الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وانكشف المستور وظهر المستخبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كانت قواتنا المسلحة قد نجحت فى حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣، وحققت انتصارًا ساحقًا على قوات العدو الإسرائيلى الذى كان يروج، من خلال أجهزة الإعلام العالمى، أن جيشه لا يُقهر ولا يُهزم، وكان من نتائج هذا الانتصار استرداد الأراضى المصرية التى احتلتها إسرائيل عقب عدوانها الغادر فى ٥ يونيو ١٩٦٧، خاصة سيناء والعريش، وحتى يتحقق هذا الانتصار كان لا بد من التحضير له من خلال حرب الاستنزاف التى كانت تدور فيها الاشتباكات بشكل يومى، وبامتداد جبهة القنال من السويس حتى بورسعيد، وكان يتخلل هذه الاشتباكات عبور شبه يومى لقواتنا الخاصة خلف خطوط العدو وتحصيناته شرق القناة، والعودة بأسرى من جنوده وضباطه، بالإضافة لاقتحام نقاطه الحصينة لخط بارليف، وبسبب هذه النجاحات التى كانت تحققها قواتنا، والخسائر الفادحة التى كانت تلحق به، لجأ لحيلة خسيسة ومنحطة باستهداف المدنيين والمدارس والمصانع بتوجيهه نيران أسلحته لصدورهم وأماكن تجمعهم، وحماية لأرواح المدنيين العزل اتخذت القيادة السياسية قرارها بإخلاء أهالى مدن القناة الثلاثة السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد مؤقتًا واحتضنتهم مدن وقرى ومراكز المدن المصرية من أسوان حتى الإسكندرية، ليقتسم أبناء الوطن باختلاف أديانهم اللقمة والسكن والمعيشة وهو ذات المسلك الذى تسلكه عصابات أنصار بيت المقدس، خاصة فلولهم وخلاياهم النائمة والتنظيمات الإرهابية التى تدور فى فلكها، خاصة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، الأم الحاضنة لكل هذه التنظيمات، وارتووا من سمومها الفكرية والتكفيرية، فاستهدفوا بعض الأسر المسيحية كرد فعل على الضربات القوية والموجعة التى وجهتها لهم قوات إنفاذ القانون المألفة من قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة وتغطية على ما تم ضبطه فى أوكارهم ومركز عملياتهم، سواء جبل الحلال أو مزارع الزيتون «مزارع جهاد أبوطبل»، ولم يكن الأمر استهداف الإخوة المسيحيين فقط كما ركزت أجهزة الإعلام، إنما شمل كل أبناء العريش الشرفاء، حيث قامت هذه العصابات باختطاف بعض الشباب والرجال والقيام بذبحهم وإلقاء جثثهم بالطريق العام، بزعم تعاونهم مع الجيش، كما قاموا بإيقاف أتوبيسات المدارس التى تقل المدرسات والطالبات وقاموا بتهديدهن بالجلد إذا لم يرتدين النقاب ويصطحبن محرمًا، محاولين تقليد عصابات داعش فى سوريا والعراق وليبيا، والتغطية على المضبوطات التى عثرت عليها قواتنا بأوكارهم، سواء ملايين الدولارات وكميات من المخدرات التى يتاجرون فيها وعمليات غسل الأموال، ولكن أخطأوا فى التقدير والحسابات، لأن هذا لن يجدى لدينا لوجود دولة قوية ولدينا جيش قوى أيضًا، وأجهزة يقظة نجحت فى كشفهم وتعريتهم، إلى جانب الضربات القوية التى وجهت لهم، ويتم اقتلاعهم من سيناء الطاهرة والقضاء عليهم تمامًا، ولا نجد سوى عرض ما صرح به مصدر أمنى حول جهود قوات إنفاذ القانون، حيث قامت قوات الجيش الثالث الميدانى بمحاصرة جميع الطرق والدروب المؤدية إلى جبل الحلال، وقطعت كل أشكال الدعم لعصابات الإرهاب التى تختبئ فى مغارته وكهوفه، وحولته لمركز عمليات لقيادتهم، وقطعت كل أشكال الدعم المادى والأسلحة التى يتم تهريبها لهم بالجبل، وتمت مداهمة الكهوف والمغارات بالجبل تحت غطاء جوى، بعد أن تم تحديد مواقع اختباء العناصر الإرهابية، وقامت القوات الخاصة بقتل أكثر من ٦٠ إرهابيًا والقبض على نحو ٥٠ آخرين، ومن بين العناصر الإرهابية التى قتلت عناصر عربية وأجنبية، وجارٍ إجراء التحاليل لجثثهم لمعرفة هويتهم، كما أن الكهوف والمغارات التى تمت مداهمتها تم التأكد من وجود العناصر التكفيرية داخلها، وعثر بداخلها على مركز عمليات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة وأجهزة كمبيوتر وتليفونات «ثريا» وأحدث أجهزة اللاسلكى وأعلام تنظيم داعش الإرهابى وكميات من مادة نترات الأمونيوم وعدد من دوائر النسف والتدمير وأدوية ومستلزمات إعاشة ومجموعة من المنشورات التى تحرّض ضد قوات الجيش والشرطة ومختومة باسم ولاية