الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عنف الزوجة التانية ضد الأطفال .. الضرب بوحشية والخنق والحرق بالنار أبرز أساليبها.. فرويز: الغيرة سبب القسوة ويجب التدقيق فيمن يتولى حضانتهم.. دويدار: فتِّش عن المشاكل النفسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زال سوط الجلّاد يُدمي جراح ضحيته حاملًا بُغضًا وكراهية عجيبة تزيد من معالم التساؤل لكل متأمل، وهذا هو واقع ما يَظهر على المشهد داخل الأُسَر المفكَّكة التي يلجأ الرجل فيها للزواج من امرأة أخرى لتكون هي زوجة الأب، والجلّاد في الوقت نفسه لأطفال الزوج الضحايا.
ويبدو أن ظاهرة زوجة الأب وتعذيبها للأبناء وقتلهم ظاهرة ليست جديدة، لكن ظهورها على الساحة مرة أخرى فجّر القضية من جديد وجعلها تعود للظهور مرة أخرى من واقع العديد من الجرائم التي تم اكتشافها خلال الشهور القليلة الماضية، والتي سجلت بصورة رسمية داخل المحاكم وعلى صفحات الحوادث بوسائل الإعلام.
نجد على سبيل المثال، الطفل آسر والذي يبلغ من العمر 11 عامًا، ورغم ذلك لم تشفع له براءته من تعرُّضه لقسوة وجبروت وقسوة قلب زوجة والده حيث فقَد الوعي أثناء ذَهابه للمدرسة من شدة التعذيب الذي تعرَّض له على يد المتوحشة زوجة أبيه، بعد تعرُّض الطفل للضرب بجسم صلب ما أدى إلى إصابته في مناطق متفرقة من جسده. وقال الطفل بالتحقيق: إن زوجة والده قامت بضربه بعصا خشبية، مبرِّرة ذلك بتقصيره في مذاكرته، كما أضاف: إنها تمنع عنه الماء والطعام، هو وشقيقته الصغرى»، مشيرًا إلى أنها لا تسمح لهما بالخروج من المنزل.
وفي واقعة أخرى بمنطقة الخليفة حدثت واقعة أكثر قسوة حيث أقدم رجل بعد وفاة زوجته الأولى على الزواج من أخرى، وأحضرها لتقيم معه فقاما بتعذيب طفل الزوج من زوجته المتوفاة حتى الموت، وقال الأب في التحقيقات أمام النيابة: إن زوجته الجديدة فى بعض الأحيان كانت تعتدي على نجله بالضرب بداعي تربيته، إلا أنها تمادت وصارت تقضي أوقات فراغها فى تعذيبه عن طريق ضربه بخراطيم المياه البلاستيكية، ومنعه من تناول الطعام؛ حتى يتألم ولا يقدر على مقاومة الجوع فيظل يتوسل إليها لتطعمه حيث كانت تحتجزه فى غرفة مغلقة دون طعام لعقابه على التبول دون إرادته وتلطيخ السجاد، مؤكدًا أنه كان يشاركها فى بعض جلسات تعذيب الطفل.
وأضاف الأب المتهم أنه فى يوم الواقعة خرج وزوجته، وعندما عادا إلى المنزل وجدت الزوجة أن المجني عليه "الطفل" أخذ بعض الطعام من المطبخ، فأسرعت وجاءت به لتضربه وتجبره على تقيؤ ما أكله، فأُصيب الطفل بحالة فقدان للوعي، ولفَظ أنفاسه الأخيرة.
واقعة السيدة زينب
قامت زوجة الأب بفعل شنيع، حيث أقدمت على تعذيب طفلة لا يتجاوز عمرها 9 سنوات، وأنقذت العناية الألهية الطفلة حينما سمع الجيران صوت الطفلة تستغيث من داخل المنزل، وحين اقتحموا الشقة وجدوا الطفلة فى حوض الاستحمام غارقة فى المياه الساخنة الملتهبة، فقاموا بإبلاغ قسم الشرطة بالسيدة زينب.
وتم اصطحاب الصغيرة "مها" إلى المستشفى، حيث أكد تقرير حالتها الصحية عدم تناولها الطعام منذ أيام وإصابتها بحروق متعددة بأنحاء جسدها نتيجة المياه الساخنة التى كانت زوجة أبيها تغرقها فيها، بالإضافة إلى جروح قطعية نتيجة استخدام آلة حادة.
