كشف السفير محمد خير عبدالقادر، مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالجامعة العربية، عن أن الجامعة بصدد إعداد آلية جديدة " لغربلة" الاتحادات والمنظمات العربية، مع وضع قواعد ومعايير محددة لإنشاء الاتحادات، مشًيرا إلى أن الجامعة العربية ستقوم باصدار قوائم ترسل للدول والجهات المعنية بالاتحادات المنتظمة والفاعلة، موضحا أن عدد الاتحادات تجاوز ٩٠ اتحادًا في الآونة الأخيرة.
وقال مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالجامعة العربية، في حواره مع "البوابة نيوز": إن هناك عددا كبيرا جدا من الاتحادات بالمنطقة العربية تدعي أنها تابعة للجامعة العربية، وفي الحقيقة أنها اتحادات مسميات فقط وتتاجر باسم الجامعة العربية، وتتخذها مجرد "تجارة"، وهذه الاتحادات لا بد من تنظيمها، مضيفا لذلك لا بد من تصفية هذه الاتحادات، وإعداد آلية جديدة لكل الاتحادات التي ستعمل تحت مظلة الجامعة العربية.
وشدد السفير خير على أن العملية تحتاج نوعا من التنظيم، ولذلك فإن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط تبنى هذا الموضوع، موضحا أنه تم تقديم مقترح للمجلس الاقتصادي لإنشاء هذه الآلية داخل الجامعة العربية، وأعتقد أن الدول العربية داعمة لهذا الاتجاه؛ لأن المسألة أصبح بها نوع من الفوضى، قائلا: "أن الجامعة دائما يتم سؤالها كيف تركت هده الاتحادات بدون أى رقابة أو الاطلاع على إنجازاتها ونشاطاتها وحتى التركيبات الهيكلية والتنظيمية سواء من ناحية رئيس الاتحاد أو مجلس الإدارة والجمعية العامة، ولا بد أن يكون للجامعة دور في هذا الصدد.
وكشف عن أن الحامعة العربية ستتعامل بنظام جديد لحماية اسم وختم الجامعة، مؤكدا ان الفترة الاخيرة بدأت جهات كثيرة تستخدم اسم وشعار الجامعة وهي لا تعمل تحت مظلتها، وبها شكل من أشكال المتاجرة باسم الجامعة "والنصب"، لذلك تم اعتماد نظام جديد في هذا الصدد.
وفيما يلي نص الحوار:
* في البداية كم عدد الاتحادات العربية تقريبا في المنطقة، وما آلية انضمامها للجامعة العربية؟
يوجد عدد كبير جدا من الاتحادات بالمنطقة العربية وكلها تدعي انها تابعة للجامعة العربية، واصبحت هذه الاتحادات منتشرة في المنطقة العربية وتجاوزت الـ٩٠ اتحادا عربيا، لذلك نحن بصدد إعداد آلية بالجامعة العربية "لغربلة" هذه الاتحادات، ونرى الاتحادات الفاعلة التي يمكن أن تستفيد منها منظومة الجامعة ونأتي بها الى الجامعة ونعطيها صفة اتحاد يعمل تحت مظلتنا.
* هل هذه الاتحادات كلها تابعة للجامعة العربية بالفعل؟
ليست تابعة للجامعة، وفي جزء كبير منها يتبع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والجزء الامبر لا يتبع مجلس الوحدة ولا الجامعة ولا اى منظمة. لذلك سنضع معايير للغربلة ونرى الانحادات الفاعلة والتي تريد ان تعنل لمصلحة الامة العربية ومصلحة المنظومة العربية.
* لكن تزايدت في الآونة الاخيرة مسميات اتحادات قد تبدو مجهولة للبعض وترفع شعار الجامعة العربية؟
بالفعل في الفترة الاخيرة بدأت تأتي شكاوى كثيرة جدا من الدول العربية بخصوص هذه الاتحادات، خاصة وأنه لاتوجد معايير معينة لإنشاء هذه الاتحادات، فاى اثنين يتفقان على اقامة اتحاد عربي يتم إقامته، للاسف لا توجد رقابة عليهم ويستخدمون شعار الجامعة العربية، وكل شغلهم تكريم وشهادات سفراء نوايا حسنة ودكتوراة فخرية، لدرجة ان الامر وصل الآن الى اتحاد يعمل احتفالات للدكتوراة الفخرية، في الوقت الذي نعلم فيه جميعا أن الدكتوراة الفخرية تمنحها الجامعات وليست الاتحادات.
