الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وزيرة شئون المرأة الفلسطينية: الشعب المصري أثر فينا

وزيرة شؤون المرأة
وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية الدكتورة هيفاء الآغا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية الدكتورة هيفاء الآغا: إن المرأة الفلسطينية ليست كأي امرأة عادية فهي في معاناة مستمرة منذ وعد بلفور حيث فقدت (الزوج..الأبن..الأب..البيت..الأرض.. فقدت مصدر الرزق).
وتابعت: وهذه الظروف مجتمعة صقلت منها إمرأة عنيدة قوية تتحدى الصعاب التي فرضت عليها ليس باختيارها ولكن فرض عليها عندما احتلت أرضها في 1948 وأكمل في 1967 باحتلال غزة والضفة الغربية وإلى هذه اللحظة والمرأة الفلسطينية تعاني.
وأوضحت الآغا - في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق غدا الثامن من مارس - أن المرأة الفلسطينية تعاني من الاحتلال الإسرائيلي خاصة على الحواجز والإغلاقات والجدار الفاصل ومنعهن من دخول أراضيهن للزراعة وجني المحصول.
وأعربت عن أسفها لأن المعاناة في الضفة الغربية شديدة نتيجة تقسيمها إلى أجزاء غير متواصلة وتفصل بينها عدد من الحواجز.
ولفتت إلى أن المرأة فقدت روحها على المعابر.. فقدت جنينها.. اعتقلت على الحواجز.. ضربت.. قضت ساعات بل في بعض الأحيان الليل بكامله في انتظار فتح هذا الحاجز والذي في أحيان كثيرة يظهر فجأة ويتم نصبه ويكون مؤقتا في أماكن مختلفة كنوع من التعذيب والتنكيد حتى لا يشعر الشعب بالراحة النفسية.
وبالنسبة للمرأة المقدسية، قالت الآغا "إنها تحمي الأقصى.. سحلت.. نزع حجابها.. ضربت.. استشهدت عند باحات المسجد.. ولاتزال صامدة..أما المرأة الغزية.. فحدث ولا حرج.. حيث تعرضت في الست سنوات الأخيرة إلى 3 حروب"، لافتة إلى أن المرأة الغزية كانت مستهدفة هي وأطفالها خصوصا في الحرب الأخيرة حيث استشهدت 260 امرأة و340 طفلا".
وأشارت إلى أن الحرب الأخيرة على غزة حرب إبادة كاملة كما حدث في حي الشجاعية وفي بيت حانون ورفح حيث قصفت قوات الاحتلال 3 أبراج ليجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم في الشارع فجرا من ضمنهم أختي وعمرها 75 عاما، ولم تأخذ معها أي شيء من أغراضها لأنها لم تتخيل استهداف كامل البرج، فخرجت فجرا بملابس الصلاة هي ومئات المواطنين لتجد في خلال ثوان البرج أنقاضا ؛ مما أصابها بحالة هستيرية خصوصا أنها فقدت كل شيء تحت الأنقاض.. ذهبها ونقودها وجميع ممتلكاتها ضاعت.
وردا على سؤال حول طبيعة عمل الوزارة وأهدافها واستراتيجيتها.. قالت الآغا إن الوزارة ليست خدماتية ولا تقدم معونات اجتماعية مثل وزارة التنمية الاجتماعية وإنما هدفها رسم السياسات العامة ومناقشة القوانين والنصوص الداعمة للمرأة والمدافعة عنها وتعديلها واستصدار قوانين مثل قانون الخدمة المدنية الذي أعطى ورثة المرأة معاشا عند وفاتها..ونعمل حاليا على تمكينها من استصدار جوازات سفر لأبنائها وتعديل قانون نظام القتل بالعذر المحل.
وتابعت:"نقوم بعمل مؤتمرات وورش توعوية للمرأة وتمكينها من الوصول لمناصب صنع القرار والمناصب العليا وألا تكون حكرا على الرجل لأن النسبة حاليا 10.09 % للنساء و89.1 % للرجال.. في حين أن نسبة النساء المتعلمات أكثر من الرجال وخصوصا في التعليم الجامعي لذا نحن نخسر حاليا طاقة كامنة وكفاءة عالية غير مفعلة لمجرد أنهن نساء.. ولهذا فإننا نبذل كل ما نستطيع لحث الوزارات ومساعدتها في تعيين نساء وفقا للكفاءة على أرض الواقع والبقاء للأفضل، فإذا أبلت بلاء حسنا فمن حقها التنافس على المنصب مع الرجال".
