الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خلال مؤتمر "الحرية.. التنوع والتكامل".. شيخ الأزهر: سماسرة الحروب استغلوا الإسلام لتحقيق أغراضهم.. البابا تواضروس: يجب تقديم القيم الدينية في صورة مستنيرة.. مفتي لبنان: تصدع الثوابت أضر بالمواطنة

مؤتمر الحرية.. التنوع
مؤتمر "الحرية.. التنوع والتكامل"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنَّ المؤتمر يُعْقَد في ظروفٍ استثنائيةٍ وفترة قاسية تمرُّ بها المنطقة والعالَمُ كلّه في الوقت الحالي، بعد أن اندلعت نيران الحروب في منطقتنا العربية والإسلامية، دون سبب معقول أو مُبرِّر منطقي واحد يتقبله إنسان القرن الواحد والعشرين، مضيفًا: من المحزن والمؤلم، تصويرُ الدِّين في هذا المشهد البائس وكأنَّه ضِرام هذه الحروب، وزُيِّن لعقولِ الناس وأذهانهم أن الإسلام هو أداة التدمير التي انقضت بها جدران مركز التجارة العالمي، وفُجِّر به مسرح الباتاكلان ومحطات المترو، وسُحِقَت بتعاليمه أجساد الأبرياء في مدينة نيس وغيرها من مدن الغرب والشرق.
وتابع "الطيب" خلال المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل": ما نأسى له من هذه الصور الكارثية المُرعبة التي تزداد اتساعًا وقَتامًا، مع تنامي التطرُّف وتقلص الحَيِّز الصحيح في فهم حقيقة الأديان الإلهية، ومغزى رسالات الأنبياء التي تصطدم اصطدامًا مدويًا، بكل التفسيرات المغشوشة التي تتنكَّب بها طريق الأديان، بل وتُخطف بها النصوص المقدسة لتصبح في يد القِلَّة المُجرمة الخارجة عليها وكأنها بندقية للإيجار، لِمَن ينقد الثمن المطلوب من سماسرة الحروب وتُجَّار الأسلحة، ومُنظِّري فلسفات الاستعمار الجديد.

وأوضح تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنَّ مصر والمنطقة العربية كلها عانت من الفكر المتطرف والمتشدد، الذي يشكل أخطر تحديات العيش المشترك، معتبرًا أن هناك أنواعًا مختلفة من الإرهاب منها الإرهاب الديني والبدني، الإرهاب الفكري المتمثل في فرض الفكر والهجوم على ممارسات الآخرين، وهناك الإرهاب المعنوي الذي يمثل حالة التطرف الفكرية.
كما شدد على ضرورة تعزيز ثقافة احترام الآخر، مقترحًا عدة حلول لتحقيق العيش المشترك والقضاء على العنف والفكر المتطرف، منها تقديم القيم الدينية في صورة مستنيرة، وإرساء خطاب بنائي عصري مستنير، مؤكدًا أن رجال الدين عليهم مسئولية كبيرة في إرساء الخطاب العصري المستنير، وأن التنوع بين الإنسانية لا يعني الاختلاف بين الهوية الوطنية والمنهج الحضاري العصري، فالتنوع ينشئ الحوار، ويكون في دائرة من التعاون والتكامل والاستجابة لأسس وثقافة الحوار.
وطالب بالأخذ من مبادئ الأديان والقيم الإنسانية النبيلة، التي تساعد في إرساء قيم الاحترام والتنوع والعيش المشترك واحترام التعددية الدينية، مؤكدًا أهمية نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وحب الخير وحق قبول التعبير وتشجيع الحوار بصورة حضارية، وأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح المفاهيم التي يثيرها أصحاب الفكر المتطرف، والتشارك في بناثء الحضارة والوعي الإنساني، وتدعيم دور المرأة في التوعية حتى يتحقق الاستقرار ونقضي على التطرف ويسود السلام في كل دول العالم.

وقال الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، إنَّ العيش والمشترك والمواطنة يرتبطان في أي مجتمع بالحفاظ على ثوابت أساسية هي كيان الدولة والهوية وحكم القانون، مضيفًا أن هذه الثوابت باتت تتصدع في العالم العربي وانعكس ذلك سلبا على العيش المشترك والمواطنة.
ولفت إلى أن الإسلام أسس دولة المواطنة، ودعا للحفاظ على الضرورات الخمس وهي النفس والعقل والدين والعرض والنسل، داعيًا إلى إخراج الدين من أتون الصراع السياسي وتربية الأجيال على المواطنة والسلام والعيش الواحد، وأن يعمل المسلمون والمسحيون معا لمواجهة التطرف والإرهاب.
وأوضح أحمد قبلان ممثل رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان أنَّه يجب الدعوة إلى تكريم الإنسان وليس عزله وتقويته وليس إضعافه بدليل أنَّ الله قال في كتابه العزيز: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، مشيرًا إلى أنَّ فقهاء الإسلام قد اتفقوا على أنَّ فلسلفة الله تبدأ وتنتهي بالإنسان وتعود على منافعه.
وأضاف: العرب تفرقوا حين خسروا مصر فمتى تعود مصر العروبة حاضنة للعرب والمسلمين معبرًا للمصالحات العربية العربية والإسلامية الإسلامية، فكفى عداوات وحروبًا واقتتالًا ورهانات، فما يحدث يصب في مصلحة إسرائيل في المقام الأول.


وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية: يشهد العالم العربي أحداثًا باعثة على الحزن، حيث تمكنت التيارات المتطرفة من تهديد المواطنة والعيش المشترك، خاصة أنَّ الدولة المعاصرة تكون خاصة لكل مواطنيها، فيجب ألَّا يكون هناك فرق بين أقلية وأغلبية مع احترام القانون ودستور هذه الدولة فالتسامح الديني مؤسس لدولة المواطنة.
كما أكد أنَّ السلاح الأول للمتطرفين هو نشر روح المشاحنة، في ظل ابتعاد أصحاب الديانات في ثقافاتهم وأفكارهم، مشددًا على أنه مطلوب من المنابر والقيادات الدينية نشر الفكر الصحيح حتى لا نكون عرضة للأفكار المدسوسة التي تفكك نسيج المجتمعات في ظل أنَّ جماعات اليأس والظلام تمكنوا من تخويف الناس وبث بذور الفكر.