الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ضمير المحليات "في التلاجة"..تُسرب تراخيص البناء المخالفة للعقارات وتتسبب في موت المئات تحت الأنقاض..إحصائية:بناء 2 مليون و184 ألف عقار مخالف في7 سنوات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخطر مستمر وفساد الضمير ناهض في المحليات، خطر قديم ومتجدد يتسبب في موت المئات من ضحايا الوطن، دراسة تؤكد أن المحليات منحت تراخيص بالآف لبناء عقارات مخالفة خلال 7 سنوات في غياب رقيب، والنتيجة: ضحايا تحت الإنقاض يوميا. 
وكشفت دراسة حديثة أن عدد المباني المخالفة، التي بُنيت بعد ثورة يناير فقط حتى اليوم، وصلت إلى 2 مليون و184 ألف عقار، وأن السبب الرئيسي في زيادتها، هو قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008.

وقال عاطف أمين، مؤسس التحالف المصري لتطوير العشوائيات، إن مشكلة العقارات الآيلة للسقوط، من أهم المشاكل التي تواجه الدولة، لوجود العديد من المساكن التي أصبحت مهددة بالسقوط والانهيار، ولعدم قدرة الدولة على توفير مساكن بديلة لهم، وذلك بسبب الإهمال والفساد والرشاوى في استخراج تراخيص البناء، وعدم الالتزام بمقاييس ومعايير البناء السليمة، وغياب الرقابة الهندسية، وعدم تنفيذ القانون لإزالة المباني المخالفة، وعدم التأكد من تنكيس المباني. 

وأضاف أمين أن هناك 132 ألف "قرار مجمد"، وأنه لابد من محاسبة المسؤولين في الأحياء عن المباني المخالفة، إلى جانب معاقبة ملاك هذه العقارات، وهدمها فورًا، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل لجنة هندسية، لتقييم المنازل التي مر عليها 100 عام، والعمل على التوسع في الصحراء، بإنشاء مدن جديدة متكاملة الخدمات، لنقل السكان إليها، حتى يمكن تنفيذ قرارات الإزالة، دون اعتراض المواطنين.
فيما أوضح عبد الرحمن حسن، المتخصص في شئون مجلس النواب والإدارة المحلية، أن المنصورة تحتل مقدمة القائمة للعقارات المخالفة، كاشفًا أن هناك العديد من الإحصائيات تقول إن العقارات المخالفة بالمنصورة قد تجاوزت الـ 38 ألف عقار، بينها ما لا يقل عن 7500 حالة تعلية بدون رخصة.
وأعرب حسن عن تخوفه من تكرار مثل تلك الحوادث، بسبب تخاذل السلطة التنفيذية تجاه المخالفين، قائلًا:"خسائر الوطن من أصحاب الأيادي المرتعشة لم تعد مجرد خسائر مادية، بل أصبحت خسائر في الأرواح، والإبقاء على مثل هؤلاء يدخل مصر في دوامة من الخسائر البشرية نحن في غنى عنها".
وشدد على ضرورة الانتهاء من قانون تنظيم الإدارة المحلية، لإيجاد مجالس شعبية محلية، تتحمل مسئولية وقف مثل تلك التجاوزات في حق الوطن، مستنكرًا ما تضمنه قانون البناء الموحد من وضع بنود للتصالح، دون اشتراط أن يكون البناء لائق هندسيًا.

وفي دراسة أجراها الدكتور حمدي عرفة، خبير الإدارة المحلية، واستشاري تطوير العشوائيات، قال إن كثرة انهيار العقارات وارتفاع الادوار المخالفة، وزيادة المباني المخالفة، سببه سوء إدارة قيادات المحليات في المحافظات والمراكز، مؤكدًا أنهم لا يملكون أي رؤية واضحة أو استراتيجية أو حل تجاه ملف البناء والعشوائيات، وهم سبب في زيادة المخالفات.
وأكد عرفة أن عدد المخالفات في البناء بعد ثورة يناير حتى الآن، بلغت 2 مليون و184 ألف عقار مخالف، مشيرًا إلى أن عدد العقارات المخالفة في مصر بشكل عام، وصلت 7 ملايين و380 ألفا، وهذا يتطلب تطهير المحافظين للفساد في الإدارات المحلية.
وطرح عرفة مجموعة من الحلول لتلك الأزمة، أولها تعديل قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، السبب في زيادة العقارات المخالفة، والذي أدى لتدهور التخطيط العمراني، بالإضافة إلى إعادة هيكلة جهاز التفتيش على البناء، والذي يتبع وزارة الإسكان، ماليًا وإداريًا، والذى ليس له فروع في المحافظات الأخرى، حيث يعمل به 43 موظفًا، ليس لهم صفة الضبطية القضائية، مشيرًا إلى ضرورة تعديل قانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 1979، والذي به مواد مشتركة بين وزارة التنمية المحلية، ووزارة الإسكان.
وطالب عرفة بتعديل القانون رقم 58 لسنة 1979 الخاص بالمجتمعات العمرانية، والذي تعمل به الدولة منذ 40 عامًا، ونقل الإدارات الهندسية التابعة لوزارة التنمية المحلية إلى مديريات وزارة الإسكان في كافة المحافظات.

كما طالب، وزير الإسكان، بتطبيق اللامركزية، بحيث يدير كل محافظ كل المؤسسات الإدارية في محافظته، حتى يستطيع حل مشكلة العشوائيات والبناء المخالف، إضافةً إلى سرعة صدور "كردونات" المدن والقرى، موضحًا أن وزارة الإسكان لم تضع أي خطة للتخطيط العمراني الجديد في المحافظات، حيث اعترفت وزيرة التطور الحضري والعشوائيات من قبل، أن المناطق غير المخططة في مصر بلغت 60%.
كما طالب الحكومة بسن تشريع قانون جديد يسمح بحبس كل من المقاول أو المهندس الذي ينفذ أي إنشاءات مخالفة، علاوةً على حبس صاحب العقار.