وبخصوص إقامة المرصد الوطني لرصد حالات العنف ضد المرأة..أجابت الوزيرة "إننا أخذنا موافقة به من مجلس الوزراء قبل نحو أسبوعين وسنبدأ بالتطبيق حاليا ووظيفته ليست فقط الرصد والعد وإنما أيضا وضع سياسات وحلول ووزارة شؤون المرأة هي التي تقود العملية ومعنا شركاء من المجتمع المدني ذات الصلة وشركاء من المؤسسات الحكومية والوزارات كالعدل والعمل والصحة والشؤون المدنية والداخلية حيث نستقي الأرقام منهم".
وحول استراتيجية الوزارة الخاصة بالقرار الأممي 1325 الذي صدر عام 2000..قالت إنه أفضل قرار أممي وأجمعت عليه 15 دولة في الأمم المتحدة وأنصف المرأة وأعطاها بعضا من حقوقها وهو خاص بحمايتها وتحييدها وقت النزاعات المسلحة وحمايتها من الاعتداءات الجسدية والجنسية والقتل والاعتقال..مضيفة "نحن الدولة العربية الأولى الوحيدة التي وضعت خطة تنفيذية لتطبيق هذا القرار رغم الضائقة المالية والحصار والحرب والاحتلال".
وأضافت:"قمنا بإطلاق الخطة التنفيذية لتطبيق القرار بمؤتمر صحفي لمساءلة إسرائيل وحماية المرأة في النزاعات المسلحة.. وأكدنا على مشاركة المرأة في عملية السلام وإعادة الإعمار في غزة وأن تضع رأيها في إعادة إعمار بيتها الذي تهدم وتحدد ما تريده في تقسيم بيتها الجديد ومساحة الغرف ومطبخها".
وبخصوص اللجنة 61 لوضع المرأة في الأمم المتحدة..قالت الآغا إنها تستعد للذهاب هذا العام في منتصف مارس الجاري للمشاركة في هذه اللجنة لإلقاء كلمة عن وضع المرأة بعنوان (التمكين الاقتصادي للمرأة في ظل ظروف العالم المتغيرة)..مضيفة: "قمنا بإعداد فيلم مدته 10 دقائق يتحدث عن معاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال حيث قمنا بالتصوير في عدد من المحافظات".
وتابعت: "بعد عرض الفيلم سأعرض ورقة عمل لمدة 15 دقيقة تتكلم عن الاقتصاد الفلسطيني ونسبه وإحصائياته وأرقامه.. وسنأخذ معنا سيدة أعمال فلسطينية لتكون نموذجا مشرفا لتتكلم عن تجربتها كوجه مشرف وأنها ليست دائما ضحية وضعيفة وأن الاحتلال هو سبب معاناتها مطالبة بالحرية والاستقلال لترون القدرات الكامنة في الشعب الفلسطيني.. وقامت الأمم المتحدة بحجز غرفة لنا وهو شيء جيد".
وردا على سؤال حول مصر..أجابت الآغا بأن مصر هي قلب العروبة النابض والشقيقة الكبرى.. قائلة "أنا من غزة وتعلمت على أيدي مصريين ونصف عائلتي مصريون..وبيننا مصاهرة..الدم الفلسطيني هو دم مصري حيث اختلطت دماء الفلسطينيين والمصريين في أكثر من حرب وبيننا الكثير المشترك".
وأضافت: "فضل مصر علينا كبير خاصة في غزة حيث كنا نعامل كمصريين..وأنا درست في مصر في سبعينات القرن الماضي وكانت رسوم الدراسة متساوية مع الطلبة المصريين..وعشنا الحياة هناك بكل أريحية وانطلاق..لذا من أكثر الشعوب العربية التي نحبها هي الشعب المصري، أثر فينا وأثرنا فيه كما أن أخوالنا وأعمامنا من المصريين.. ونحن لم ولن ننسى فضل مصر والمصريين علينا".