الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر الفقيرة تعوم على بحر من الذهب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم نحن فقراء كما يقول حكامنا لأننا لم ندافع عن حقنا فى ثروات الوطن وتركناها نهبا لكل الهباشين والنهابين هؤلاء من ارتشفوا رحيق الوطن حتى الثمالة ولا يكتفون.
نعم نحن فقراء لأننا تركنا آليات الرأسمالية فى أبشع صورتها تفرم وتهدد مستقبل الأبناء والأحفاد.
نعم نحن فقراء لكننا نستطيع دفع مرتبات ومكافآت هؤلاء العالة علينا.. من الوزير إلى الغفير.
نعم نحن فقراء حتى نتحمل تكلفة مجلس أونطة يقوده من جاء من بلاط السلطان.
نحن فقراء حتى نرى موظفا صغيرا بمرتب رئيس وزراء وآخره باشكاتب.
نعم نحن فقراء لكن انظر معنا ولو مرة واحدة إلى تلك الثروة التى تحت أقدامك وتتركها نهبا لمن لم يقدموا شيئا للوطن سوى كلمات من عينة «بحبك يامصر».
فى مثل هذا الشهر من خمس سنوات كانت نوبة صراحة انتابت «كاثرين آشتون» المفوضة العليا للاتحاد الأوروبى، والتى صرحت لجميع وسائل الإعلام العالمية بأن مصر لديها ثروات تكفى لمساعدة ربع الدول الأوروبية، وأن ما تمت سرقته وإهداره من أموال وأرصدة مصر الطبيعية خلال الـ١٥ عاما الأخيرة من نظام مبارك يبلغ ٥ تريليونات دولار أمريكى وهو مبلغ يكفى لتحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة ويكفى لظهور ٩٠ مليون مليونير كبير فى مصر!
وأضافت آشتون حسبما جاء فى جريدة «روزاليوسف» وقتها: «أنا حزينة على مصر وشعبكم فلقد تعرضتم فى مصر لما هو يفوق الخيال فى الاحتيال والسرقات وتجريف الثروات المادية والطبيعية والافتراضية لو صح التعبير حتى إن «الفايكنج» وهم أشرس الغزاة الذين شهدهم التاريخ البشرى فى أوروبا ما كانوا سيتمكنون من سرقة مواردكم مثلما فعل بكم نظام مبارك».
وفى مفاجأة اعتراضية قالت: أوروبا كلها تحترم عبد الناصر لأنه كان خصما شريفا تولى رئاسة مصر فى أحلك ساعات التاريخ المصرى ولو عاش عبدالناصر لكانت مصر دولة عظمى أكبر من روسيا فى الشرق الأوسط.
وبعيدا عن الجملة الاعتراضية عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وبعيدا حتى عن الأموال المنهوبة خلال عصر مبارك تأكد صدق كلمات آشتون من خلال موارد أخرى لايمكن معها أن تكون مصر بلد فقيرة ولكن من يديرونها هم الفقراء فى كفاءتهم وخيالهم ولمؤاخذة فى قواهم العقلية ولنتابع:
■ وزارة البترول تعلن أن مصر تمتلك ١٢٠ تريليون قدم مكعب احتياطى من الغاز الطبيعى فى سواحلها على البحر الأبيض المتوسط.
■ ومن قبلها أعلنت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن حقل «ظُهر» ينقذ مصر و يضعها فى مقدمة الدول الكبرى وأن مصر ستصبح المصدرة الأولى للغاز لأوروبا.
ونشرت وكالة بلومبيرج الأمريكية، تقريرًا عن النفع الذى يمكن أن يؤتى من حقول الغاز المكتشفة فى منطقة البحر المتوسط على دول أوروبا التى تعانى من نقصان فى الوقود.
وتابع التقرير أن منطقة اكتشافات الغاز فى البحر المتوسط بدءا من قبرص ولبنان ومصر تحتوى على كمية كبيرة جدا قدرت بأكثر من ٣٤٠ تريليون قدم مكعب وهى كمية تتخطى الاحتياطات الأمريكية، وفقا لهيئة المسح الجيولوجى الأمريكية.