* وكيف ستتعامل الجامعة العربية لضبط هذه الإشكالية؟
بالطبع العملية تحتاج نوعا من التنظيم، لذلك فالامين العام تبنى هذا الموضوع، ونحن قدمنا اقتراحات محددة، والان سنقوم بعمل غربلة لكل الاتحادات مع وضع قواعد ومعايير محددة لانشاء الاتحادات العربية وسنصدر قوائم ترسل للدول والجهات المعنية بالاتحادات المنتظمة والفاعلة لديها مجلس تدارة وأمين عام وجمعية عامة، لان للاسف الان توجد اتحادات مسميات فقط وتتاجر باسم الجامعة العربية وتتخذها مجرد تجارة، هذه الاتحادات لابد من تنظيمها ولدينا اتحادات كبيرة مثل اتحاد المصارف العربية واتحاد الحديد والصلب والاتحاد العربي للاسمنت، وهي اتحادات كبيرة يمكن أن تستفيد منها الجامعة في البحوث وحتى في التمويل.
* وهل هناك مقترحات محددة لعملية التنظيم؟
الآن نحن قدمنا مقترحا للمجلس الاقتصادي لإنشاء هذه الآلية داخل الجامعة العربية، واعتقد أن الدول العربية داعمة لهذا الاتجاه؛ لأن المسألة أصبح بها نوع من الفوضى، والجامعة دائما يتم سؤالها كيف تركت هده الاتحادات بدون أى رقابة او الاطلاع على إنجازاتها ونشاطاتها وحتى التركيبات الهيكلية والتنظيمية سواء من ناحية رئيس الاتحاد او مجلس الادارة والجمعية العامة، لابد ان يكون للجامعة دور في هذا الصدد.
* ما أهم المحاور التي تتضمنها الآلية الجديدة للجامعة العربية؟
ستكون الالية برئاسة الأمين العام للجامعة العربية، وتجتمع سنويا وتكون ادارة المنظمات والاتحادات العربية بالجامعة العربية هي المعنية بنشاط هذه الاتحادات وإنجازاتها، وسيتم إعداد تقرير اسمه التقرير التجميعي للاتحادات يتضمن هذه الإنجازات على أن يقدم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورة سبتمبر أى مرة سنويا، وسنتابع مدى فاعلية هذه الاتحادات لانه لن نعطيها شعار الجامعة.
* ما الضوابط التي تنظم هذه العملية؟
وضعنا نظام خاص لحماية اسم وختم الجامعة العربية لان الفترة الاخيرة بدأت جهات مثيرة تستخدم اسم وشعار الجامعة وهي لا تعمل تحت مظلة الجامعة وهي بها شكل من اشكال المتاجرة باسم الجامعة "والنصب"، لذلك قلنا لابد من عمل نظام عملت به ادارة المنظمات مع الادارات المعنية بالجامعة سواء الادارة القانونية وادارة المراسم وقدم لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية وتم اعتمادها والان لدينا لدينا نظام سيتم العمل به.
* لكن هناك إشكالية اخرى تواجه الجامعة العربية وهي الازدواجية في عمل بعض الاتحادات؟
بالفعل نسعى الآن لمعالجة الازدواجية بين هذه الاتحادات والمنظمات والإدارات داخل الجامعة، لان جزءا كبيرا من هذه الاتحادات الجانب الشخصي يلعب دورا كبيرا فيها، وهناك البعض من يبحث عن الامتيازات والحصانات، فيذهب لتكوين اتحاد ويسميه اتحاد عربي دون الرجوع للجامعة العربية، لذلك سنضع معايير وشروط لمستقبل إنشاء الاتحادات بالنسبة للاتحاد الذي يريد ان يستخدم كلمة اتحاد عربي، وإذا لم تتوفر فيه هذه الشروط ويعرض على هذه الآلية فلا يستطيع أن ينشئ اتحادا.
