السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خالد الخليفة: العرب في أمس الحاجة لتوطين التكنولوجيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ الدكتور خالد خليفة الخليفة، عضو لجنة الحكماء العرب لنزع
السلاح النووي، ونائب رئيس جامعة البحرين للشئون الأكاديمية والبحث العلمى بالبحرين
سابقا، ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بالبحرين، أننا فى أمس الحاجة إلى توطين
التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية"، ولم يعد ما يخيف مجتمعاتنا العربية من
هذه التكنولوجيا .


وأضاف خلال حواره مع "بوابة العرب" أنه من المؤسف أننا
بعيدون عن تلك التكنولوجيا الهامة جدا، التى تعد المستقبل بالنسبة للعلوم فى الدول
العربية والتى أصبحت الرائدة فى مجال التنمية الصحية والتعليمية والزراعية، خاصة
أن المستقبل فى تبنى هذه التكنولوجيا من أجل الأغراض السلمية، مع الابتعاد عن
التكنولوجيا التدميرية .


وتابع: اليوم أصبحت لديا قناعة بأن التكنولوجيا النووية هى خير
للمجتمعات العربية ولا بد من السير قدما فى الحصول عليها والعمل بشكل متواصل من
أجل استقطابها وتوطينها ببلادنا.


نص الحوار :


ما أهم ملامح دور لجنة الحكماء العرب لنزع السلاح النووى.. وهل
ستساهم تلك الطاقة فى دفع عجلة التنمية بالدول العربية؟


لجنة الحكماء العرب أنشئت بغرض منطقة خالية من السلاح النووى إقليميا
وتقدم اللجنة للزعماء العرب تقريرا للعرض على جامعة الدول العربية وسيتم مناقشته
خلال القمة العربية بالأردن مارس الجارى، وخلال عملنا أصبحت لدى قناعة تامة أن
الدول العربية فى أمس الحاجة إلى توطين التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، فلم
يعد ما يخيف مجتمعاتنا العربية من هذه التكنولوجيا ومن المؤسف أننا بعيدون جدا عن
تلك التكنولوجيا الهامة جدا، التى تعد المستقبل بالنسبة للعلوم فى الدول العربية
والتى أصبحت الرائدة فى مجال التنمية الصحية والتعليمية والزراعية، خاصة أن
المستقبل فى تبنى هذه التكنولوجيا من أجل الأغراض السلمية، مع الابتعاد عن
التكنولوجيا التدميرية، واليوم أصبحت لدينا قناعة بأن التكنولوجيا النووية هى خير
للمجتمعات العربية ولا بد من السير قدما فى الحصول عليها والعمل بشكل متواصل من
أجل استقطابها وتوطينها ببلادنا .


هل للجنة دور فى الرد على ما يتردد حول مخاطر تلك التكنولوجيا على بلادنا؟


غير صحيح، الطاقة النووية اليوم من أهم مصادر الطاقة الآمنة والنظيفة
للبيئة والرخيصة، وجميع المصادر لها إيجابيات وسلبيات، الموبايل والتكنولوجيا
الحديثة بشتى أنواعها ومنتجاتها، لها إيجابيات ولها عيوب، وعلينا أن نحصل على الإيجابيات
ولا تعرقلنا السلبيات وعلينا أن نقارن ونتأكد من إمكانية التنفيذ خاصة أن تلك
التكنولوجيا إيجابياتها وفوائدها تتخطى السلبيات بمراحل.


ما أهم التحديات التى تواجه المنطقة العربية؟


التطرف والإرهاب الذى أسفر عن الدمار والخراب للعديد من البلدان التى
لها تاريخ، وللأسف أغلب الدول التى وقعت تحت وطأة الحروب واستغل أصحاب النهج
المتطرف ومن يستهدفون أمن المنطقة بأثرها، المرحلة الصعبة التى تمر بها الدول
العربية لنشر فكرهم المتطرف، بهدف تأخير مسيرة التنمية بدولنا وتدمير مجتمعاتنا،
ومعالجة ذلك من خلال وضع حلول ورؤى فكرية وثقافية أكثر منها عسكرية وأمنية، وهذا
التحدى سيظل يحارب مجتمعاتنا العربية، ولا بد أن نتكاتف جميعا حتى نحارب التخلف
والجهل بالتنوير والتعلم والثقافة، خاصة أن هناك العديد من الظواهر والأفكار
بالمعتقدات المتطرفة التى تستهدف عمل مسح للعقول وتغييب للضمير وتجعل الحيلة تهون .


ما الرسالة التى توجهها للشباب العربى فى ظل حالة اليأس والإحباط
وارتفاع معدلات البطالة فى الوقت الحاضر؟


أوصى الشباب خيرا ببلاد الإسلام، فبلادنا هى بلاد الأمن والأمان مهد
الأديان والرسالات، ويجب أن يعلو للوطن فوق أى اعتبار، وأن يبذل الشباب كل جهدهم
للبناء والتعمير والتنمية وليس للخراب والدمار، الشباب هم الأمل فى أوطاننا فهم
قادة المستقبل وعليهم العمل والإخلاص والإصرار للوصول إلى النجاح .