من جانبه أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن العنف الذي يُمارَس من زوجة الأب تجاه أبنائه لا يعدله شيء، مقارنة بزوجات الأب اللاتي يستطعن التعامل بحنان ويتصرفن بحب وعطف تجاه أبناء الأب من الزوجة الأولى، مشيرًا إلى أن الزواج الصحيح يكون قائمًا على حسن اختيار الزوج لمن يرعى أبناءه ولا يتركهم لزوجة غير أمينة ترتكب تلك الجرائم بحق الأبناء. 
وطالب فرويز بأن تكون حضانة الطفل بتحديدٍ من الطفل نفسه، فهو الذي يجب أن يقرر أن يبقى مع أمه أو أبيه، وهو أمر شديد الأهمية، وله علاقة بمدى تقبُّل الطفل للحياة بشكل نفسي متوازن من عدمه، في حال رفضه البقاء مع طرف بعينه، وهو أمر كذلك يرتبط بضمير كل أب أو أم ووجود العاطفة داخلهما أم لا.
ولفت إلى أن عدم وجود شعور الأمومة لدى زوجة الأب يسهم في خلق حالة من اللا مبالاة التي تتحول تجاه الأولاد، وذلك بالنسبة لزوجة الأب التي لا يحسن الزوج اختيارها، فهي تكون مرتبطة بانشغالات أخرى وتريد وقت زوجها أن يكون معها وما إلى ذلك، ما يجعل هناك حالة من الاحتقان، مؤكدًا أن العنف يكون أشد وخاصة للبنات، فزوجة الأب تَعتبر البنت من ألدِّ أعدائها عن الولد فتلجأ زوجة الأب إلى التصرف بشكل عنيف من خلال التسبب في الألم الجسدي.
ونوّه فرويز باختلاف المسببات التي تلجأ لها زوجة الأب من أجل إحداث الأذى الجسدي والنفسي للأطفال، من بينها الغيرة الشديدة من الأطفال وعدم القدرة على تحمُّل تربيتهم.
فتِّش عما وراء السلوك فإذا أردت الكشف عن أسباب أي سلوك، فعليك بالبحث عن الخلفية الثقافية والاجتماعية والفكرية لمن يَصدر عنه ذلك السلوك بشكل عام، هكذا استهلّت الدكتورة إيمان دويدار، استشارية الصحة النفسية للأسرة والمجتمع، وإذا اختصصنا الخلفية الثقافية والفكرية لزوجة الأب إذا كانت عدوانية السلوك فقد تكون تعرضت للعدوانية منذ الصغر وتكونت الصيغة المعرفية داخل عقلها بأنها الصيغة التي يجب أن تتعامل بها مع العالم الخارجي، سواء كان العالم الخارجي الذي يتعامل مع هذه الإنسانة زوجًا أو أطفالًا أو أقارب، ستجد كل سلوكياتها فيها جزءًا من هذا العنوان.
وأضافت: وقد تكون تعرضت للحرمان العاطفي منذ صغرها فقد تكون ابنة لوالدين حرماها حق الحياة في الاستجابة لرغباتها المشروعة أو التعدي عليها بالضرب أو الإهانة أو الإحساس بعدم قبول والديّ فقد يكون سببًا رئيسيًّا في سلوكياتها مع أطفالها وأطفال زوجها بالتبعية، فنراها تسلك السلوكيات التي نراها في بعض زوجات الأب أو بعض أزواج الأم والسلوكيات المعروفة كالآتي التعدي عليهم بالضرب وتوجيه الألفاظ غير اللائقة وتحميلهم أعباء منزلية تفوق عُمرهم كأن تطلب من الطفلة التي تتجاوز ثماني السنوات "غسل الأطباق".
ولفتت إلى أنه رغم ذلك هناك نماذج محترمة كزوجات أب أو أزواج أم، وهناك نماذج أخرى على العكس تمامًا، وكل ما يجب أن يتم أنه حال انفصال الوالدين يجب أن يعلم الطرفان أن الطفل لا ذنب له منذ اختيارهما من البداية، لذا على كل منهما إذا أراد الزواج تخير الإنسان أو الإنسانة التي تربي طفلهما بأسلوب سليم بشكل لا يسبب لهم الاضطرابات النفسية ثم يتحول الأمر إلى سلوكيات سلبية تتمثل في العديد من التصرفات السلبية مثل العصبية والحقد على العالم.