* وما الآلية والمعايير المنظمة لذلك؟
اقترحنا بعض المقترحات ستعرض على لجنة داخل الجامعة بما فيها الإدارة القانونية لوضع هذه المعايير، نحن حتى الآن الفكرة كلها هي إنشاء الالية، وأهم شئ في الالية هي وضع المعايير لغربلة هذه الاتحادات، خاصة الاتحادات التي تعمل بطريقة تتعارض مع ميثاق الجامعة العربية.
* هل الجامعة العربية ستكون بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد الاتحادات المخالفة للقواعد؟
بعد اعتماد النظام الخاص لحماية اسم وشعار الجامعة أصبح اى اتحاد او اى هيئة مخالفة سيتم احالة الموضوع للادارة القانونية بالجامعة لاتخاذ الاجراءات المناسبة بشأن هذا الموضوع، وهذا النظام عالج لنا مشكلة كبيرة؛ لان معظم الاتحادات كانت تدعي انها تابعة للجامعة العربية والان بعد صدور هذا النظام من مجلس الجامعة عالجنا جزء كبير جدا من هذه الفوضى التي كانت تجري ومع وجود هذه الالية الامور ستنتظم، ففي الفترة الاخيرة ليس فقط الاتحتدات وانما المجالس والمنظمات، الان توجد منظمة اسمها منظمة السعوب والبرلمانات العربية ومقرها مصر، هذه المنظمة تدعي أنها أنشئت بقرار من وزارة الخارجية المصرية بقرار من الجامعة العربية، وهذا قرار غير سليم، وخاطبنا وزارة الخارجية المصرية في هذا الشأن ولا زالت تعمل.. نريد تنظيم الامور، المنظمات العربية التي نعتبرها تعمل تحت مظلة الجامعة هي المنظمات التي صدرت قرارات من مجلس الجامعة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي بإنشائها، وغير ذلك إما تحضر بصفة مراقب او مؤسسة مجتمع مدني ولدينا اإارة مؤسسات المجتمع المدني وهذه لها معايير خاصة وحاليا مؤسسات المجتمع المدني تشارك في الجامعة من خلال معايير معتمدة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والان تعدل في اطار الفريق الرابع من ضمن الفرق المشكلة لتطوير الجامعة.
* وماذا عن القمة العربية المقبلة وأهم الملفات المطروحة من قبل الإدارة؟
سنقدم تقريرا لأول مرة يعرض عن انجازات المنظمات العربية المتخصصة العاملة في اطار الجامعة العربية، وسيتم عرض التقرير على القمة العربية للإحاطة، وهذه فكرة الامين العام الجديد أحمد ابو الغيط، وهو مهتم جدا بمنظمات العمل العربي المشترك سواء كانت منظمات أو اتحادات او مؤسسات تعمل في اطار الجامعة العربية، وتم عقد اجتماع استثنائي للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة الامين العام، واتخذنا قرار للترويج لإنجازات وانشطة المنظمات سنويا وسننظم مؤتمرا سنويا للترويج لأنه للاسف لا يوجد علم بعمل المنظمات بالرغم من أنها تمثل الذراع الفنية لعمل الجامعة العربية بينما التركيز الاعلامي يقتصر على الجوانب السياسية بينما توجد امور اخرى لابد ان الرأي العام العربي والشارع العربي يكون ملما بها، لدينا ١٣ مجلسا وزاريا هذه المجالس الوزارية تعمل وعندها انجازات مبهرة جدا في مجال النقل والسياحة والبيئة ووزراء الشباب والرياضة والصحة، كما ان لدينا ٧ مجالس وزارية في القطاع الاقتصادي ووزراء العدل والاعلام العرب وهذه المجالس تحتاج للترويج لإنجازاتها وأنشطتها واعطاء فكرة للرأي العام العربي عن أنشطة هذه المجالس الوزارية، بالاضافة الى ان لجنة التنسيق العليا التي يرأسها الامين العام للجامعة تضم ٣٥ منظمة عربية تعمل في إطار هذه اللجنة وعندنا ٢١ منظمة عربية منبثقة عن الجامعة العربية بما فيها ٥ مؤسسات تمويل عربية وكل هذه الكيانات تعمل في إطار الجامعة ولديها نشاط مكثف جدا ونحتاج لأن يكون هناك مؤتمر سنوي إعلامي للترويج لانشطة هذه الكيانات والمنظمات والمؤسسات، بدلا من التركيز على الجوانب السياسية فقط والتقصير تجاه الجانب الآخر.