ما أهم التحديات التى تواجه جامعة الدول العربية؟


الجامعة العربية تعانى من البيروقراطية، وتحتاج إلى آليات فمنذ إنشائها
وهى تسير على نفس النهج ولم تر تطويرا وهذه الآليات القديمة لم تعد مناسبة للعمل
الآن، ولا بد من وضع آليات جديدة مع تفعيلها، فمثلا الاتحاد الأوروبى به آليات
قوية ومفعلة لم تتوقف على حدود دولة دخلت أو خرجت من الاتحاد، فهو من يجمع الدول
تحت شرعية دولية، لذلك سيظل قويا ولن تعصف به أية رياح، لكن الدول العربية لا
تمتلك الآليات التى تؤهلها لذلك، وهى رغم ما تعانيه تأتى الدول إلى الجامعة
بالمشاكل التى بينها لتتدخل الجامعة وأحيانا لا تملك الحلول التى يمكن تنفيذها،
وعندما اقترح الملك حمد ملك البحرين إنشاء محكمة عربية لتناقش قضايا الأمة
العربية، كان هذا المقترح إيجابيا جدا لكن كيف يتم تنفيذ ذلك دون آليات قوية .


حدّثنا عن مركز عيسى الثقافي، الذى يطلق عليه بيت العرب بصفتك المدير
التنفيذى له وما دوره فى مواجهة الفكر التطرف؟


المركز عبارة عن مجمع ثقافى وعلمى يشمل عدة عناصر أهمها المكتبة
الوطنية، ومكتب الوثائق الوطنية، ومنذ إنشائه عام ٢٠٠٨ يحمل اسم الأمير عيسى بن
سلمان، وهو يهدف إلى نشر والثقافة والعلوم بمختلف فروعها، للنشء الصغير وأيضا
الشباب بالمدارس والجامعات ونتطلع من خلاله لنشر الوعى والثقافة والتنوير، والمركز
وقع العديد من بروتوكولات التعاون بين الإمارات والسعودية ومصر والمغرب فى مجالات
متعددة أبرزها مجابهة الإرهاب من خلال انعقاد ندوات ومؤتمرات ومبادرات عربية للتأكيد
على الترابط والتواصل والتفاعل الإيجابي، لتحصين أطفالنا وشبابنا من الإرهاب، من
خلال التنوير والتركيز على الإعداد الجيد للنشء لكونه البذرة الخضراء النقية ومن
السهل غرس الأسس والمبادئ به، مع الأخذ بالاعتبار مهارة أعدائنا الإرهابيين
والمتطرفين الذين لديهم قدرة كبيرة فى اختراق مواقع التواصل الاجتماعى والوصول
لشبابنا وبناتنا، وعلينا جميعا ترسيخ التقاليد والأعراف، وكسر أى حواجز بين أجيالنا
والأجيال الشابة، خاصة أن حربنا ليست سهلة .


هل هناك تنسيق بين مراكز البحث العلمى وبين متخذى القرار بدولنا
العربية؟


للأسف لا، المراكز البحثية بالوطن العربى تعمل فى صمت، ومن المؤسف أن
الحكام العرب لا يأخذون آراء الباحثين والمفكرين والعلماء بعين الاعتبار، وهو ما
يخلق فجوة كبيرة بين المفكر والعالم ومتخذ القرار، على عكس المجتمعات الغربية، وللأسف
الشديد تقوم مراكز البحث العلمى بدور كبير وفى النهاية لا يستفاد منها، خاصة فى المجالات
العامة والتى لها بعد سياسى، بالإضافة التطور العلمي، مثل ملفات الطاقة الطاقة وعلى
رأسها الطاقة النووية.


لا بد من تكاتف الجميع، علماء ومثقفين وكتابا، لدفع التنمية حتى يعود
للكتاب المرجعية الأولى والموثقة للمعلومات ومع التطور التكنولوجى الكبير، لا بد
أن يجد القارئ بالكتاب التحليل والإبداع والتوثيق المعلوماتي، والإبداع والتميز
والمواهب تلعب دورا كبيرا فى تصفية النفوس وتلك العناصر الإيجابية لا يمكن للإرهابى
وصاحب الفكر المتشدد استهدافها، لذلك على المثقفين والمبدعين والفنانين دور هام فى
التنوير خاصة أننا نتأثر كثيرا بمشهد سينمائى أو كليب أو مقطع غنائى أو فقرة فى رواية
أكثر بكثير من المناهج الدراسية، وما يغرسه الآباء فى سنوات .


أتمنى أن نكون وفقنا كلجنة تمثل الحكماء العرب فى مهمتنا، ونتمنى أن
يعيش كل طفل عربى حياة طبيعية لا تشريد لا فقر لا جهل ولا إهمال، أتمنى لوطننا
العربى الخير والرخاء .