السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صدر حديثًا.. كتاب "خمسون انحرافًا في حركات الإسلام السياسي"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ربط جماعات الإسلام السياسي المتواجدة منذ مائة عام، حضورها في المشهد بهدف "إحياء الأمة"، غير أن هذه التنظيمات تعيش على كيانات تكفيرية وأخرى تذهب في تكفيرها حتى القتل، أين المشكلة وكيف حدث ذلك؟ يجيب كتاب " انحرافات في الحركات الإسلامية" الصادر حديثًا عن دار "أمتي" للكاتب الإسلامي أحمد طه.
افتتح "طه" كتابه الواقع في 235 صفحة بـإقراره بأزمات فكرية تواجهها هذه الحركات، إذ يقول "تعاني الحركات الإسلامية من انحرافات خطيرة، لا تتكشف لنا إلا عند الاصطدام بها، فغالب هذه الانحرافات تكون مستورة خلف "السمت الإسلامي" ولكن عند المواجهة الحقيقية تبرز هذه الانحرافات؛ فتعطل مسيرة التقدم، أو مسيرة الفهم والتعلم، وتتركنا مرضى نُفرج أمراضنا وأحزاننا وحشرات، وإن التستر على الانحرافات يعتبر خيانة ومكرًا بالأمة". وحصر الكاتب "الانحرافات"، على حد تعبيره، في خمسين انحرافًا بدأهم بأزمات (التعصب، ثم الغلو، فالتناقض الفكري) التي رآهم مترابطين متراكمين. 
وفيما يخص التعصب قال إنه لا يعني الانتماء، فالتعصب يعني رفضك لكل فكرة مخالفة لتلك التي تتبناها أم الانتماء هو الاقتناع بفكرة مع قبول غيرها، معتبرًا أن التعصب يودى إلى البغي الذي هو سر التشتت الراهن للأمة. إلى جوار ذلك اعتبر أن التعصب يؤدي إلى توقف عقل أبناء الحركات الإسلامية التي ومن ثم عجزهم عن تقيم الأخطاء، ومن هنا يتم الانتقال من خطأ إلى خطأ معتمدًا على الفكر التبرير.
وتطرق إلى نقطة إنشاء الأحزاب والتيارات الإسلامية التي يعتبر التعصب والتطابق الفكري أهم روافدها، مضيفًا "... وتحمل كل أيدلوجية جزءًا من حق يُمثل كل منطقها وفكرها، ويتلقاه الأتباع على صورة "الحق المطلق" الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه... ومن هنا تنشأ "الرؤية الأحادية". وختم هذه النقطة بالظهور المنطقي للإفلاس الفكري الذي يؤدي إلى الفكر "الجبري الإتكالي" الذي ينتظر المعجزات ولا مجال لتصحيح الأخطاء.
تلى هذه النقطة بأزمة "الغلو" وهو الجنوح نحو الإفراط كأن يختصر تنظيم نفسه في التكفير وتكفير من يتوقف عن التكفير، مشيرًا إلى أن الغلو ليس في الفكر فقط بل وفي الشعور والحركة والسلوك للتأكيد للذات بأنها تابعة للفئة صاحبة الحق المطلق. وانتقل إلى أن الغلو مؤدي للتطرف الذي هو أزمة الجماعات الإسلامية الآن، إذ يقوم التنظيم على الركون لرأي واحد غالبًا يكون التكلف في الدين. وفي تعريف للمتطرف قال "المتطرف أينما حل يحدث أزمات ويزيد من الاحتقان والاختلاف وتباغض القلوب، ويحول خلاف الفروع إلى أصل الأصول، ويحول حالة الخلاف عمومًا إلى حالة معاداة وحرب".
وحذر من اعتقاد القدرة المطلقة في رموز الحركات الإسلامية الذي يتولد من الغلو لأن كل فريق يقدس قياداته، وهو ما تابعه في الفصل السادس بعنوان" الدوران في فلك الأشخاص".
وفي فصله الثالث تناول "التناقض الفكري" الذي اعتبر إنه نتيجة لكل ما سبق فيصبح عقل أبناء الحركة الإسلامية عبارة عن منحنيات غير مستقيمة "فيستسيغ العقل الجمع بين المتناقضات، والأحكام المتناقضة على نفس الشئ! فالاختلاف في الأحكام يحكمه الهوى أو القوة"، منتقلًا إلى إدمان منهج الإدانة والحكم الذي يتسم به أغلب الإسلاميين والقائم على إدانة كل من يختلف معه دفاعًا عن فكره.
ومن هنا اعتبر أن هذا المنهج يؤدي بعناصر الإسلاميين إلى قضاه ينصبون أنفسهم على حكامًا على المخالفين معهم سواء من توجهات فكرية أخرى أو الناس العاديين، وهو ما تناوله في فصله "الاستعلاء على الناس".
وفي أزمة "الطاعة العمياء" استهل الكاتب حديثه بـ"تُربي قطااعات كبيرة من الحركات الإسلامية أبنائها على الطاعة العمياء، ويختزلون مفهوم التربية في أنها "طاعة في غير معصية"، ويتم اختزال المعصية في المعاصي الظاهرة، دون المعاصي الخفية مثل: (تقديس القيادة، والتبرير لكل خطأ، وعدم المنهجية الصحيحة في التفكير، عدم وضوح خطط العمل..)، منطلقًا من ذلك إلى تأسيس ظاهرة الأتباع التي تثق في القيادة دون مراجعتها، وكلما وثق في القيادة كلما كانت الحظوظ أوفر لتولي مناصب قيادية.
وفي فصل "البرجماتية" فقال إن أغلب الحركات الإسلامية وصلت لدرجة متقدمة جدًا في التعامل وفقًا لها مما جعله يدفع نحو فصل "العمل السياسي وليس المبادئ السياسية عن الدين"، مبررًا ذلك بتلاعب الحركات الإسلامية بالدين من أجل مصالحها. ولفت إلى أن الوضع بات كارثي منذ قامت هذه الجماعات على اختصار قضايا الأمة في اهتمامات وقضايا الواحدة منه.