الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البوابة نيوز" تكشف لغز مقتل صاحب عقار بـ"أوسيم"

 حارة الغنامية بأوسيم
حارة "الغنامية" بأوسيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما يقع الإنسان في جريمة، يحاول جاهدًا أن يختلق أمورًا غير واقعية، للالتفاف على القانون لتخفيف الحكم أو الحصول على البراءة، وهذا ما حدث في جريمة حارة "الغنامية" بأوسيم التابعة لمنطقة بشتيل.

حاول كهربائي تشويه صورة جاره الذي قتله، وذلك ببث أخبار عنه بأنه تحرش بزوجته، ما دفعه إلى التشاجر معه وقتله وهذا ما نفاه أهالي المنطقة.

وبالانتقال إلى مكان الواقعة التقت "البوابة نيوز"، بأحد أقارب المجني عليه "محمد السيد" صاحب الأربعين ربيعًا، والبداية كانت مع بنت عمه "هندية عبد الله" والتي كانت تحمل طفلتها الصغير وتقف بالقرب من مسكن المجني عليه تتلقى واجب العزاء بدلا من أسرته التي ذهبت إلى المقابر لدفنه، وبمجرد أن شاهدتنا سردت تفاصيل ما حدث مع المجني عليه قائلة: "كان في حاله ولم يفتعل مشاكل مع أحد، وكان يذهب إلى عمله ويعود ليجلس مع زوجته وأبنائه الثلاثة، ومعروف بين الأهالي بسمعته الطيبة وحسن خلقه، ولم يتوقع أحد يومًا ما أن ينتهي بيه الحال جثة هامدة، بسبب شخص ما يستهلش".

وتتوقف عن الحديث قليلًا لتسترجع بداية الأحداث التي دفعت المتهم سيد عبد العزيز أو كما يطلق عليه البعض "أبو عبده"، قائلة: "منذ ما يقرب من 3 سنوات حضر المتهم بصحبة زوجته ونجله الصغير للسكن بالمنطقة، وقبل الواقعة بأربعة أشهر، تخلف المتهم عن دفع الإيجار، مما جعل المجني عليه، يطالبه بسداد ما عليه، وفي كل مرة يخبره بأنه سيجهز له المبلغ قريبًا، لكن دون جدوى، ما جعل المجني عليه، يستوقفه في الشارع ويطالبه بالنقود وهنا رد عليه المتهم قائلا: "مش هدفع حاجة واللي عندك اعمله".

وتابعت: "هنا جن جنون المجني عليه، ونشبت بينهم مشادة كلامية وتطور الأمر إلى أكثر من ذلك، وقام بصفع المتهم على وجهه فحاول الأخير التشاجر معه وتدخل أهالي المنطقة للتفرقة بينهم ونجحوا في ذلك، ولكن المتهم هدده وقرر أن ينتقم منه".

وتكمل إحدى جارات المجني عليه وتدعى "أم محمود" الحديث فتقول: "يوم الواقعة في تمام الساعة السابعة صباحا، كان يوم سبت، والناس كلها إجازة، نادى المتهم على المجني عليه، وطلب منه أن ينزل من شقته إلى الشارع لأنه يريد الحديث معه، اعتقد "محمد" أن المتهم سيدفع له الإيجار فنزل سريعًا وبمجرد رؤيته قام المتهم بافتعال مشكلة معه، ونشبت بينهم مشاجرة بالقرب من المقهى التي تقع في مدخل الشارع، وقام الحاضرون بالتدخل وتفرقتهم، خاصة بعدما قام "أبو عبده" بإحداث جرح للمجني عليه في ذراعه، فتوجه بعدها إلى الحمام لغسل آثار الدماء وتنظيف الجرح، واعتقد أن الأمر انتهى عند هذا الحد".

وأضافت: "لكن المتهم بيت النية على قتله فطلب مساعدة حسام أحمد "شقيق زوجته وتوجهوا سويًا إلى الشارع الذي يقيم به المتهم، وانقضوا عليه وقام المتهم بطعنه عدة طعنات وكان ناوي يذبحه بس ابني الصغير دفعه بعيدا عنه ليسقط المجني عليه غارقًا في دمائه، وبعدها قرر نجلي أن يذهب إلى النيابة برغم صغر سنه فيبلغ من العمر ١٥ عامًا ليدلي بشهادته قائلا: "الراجل مات قدام عنيا وحقه لازم يرجع، وقضى ساعات كتير في النيابة ورجع آخر الليل في حالة تعب".

وقالت فتحية جارة أخرى للمجني عليه: "كانت زوجة المتهم تقف في شباك منزلها وتصيح بأعلى صوت مشجعة زوجها بعبارة محرضة على القتل "موته وهات أجله هو يستاهل"، وتركه غارق في دمائه، معتقدا أنه لم يمت وصعد إلى منزلة واصطحب زوجته إلى قسم الشرطة وقاموا بتحرير محضر ضد المجني عليه يتهمه بأنه تحرش بزوجته أمام الجميع، وفي هذا التوقيت قام أهالي المنطقة بوضع المجني عليه داخل "توك توك" وحاولوا نقله للمستشفى، ولكنه توفي متأثرًا بإصابته.

وكشفت التحقيقات، أن المقدم أمثل حرحش، رئيس مباحث مركز أوسيم قد تلقي بلاغ من الأهالي بمنطقة بشتيل، يفيد بنشوب مشاجرة بين 3 أفراد وتعدى أحدهما على الآخر بسلاح أبيض مطواة، مما أدى إلى إصابته، بطعنات في أنحاء متفرقة من جسده وتم نقله إلى مستشفى الموظفين وتوفي هناك.

وعلى الفور انتقل ضباط القسم إلى مكان الواقعة وبالفحص تبين أن الجثة لشخص يدعى "محمد السيد سعيد محمد"، ٣٠ عامًا، عامل بناء، ومقيم ببشتيل، وبسؤال المارة أكدوا نشوب مشاجرة بينه وبين كل من "سيد.ع.ال.ع"، ٤٩ عامًا، كهربائي، ومقيم بذات المنطقة "حسام.أ.ع.ال"، 26 عامًا، حداد، شقيق زوجة المتهم الأول، وبإعداد الأكمنة، تمكن النقيبان وليد عمرو، وعبد الرحمن الصرفي، معاونا مباحث القسم، والقوة المرافقة لهما، من القبض على المتهم، وتحرر محضر رقم 1340 لسنة 2017 إداري مركز أوسيم.

واعترف المتهم خلال التحقيقات، أنه قبل الواقعة بعدة أيام علم من زوجته، أن المجني عليه كان دائمًا يتعرض لها في الشارع، فتوجهت له وأخبرته بما حدث، وقرر الانتقام منه، فطلب مساعدة صديقه، وتوجها سويًا إلى مكان إقامة المجني عليه، ونشبت بينهم مشادة كلامية، تطورت إلى مشاجرة، قام المتهم خلالها بإخراج سلاح أبيض مطواة، من ملابسه، وطعنه أمام المارة في السابعة صباحًا، وتمكن من الهرب، حتى ألقي القبض عليه.

أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهما بطعن المجني عليه وقتله أمام المارة في الشارع.