، ولديهم الدراية بعملية نقل الآثار، قائلًا: "لم يكن هناك فرصة لرفع الأثر بطريقة غير التي تمت بها، لأن موقع الحفر كان ممتدا به كابل كهرباء، وانفجر أثناء الحفر، وأسرعنا لفصل التيار الكهربائي من المصدر.