نشاط مكثَّف شهدته الساعات الأولى لمشاركة مصر ممثلة في وزيري السياحة والطيران، ومحافظي جنوب سيناء والبحر الأحمر، ورئيس هيئة تنشيط السياحة، بمعرض ( أي تي بي) السياحي الدولي بالعاصمة الألمانية برلين، والذي انطلقت فعالياته، أمس الأول الأربعاء.
واستهلَّ يحيي راشد، وزير السياحة، زيارته بحفل عشاء نظّمته السفارة المصرية في برلين مع وفد برلماني ألماني رفيع المستوى، بحضور السفير بدر عبدالعاطي، سفير مصر لدى ألمانيا، وشريف فتحي وزير الطيران المدني، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، وهشام الدميري رئيس هيئة التنشيط السياحى.
وخلال اللقاء أعرب وزير السياحة عن تفاؤله بالمشاركة فى البورصة هذا العام، مشيرًا إلى أهمية المشاركة حيث تضم العديد من صناع القرار السياحى حول العالم، إضافة إلى أهمية ألمانيا كدولة رئيسية مهمة مصدِّرة للسياحة الوافدة لمصر.
وأشار راشد إلى زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر، مؤكدًا أنها تعكس مدى عمق العلاقات بين مصر وألمانيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وخاصة السياحية، مضيفًا أنها تُعَدّ خطوة جيدة نحو توطيد مزيد من التعاون بين البلدين وتبعث رسالة طمأنة للعالم أجمع عن المقصد السياحي المصري.
فى الإطار نفسه أكد راشد أن مصر ما زالت مقصدًا سياحيًّا عالميًّا مرغوبًا فيه، مشيرًا إلى أن السياحة المصرية فى طريقها للتعافي والعودة لأفضل مما كانت عليه، خاصة بعد استقبال العديد من المناطق السياحية المصرية وفودًا سياحية من بلاد متعددة.
كما أعلن وزير السياحة عن إطلاق مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة والبرامج السياحية الخاصة به، مشيرًا إلى أن هذا يدل على قيام مصر بتطبيق استراتيجية سياحية جديدة تعتمد على تنوع المنتج السياحي المصري والترويج لمناطق جذب سياحية جديدة.
وأكد البرلمانيون الألمانيون عمق العلاقات بين مصر وألمانيا حيث تعد مصر شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا بالنسبة لألمانيا، مشيرين إلى أهمية الاستمرار في تعزيز وتطوير العلاقات بين الجانبين.
فى سياق متصل التقى الوزير وفدًا آخر من ممثلي البرلمان الألماني "بوندستانج" برئاسة هيكة بريمر، بحضور كل من شريف فتحي وزير الطيران، والسفير بدر عبدالعاطي سفير مصر لدى جمهورية ألمانيا.
وأكد الوزير اهتمام الجانب المصري بالسائحين الألمان والسياحة الألمانية، لافتًا إلى أن القطاع السياحى بصدد بدء الترويج لمنتج سياحة رحلة العائلة المقدسة، منوهًا بأن يناير الماضى شهد ارتفاعًا ملحوظًا في متوسط الليالي السياحية.
وتابع أن هناك مؤشرات إيجابية عن زيادة رحلات الطيران، وأن هناك تشاورًا قائمًا مع منظِّمي الرحلات الألمان؛ لاستطلاع آرائهم حول الحملات الدعائية والإعلانية، لافتًا إلى أن القطاع بصدد توقيع عقد مع شركة (Expedia) أيضًا للدعاية والترويج الإلكتروني لمصر خلال الأسبوع المقبل.
وتطرَّق الجانبان إلى زيارة المستشارة الألمانية ميركل لمصر وأهمية الزيارة على الصعيدين السياسي والسياحي.
كما تناول النقاش ضرورة النظر في تخفيض ضرائب المغادرة إلى مصر من المطارات الألمانية؛ نظرًا لارتفاعه على الضرائب المفروضة على مقاصد أخرى منافِسة لمصر، ودعا أعضاء الوفد لزيارة مصر قريبًا لتحقيق تنافسية عادلة، ووعد الجانب الألماني بالنظر في هذا الأمر بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية.
