الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

برلمان فاقد الوعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بداية أقول مع السلامة لـ"العضو المخلوع" محمد أنور السادات، بعد إسقاط عضويته من مجلس النواب، ويا رب ما ترجع ثاني للبرلمان أنت وأمثالك الذين يرى الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس وائتلاف دعم مصر أنهم يقفون ضد الوطن، ويشكون مؤسسات الدولة لمنظمات دولية.
وإذا "فضينا سيرة" السادات.. فلا يجب أن تفوتنا عدة حقائق تتعلق بتقييم أداء المجلس فى عملية إسقاط عضوية السادات التي شابتها عدة ملاحظات وتساؤلات هي:
أولا: لماذا لم يفكر رئيس المجلس والأعضاء فى الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الإخوة المسيحيين ضحايا الإرهاب فى العريش؟ وهل كان إسقاط عضوية السادات يشغل أذهان المجلس بهذا الحد الذى يجعلهم ينسون الواجب؟
ثانيًا: أين دور المجلس فى الكارثة التى تواجه البلاد فى سيناء؟ ولماذا لم يتم تشكيل لجنة تقصى حقائق لمعرفة ماذا حدث؟ وإطلاع الشعب على الحقائق باعتبار البرلمان ممثلا للشعب، وحتى يؤكد البرلمان أنه يقف فى خندق واحد مع قضايا الوطن، والرأى العام الدولى يحترم تقارير البرلمان فى مثل هذه القضايا، وَلاَّ إسقاط عضوية السادات أهم؟
ثالثًا: لماذا لم تشكل لجنة حقوق الإنسان وفدًا لزيارة الأقباط المهجرين من العريش فى الإسماعيلية والاطلاع على دور الدولة فى القيام بواجبها فى تلبية احتياجات هذه الأسر الحزينة التى فى حاجة إلى من يحنو عليهم، ولا موضوع إسقاط عضوية السادات أهم؟
رابعًا: كيف يسقط البرلمان عضوية نائب تقدم بشكوى إلى منظمات دولية قال فيها إن البرلمان يدار من خلال أجهزة الأمن؟ أليس من الحكمة أن يفوت البرلمان الفرصة على النائب ويتركه حتى لا يُثبت الاتهام على المجلس، ولا البرلمان يريد إثبات الاتهام عليه أمام المنظمات الدولية بأنه غير محايد؟
خامسًا: كيف يُسقط البرلمان عضوية نائب وقضيته منظورة أمام النيابة؟ أليس من الحكمة انتظار رأى القضاء احترامًا للسلطات الأخرى؟
سادسًا: لماذا هاجم الدكتور على عبدالعال الصحف القومية، خاصة مؤسسة الأهرام العملاقة فى هذه الجلسة لمجرد أنها نشرت خبرًا عن طرده لنائب دافع عن السادات.. وكان واضح جدًّا أن عددًا كبيرًا من النواب حضروا الجلسة، ولم يكونوا يعلمون أنهم سيصوتون على إسقاط عضوية السادات حتى إن أحد النواب وقف في الجلسة وقال: أوافق على إسقاط الجنسية عن السادات.
وظهر بوضوح حشد "دعم مصر" لنوابه للإطاحة بـ"السادات" وتوجيهه لهم بالموافقة.
فهل ضاق صدر الدكتور على عبدالعال وأراد تكميم أفواه الإعلام؟ ولماذا غضب عبدالعال من الحديث عن ميزانية البرلمان واعتبارها أمنًا قوميًّا ولا يحترم ذلك فى الحديث عن مؤسسة عريقة مثل الأهرام أو أن رئيس البرلمان أعطى نفسه حقًّا سلبه عن غيره؟
كل هذه التساؤلات تؤكد أننا أمام مجلس يفتقد إلى حد بعيد الوعي السياسي، ويهتم بالصغائر على حساب قضايا الوطن، ويومًا بعد يوم يؤكد البرلمان أن يقف على مسافة بعيدة جدًّا عن القضايا التى تهم الوطن والمواطن.
إن أداء مجلس النواب بهذا الشكل يجعل البعض يترحم على برلمان الدكتور أحمد فتحى سرور بعدما أثبتت الأيام هو رجل ذو حنكة سياسية، ويكفى أن المواطن لم يشعر فى أداء سرور أنه يدير البرلمان لصالح الحزب الوطنى المنحل أو نظام مبارك على حساب الوطن والمواطن.