الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

السعودية تسعى لحصار النفوذ الإيراني من البوابة العراقية.. مراقبون: زيارة "الجبير" للعراق لم تكن مفاجئة.. والترتيب لها تم منذ وقت طويل.. وتحالف عربي تركي أمريكي لتطويقها

بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكى لبغداد

وزير الخارجية السعودية
وزير الخارجية السعودية عادل الجبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى العراق مؤخرا، لتطرح العديد من الملفات والقضايا الشائكة بين البلدين، تمهيدا لعودة العلاقات بينهما الى مسارها الطبيعي، إلا أنه ينبغى التأكيد أن تلك العودة مقيدة بشروط ومقايضات، يبقى على الطرف العراقى أن يكشف عن مدى استعداده وقبوله لها.
واكتسبت الزيارة أهميتها لعنصر التوقيت من جهة، ومما يجرى فى العراق على المستويين السياسى والعسكرى من جهة أخرى، وتأثير ذلك على المملكة، حيث بحث الجبير ونظيره العراقى إبراهيم الجعفري، وكذلك رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، العديد من الملفات الهامة للبلدين، على رأسها محاربة الإرهاب، لاسيما ضد تنظيم «داعش» الإرهابى الذى يخوض الجيش العراقى معه الآن معركة شرسة غرب مدينة الموصل العراقية.
حيث أعلنت السعودية وبحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي دعمها للعراق فى محاربته للإرهاب، وبحسب البيان أبدت السعودية استعدادها لدعم إعادة الاستقرار فى المناطق المحررة، كما أكد الجبير عقب لقائه بظهيره الجعفري أن الزيارة تأتى لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح، مشيرا إلى أن «المملكة تقف على مسافة واحدة من المكونات العراقية وتدعم وحدة واستقرار العراق، مؤكدا أن هناك رغبة للعمل على فتح منفذ الجميمة الحدودى، وبحث ملف تشغيل الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين، كما كشفت أوساط عراقية أن الجبير أعلن نية بلاده تعيين سفير جديد لدى العراق».
هذا هو الظاهر من الزيارة، ليقودنا إلى المخفى فيها حيث فسرت أوساط سياسية الزيارة، أنها تأتى فى إطار عقد تحالف عربى أمريكى تركى لتطويق النفوذ الإيرانى فى المنطقة وسحب البساط من تحت قدميها فى المشهد العراقي، حيث تريد السعودية إعادة العراق إلى الصف العربي، وأن يخرج تدريجيا من عباءة الهيمنة الإيرانية على القرار العراقي، وهو نفس التوجه الذى تسعى إليه الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يضغط على «العبادي» للنأى بنفسه عن الاستمرار فى التحالف مع إيران، الأمر الذى وضع «العبادي» فى موقف صعب وحرج، فلا هو يستطيع الاستغناء عن أمريكا التى تساعده فى حربه على الإرهاب والتخلص من «داعش» ولا هو قادر على فك الارتباط بإيران ومواجهة الطوائف المذهبية والسياسية العراقية الموالية لإيران.
ما يدعم الرؤية السابقة هو أن زيارة الجبير تزامنت مع حراك أمريكى نشط فى العراق، وفى أعقاب زيارة وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس لبغداد، واتصال هاتفى بين وزير الخارجية الأمريكية ورئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الأمر الذى يؤكد خطوط التماس فى التوجه والرؤى بين السياستين الأمريكية والسعودية تجاه العراق وارتباطه بإيران، حيث بحث الجبير كما قالت أوساط عراقية خلال زيارته مع القادة العراقيين مستقبل البيت السنى فى العراق فى ظل تصاعد النفوذ الإيراني، 
وبحسب رؤيته فقد اعتبر إحسان الشمري، المستشار السياسى فى مكتب حيدر العبادي، أن السعودية تعود للعراق بثقلها العربى مشيرا إلى أن المنطقة تمضى نحو التسوية والسعودية تجد فى العراق طرفا مهما ويحظى بثقة الجميع.
من جانبه اعتبر المحلل السياسى العراقى على الأوسى أن زيارة الجبير تمثل تطورا جديدا فى الدبلوماسية السعودية لمقاربة الحالة العراقية ميدانيا، موضحا أن هذه المقاربة لا تنفصل عن سياسة أمريكية جديدة فى المنطقة، مبنية على مكافحة ما تسميه بتمدد النفوذ الإيرانى فى العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وعن توقيت الزيارة وما اعتبره البعض أنها جاءت بشكل مفاجئ ولم يعلن عنها مسبقا، فقد كشفت أوساط عراقية، أن الزيارة لم تكن مفاجئة وقد تم الترتيب لها منذ وقت طويل، ولكنها تأجلت بسبب التوتر فى العلاقات بسبب بعض التصريحات المتبادلة بين البلدين، أو بسبب بعض الحوادث الإرهابية فى العراق، وأكدت تلك الأوساط أن واشنطن لعبت دورا كبيرا فى ترطيب العلاقات بين الرياض وبغداد حتى تمت زيارة «الجبير» التى يمكن وصفها بالتاريخية؛ نظرا للقطيعة بين البلدين والتوتر فى العلاقات بعد الغزو العراقى للكويت فى صيف ١٩٩٠ وما تبعه من أحداث وحروب فى المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أنه فى حال تعيين سفير جديد للسعودية لدى العراق، فسيكون السفير الثانى للمملكة بعد انقطاع استمر لـ ٢٥ عاما بين الرياض وبغداد، حيث عينت السعودية السفير ثامر السبهان سفيرا لها لدى العراق فى ديسمبر ٢٠١٥ واستدعته على خلفية تصريحات انتقد فيها «الحشد الشعبي».