وفي اليوم الأول للمعرض الدولي عقد راشد مؤتمرًا صحفيًّا بحضور وزير الطيران أكد خلاله أن ألمانيا تُعَد أحد أهم الأسواق السياحية المصدِّرة للسياحة إلى مصر، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا متواصلة لتكثيف العلاقات السياحية بين البلدين، وأن الأرقام في الشهور الأخيرة تشير إلى زيادة في عدد الألمان الوافدين إلى مصر.
ونوَّه الوزير بحزمة الآليات التى تتبناها الوزارة لتحسين الصورة الذهنية والترويج للمقصد السياحي المصري، لافتًا إلى الرحلات التعريفية الإعلامية والمهنية وحملة العلاقات العامة الجديدة.
كما أشار إلى زيارة شخصيات مهمة لمصر خلال الأيام الماضية، مثل المستشارة الألمانية، واللاعب الأرجنتيني الشهير ليو ميسي، والفنان الأمريكي ويل سميث، لافتًا إلى أن تلك الزيارات لها تأثير إيجابي في الصورة الذهنية لمصر.
وأضاف الوزير: "أن ألمانيا كانت دومًا أحد أهم 4 أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر، ونحن جميعًا نتضافر سويًّا لتحسين تجربة السائحين أثناء زيارة مصر وتحفيزهم على السفر إلى هذا المقصد المتفرد"، كما أشاد بدعم ومساندة القيادة السياسية المصرية الحكيمة للقطاع السياحي والاستجابة لضرورياته، كاشفًا أن الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية بصدد الانتهاء من مشروع تطوير الأهرام، وأن يونيو المقبل سيشهد تطبيق التأشيرة الإلكترونية، لافتًا إلى أن السياحة الخضراء على رأس أولويات الوزارة، فضلًا عن برامج تحفيز الطيران الجديدة والتي ستسهم حتمًا في زيادة الحركة السياحية.
ولفت الوزير إلى إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة والتي تتضمن 8 نقاط للمسار، مؤكدًا أن هذه الرحلة تُعد من أهم الأولويات في البرامج السياحية لهذا العام.
وردًّا على سؤال حول تأخر استئناف رحلات الطيران من كل من روسيا والمملكة المتحدة، أشار إلى أن الحكومة المصرية تحترم قرارات الحكومات الأخرى بشأن إرشادات السفر، إلا أن الحضارة المصرية الخالدة التي تمتد لآلاف سنين لن تنحني أمام المشكلات أو العراقيل، مؤكدًا أن الجهود مستمرة لاستعادة مصر مكانتها السياحية التي تستحقها.
وتحدث وزير الطيران عن تطوير الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية وجهود وزارة الطيران فى تعزيز كفاءة المطارات وتطوير برامج التدريب للعاملين فى المطارات.
وعن زيادة رسوم التأشيرات أكد شريف فتحي أنه تم إرجاء أية زيادة في التأشيرات حتى يونيو المقبل، موضحًا أن الوزارة تسعى بقوة لحماية صناعة السياحة المصرية بما لا يؤثر على تدفق السائحين للبلاد.
وحول السياحة البولندية قال الوزير: إن السائحين من مختلف الجنسيات يمثلون أهمية للبلاد، وأن هناك لجنة مشتركة من مختلف كيانات القطاع؛ لتطوير استراتيجية السياحة.
وعقد وزير السياحة لقاءات مكثفة مع وزراء سياحة بالأردن ولبنان وكوريا، على هامش مشاركته على رأس وفد من القطاع السياحي المصري الحكومي والخاص في فعاليات بورصة برلين، في إطار الجهود الطامحة لاستعادة حركة السياحة الوافدة وتعزيز سُبل التعاون السياحي بين مصر والدول المصدّرة للسياحة.