سيناء، وتم تدمير ٣ مصانع لتجهيز العبوات الناسفة والقنابل اليودية ومستشفى ميدان ومخازن قطع غيار سيارات، إلى جانب تدمير العشرات من سيارات الدفع الرباعى والدرجات النارية التى يستخدمونها فى مهاجمة قوات الجيش والشرطة، وتدمير مخزن يحتوى على كمية كبيرة من الألغام المضادة للدبابات، وأن هذه العملية تمت بعد دراسة كاملة لجميع الكهوف والمغارات التى يختبئ بها العناصر التكفيرية، ونجحت قوات الجيش فى منع جميع الدعم الذى يصل من قبل المتعاونين معهم، حيث تم القبض على عدد كبير من العناصر التى تعاونهم، وضبطت بحوزتهم مبالغ مالية تقدر بالملايين قبل تهريبها، وكميات كبيرة من قطع غيار السيارات والدرجات النارية والمواد المستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة، وسُجلت استغاثتهم لإنقاذهم من هجمات الجيش «إلحقونا احنا متحاصرين من كل الاتجاهات.. قوات الجيش تقبض علينا»، وقامت قوات الصاعقة باقتحام معاقل أنصار بيت المقدس فى مزارع العريش، وقصفت القوات الجوية والمدفعية العناصر الإرهابية التى تختبئ بمنطقة مزارع الزيتون، جنوب مدينة العريش بشمال سيناء على مدار يومين، وتوغلت القوات المسلحة لأول مرة فى مزارع جهاد أبوطبل، ومكثت بها، وهذه المزارع بطول ٣٠ كيلومترًا، وبعمق ٢٠ كيلومترًا، ولها ظهير صحراوى كبير، وركزت الضربات الجوية والمدفعية على هذه المنطقة بالكامل، واكتشفت القوات حقول ألغام منتشرة على أطراف مزارع جهاد أبوطبل، وعثرت على أشلاء جثامين وأخرى متفحمة من نتاج القصف الجوى الذى استمر لمدة يومين واكتشفت القوات مخابئ وملاجئ تحت الأرض، ومخازن أسلحة ومتفجرات كما أعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء مقتل ٧ عناصر تكفيرية وتدمير ١٨ بؤرة إرهابية من خلال حملة للجيش الثانى الميدانى المدعومة بعناصر من الشرطة المدنية تحت غطاء جوى من الطائرات الحربية، وبعد هذا العرض نسجل اعتراضًا على التغطية الإعلامية لقيام عدد من الأسر المسيحية وعددهم ١١٩ أسرة، بإجمالى ٤٥ فردًا بإخلاء منازلهم والسفر لمدينة الإسماعيلية، وهو قرارهم الشخصى، ولم تطلب منهم أى جهة رسمية الإخلاء، ونتيجة تنسيق ما بين الكنيسة بالعريش والكنيسة بالإسماعيلية بسبب المخاوف من تهديدات الجماعات الإرهابية بشمال سيناء، والتى استهدفت بعض الأسر المسيحية خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى استشهاد ٧، وتحركت أجهزة الدولة على الفور احترامًا لهذه الرغبة، ولسنا بصدد حالة من حالات النزوح أو التهجير كما صوّر البعض، فأمر السيد الرئيس بتأسيس ٩٠ شقة فورًا بالإسماعيلية لهذه الأسر بخلاف إقامة البعض بكنيسة المستقبل بالإسماعيلية، وحكت هذه الأسر عن قيام أسر المسلمين بمحافظة العريش وحمايتهم، رغم تعرضهم للحظر وحكوا أيضًا ما تعرضوا له من قبل العصابات الإرهابية، حيث كانوا باستهداف منازلهم مساء، منتحلين صفة الشرطة، وفور دخولهم يقومون بتفتيش المنازل بحثًا عن المصوغات الذهبية والأشياء الثمينة، الأمر الذى يؤكد أن هذه العناصر الإرهابية ما هم إلا حفنة من اللصوص، ونسجل تأخر تحرك الأجهزة التنفيذية إزاء هذه الأزمة، وما إن تحرك السيد الرئيس حتى وجدنا عملًا متكاملًا وقويًا، بدأ بقيام وزيرة التضامن الاجتماعى، برفقة محافظ الإسماعيلية، بزيارتهم واطمأنوا على الخدمات المقدمة للأسر بمركز نُزُل الشباب الدولى، المطل على بحيرة التمساح وعدد من الأماكن الأخرى بالمحافظة، وتم تشكيل غرفة عمليات بمجلس الوزراء للمتابعة اليومية بالمحافظات، التى وُزعوا عليها، سواء فى الإسماعيلية أو القليوبية أو القاهرة أو أسيوط، ونأمل أن نستفيد من هذا الدرس، ونؤكد أن العصابات الإرهابية لجأت لهذا الاستهداف بعد أن انكشف المستور وظهور المستخبى من خلال عمليات المداهمة لقوات إنفاذ القانون لأوكارهم، وما تم ضبطه من أموال طائلة ومخدرات وجنسيات أجنبية تابعة لأجهزة مخابرات عربية ودولية، الأمر الذى يؤكد أنهم عصابات دولية تقوم بغسل الأموال وتدمير مقدرات شعبنا، ويسعون من أجل تنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية، ولا نملك سوى أن نتقدم لقواتنا المسلحة وجهاز الشرطة بالتقدير والاحترام لجهودهم، وأن نصطف خلفهم حتى يتم الانتصار التام والقضاء على الإرهاب.