الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

فتنة "الهلال الشيعي" بين "الثوري الإيراني" وحزب الله في سوريا

حزب الله
حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصاعدت حدة الخلاف بين عناصر حزب الله وإيران، على خلفية التدخلات الكبيرة من جانب قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" للتدخل في الشئون الخاصة بتحركات حزب الله في سوريا، ووصل حد الصراع بينهما إلى عدد من التصريحات التي بدأها حزب الله لانتقاد إدارة نظام الأسد لتكبيده خسائر في الحرب بسوريا، وأكد التقرير الذى أصدره معهد واشنطن للدراسات، وأعدته الباحثة اللبنانية حنين غدار أن الصراع بين الطرفين بات أكثر إشكالية من أن يناقش علنا، لأن حزب الله يمثل حتى الآن لإيران أكثر الميلشيات كفاءة.
ويكشف التقرير عن نوايا إيران التوسعية الحقيقية، والتي أكدت الباحثة أنها صارت غطرسة فارسية في التعامل مع الشيعة العرب، لم يألفها مقاتلو حزب الله، ويرجع سبب الصراع بينهم وبين إيران، إلى تدخل قائد فيلق القدس في التفاصيل الإدارية لعمليات حزب الله العسكرية، بالإضافة إلى النظرة العنصرية التي بات يتعامل بها" سليماني"، والتي تعتمد في أولويتها على حماية الإيرانيين أولا، ولو أدى ذلك إلى التضحية بمقاتلي حزب الله وجميع الشيعة غير الإيرانيين.
ويستند معهد واشنطن إلى هذا التصور طبقا لشهادات عدد من عناصر حزب الله اللذين رفضوا القتال تحت إمرة الإيرانيين، وأضاف التقرير: "أحد المقاتلين علق على هذا الموضوع قائلا: "أشعر أحيانا أنني أقاتل إلى جانب غرباء لن يكترثوا إذا متّ.. علينا أن نسأل أنفسنا لم تعذّر علينا تحقيق أي هدف في سوريا، على الرغم من أننا نمتلك أسلحة متطورة، في حين تمكن من سبقنا من مقاتلي حزب الله من تحقيق الكثير باستعمالهم كمية أكبر من الأسلحة التقليدية. نحن نقاتل في المكان الخاطئ".
إلا أن معهد "واشنطن"، أوضح بأن سليماني لم يكن متسامحا بتاتا مع حزب الله، وقطع الرواتب عن عناصره ثلاثة شهور، بعد توقف الحزب عن إرسال الجنود إلى حلب، وبحسب التقرير، فإن حزب الله رضخ لمطالب سليماني، إلا أن غالبية عناصره يكرهونه، "وأصبح العديد من المقاتلين المخضرمين يعتقدون أن مفهوم وحدة الهوية الشيعية هو خيال.
قضية أخرى ركز عليها التقرير، وهي الأسباب الحقيقية لقتال حزب الله في سوريا، قائلا إن "العديد من المقاتلين معظم معاركهم كانت تستهدف دعم نظام الأسد، وليس محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وتابع التقرير: "يعتقد الكثير من المقاتلين أنهم يدفعون جميع التكاليف، بينما يجني الإيرانيون الثمار ونتيجة لذلك، تنسحب أعداد كبيرة من المقاتلين المخضرمين من صفوف حزب الله، مما يفسح المجال أمام انضمام مجموعة جديدة ومختلفة من المقاتلين الشباب، وختم التقرير بالحديث عن احتمالية تضحية يقدمها حزب الله، مقابل إعادة كسب الدعم الشعبي، مضيفا: "بالتالي فستتحقق مصالح الولايات المتحدة بشكل أفضل، إذا تضمنت خطواتها المستقبلية ضد "حزب الله" خطة للاستفادة من الانشقاقات والتناقضات داخل المجتمع الشيعي، "وإلا فسيلجأ حزب الله من دون شك إلى استخدام أي مواجهة لكي يعيد الشيعة إلى قاعدتهم الطائفية". 
في السياق ذاته أكد الباحث في الشئون الإيرانية هشام عبد الفتاح أن الخلافات بين حزب الله وإيران لا يمكن ان تصل إلى مواجهة علنية تحت أي ظرف، مؤكدا في تصريحات خاصة لـ" البوابة" أن الخلافات بينهم ستظل وقتيه، لأن حزب الله يمثل ركيزة أساسية من أدوات إيران في المنطقة للحرب في سوريا، والتضحية به ستمثل خسارة كبيرة، لن تقدم إيران عليها أبدا.
وأضاف" عبدالفتاح" أن السياسة الإيرانية لا يمكن أن تضحى بحزب الله في الوقت الحالي، لأنها قدمت له دعما كبيرا عسكريا لوجستيا.
وأشار" عبدالفتاح" أن تصريحات محتقنة من قبل عناصر حزب الله تجاه قائد فيلق القدس، يظل مستترا، ولن يتورط إلى التصريح بها بدون موافقة قيادات حزب الله، لأن ما يهمهم هو الدفاع عن مشروع" الهلال الشيعي" في الشرق الأوسط، الذى يمثل قاعدة ثابتة عند كلا من إيران وحزب الله،حتى لو تكبد الأخير خسائر مادية مقابل الدفاع عن هذا المشروع، ولذا سيفرض على عناصر حزب الله الغاضبة دائما حظر الإعلان عن ذلك من قبل القادة، حتى لا يتم انتقاد عقيدته التي يدافع عنها، ولن يمتد الخلاف خارج الغرف المغلقة.