وأكد الوزير، خلال لقاءاته، أن السياحة المصرية تستعيد عافيتها، وأن هناك مساعي وجهودًا متواصلة من أجل عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية وبما يتفق مع مكانة مصر السياحية، مشددًا على أن مصر آمنة وأنها اتخذت إجراءات وتدابير احترازية تكفل رفع الكفاءة الأمنية بما يحفظ أمن المواطن والسائح على حد سواء.
فى سياق متصل التقى راشد ممثلي شركة "توماس كوك" عملاق السياحة الأوروبي، مؤكدًا أن القطاع السياحى في حاجة لدعم الشركاء السياحيين من منظمي الرحلات وشركات الطيران مستعرضًا برنامج تحفيز الطيران، وأكد ممثلو شركة توماس كوك أن هناك زيادة بأعداد السائحين خلال موسمي الصيف والشتاء، القادمين من السوق الألمانية.
وعن الحملات التسويقية المشتركة تمّت مناقشة تقديم مقترحاتهم بشأن التسويق، على أن يتم التعامل مع كل شركة على حدة بما يضمن منع الاحتكار وتلبية احتياجات الشركات.
وفى لقاء الوزير ممثلي اتحاد شركات السياحة الإيطالية (Astoi)، أشار إلى أنه تم إعداد دراسة مقارنة للدول السياحية المنافِسة، والخاصة بزيادة رسوم التأشيرات، وسيتم تقديم هذه الدراسة لمجلس الوزراء بما يحمي القطاع السياحي من أي تداعيات سلبية، حيث إن القرار لا يقتصر على وزارة السياحة وإنما يتعلق بمجموعة من الوزارات الأخرى، كما تطرَّق الحديث إلى عقد المؤتمر الخاص بالاتحاد للعام لمنظمي الرحلات الإيطاليين بشرم الشيخ.
وفى لقائه وفد وزارة الشئون الاقتصادية والطاقة الألمانية برئاسة إيرس جلايكا سكرتير عام الوزارة وممثلة البرلمان الألماني بحضور السفير المصري بدر عبدالعاطي، أعرب الوزير عن سعادته لتواجده فى برلين وتطلُّعه إلى مضاعفة أعداد السياح من هذه السوق بما يضمن تحقيق مصالح الطرفين ويسهم في تعزيز حركة السياحة الوافدة لمصر.
من جانبه أشار الوفد الألماني إلى أن الحكومة الألمانية لديها اهتمام بالغ باستعادة مصر مكانتها السياحية التي تستحقها، وأن مصر من المقاصد المميزة لدى السائح الألماني.
وأوضح الوزير أن المنتج المصري متنوع ويلقى قبولًا شديدًا من السائح الألماني، وأن الوزارة بصدد إطلاق برنامج مسار العائلة المقدسة، كما تم التطرق إلى الإنجاز المصري في تطوير منتج السياحة العلاجية، وكذلك سياحة المغامرات، وتطلع الوزارة إلى زيادة الحركة الوافدة من السوق الألمانية خلال العام الحالي، لافتًا إلى أهمية زيارة المستشارة الألمانية لمصر الأسبوع الماضى.
من ناحيته التقى هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة، فوريوت فايبنج رئيس اتحاد شركات السياحة الألماني، واستعرضا حركة السياحة للمقاصد المصرية المختلفة وسبل دفعها خلال المرحلة المقبلة، كما استعرضا بعض المعوقات التي مِن شأنها أن تؤثر على التدفق السياحي خلال المرحلة المقبلة، خاصة زيادة رسوم تأشيرات الدخول إلى مصر.
وأكد الدميري: الموضوع قيد الدراسة من جانبنا وسيتم عرضه على مجلس الوزراء خلال الفترة الوجيزة المقبلة؛ لاتخاذ ما يتقرر بهذا الشأن، علمًا بأن القرار مرتبط بمجموعة من الجهات المصرية ولا يقتصر على وزارة السياحة وبما لا يضر الحرية السياحية.
فيما أعرب رئيس اتحاد شركات السياحة الألماني عن تفاؤله بانتعاش الحركة السياحية لمصر خلال الفترة المقبلة، بناء على مؤشرات السوق الحاليّة، سواء بالنسبة لعدد الرحلات أو الحجوزات المستقبلية.