وقالت الوكالة: إن هذه الاكتشافات تعد سوقا مثاليا للتجارة الأوروبية الغنية التى تشعر بالإحباط من عدم الاستغناء عن الغاز الروسى، وهذا ما يتطلب أن يكون هناك تعاون بين دول تعانى نزاعا تاريخيا على مدى التاريخ.
وقالت الوكالة إن شركة بى بى البريطانية وما لها من تاريخ عمل فى مصر بلغ نحو ٥٠ عاما قد اشترت ١٠٪ من حصة إينى الإيطالية فى نوفمبر الماضى، مشيرة إلى أن الاكتشاف يعتبر منقذا للاقتصاد المصرى الذى يعانى من نقص فى العملة الأجنبية.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذى لشركة إينى كلويدو ديسكالزى إن مصر باعتبارها مركزا إستراتيجيا لمنطقة الاكتشافات يمكن أن يساهم فى وجود حل لأمن الطاقة للأوروبيين. 
■ ومن قبلها صرح رئيس هيئة الثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول عمر طعيمة، بأن هيئة الثروة المعدنية هى المصدرة للتعدين فى الشرق الأوسط، وأشار إلى الخرائط التى عثر عليها منذ أكثر من سبعة آلاف عام أثناء حكم الفراعنة، ومنها خرائط خاصة بمنجم الفواخير، تؤكد أنه يوجد فى مصر نحو ما يقرب من ٢٢٠ موقعا خاصا بالذهب، كما أنه تم استخراج الذهب من حوالى ١٢٠ منجما خلال العام الماضى.
وأوضح طعيمة خلال ندوة قام بتنظيمها مجلس الأعمال المصرى الكندى بالتعاون مع المجلس المصرى للتنمية المستدامة تحت عنوان «اتفاقيات الذهب فى مصر»، أن مصر قد وضعت على خريطة الذهب العالمية بفضل وجود منجم السكرى بها، بالإضافة إلى وجود المناجم التى تقع بين النيل والبحر الأحمر تعد من عوامل الجاذبة لصناعة التعدين، كما أن توافر البنية التحتية التى تكونت من الموانئ بالبحر الأحمر والمطارات وشبكة الطرق جميعها تخدم تلك المنطقة، وأضاف طعيمة أن مصر بطبيعتها المميزة بوجود الصحراء بها تسمى «كتابا جيولوجيا مفتوحا » قائلا:
«أنت تسير فى الصحراء ترى فوهات المناجم القديمة، وهو ما يقلل من تكاليف استخراج الأوقية ويجعلها من أرخص التكاليف على مستوى العالم».
■ وفى تقرير نشرته عديد من المواقع الصحفية كانت العناوين: ٥٥ تريليون دولار ثروة مهدرة تجعل مصر من أغنى دول العالم.
يقول التقرير إن «منجم السكري» هو ذلك الكنز المنهوب والمسكوت عنه من قبل المسئولين رغم ما يملكه من خزائن بمقدورها حل أزمة مصر وخروجها من شرنقة الديون والاقتراض من البنك الدولي، حال ما تم التعامل بجدية مع هذا الملف.
يقدر طول جبل السكرى بنحو ٥٠٠ متر، أما الحفر فيصل لعمق ١٨٠ مترا، بدأ إنتاج الجبل من الذهب بعد عقد بين إحدى الشركات الأسترالية ووزارة البترول.
أقل راتب لأى أجنبى يعمل بالشركة يتجاوز عشرات الآلاف من الدولارات إضافة إلى الحوافز والأرباح، فضلا عن السماح بدخول الأجانب لكل مناطق المنجم بينما الأمر محظور على العاملين المصريين المحددة خطواتهم بمناطق معينة لا يتعدونها وهو ما أثار الشك بين العاملين، حسب ما قاله بعض العاملين بالشركة.
ويضيف التقرير أن خيرات المنجم لم تسخر لأبناء الشعب المصرى حيث نال النصيب الأكبر منها أكابر الدولة وصفوتها من المسئولين وهو ما حدث فى السابق حيث ذكرت التحقيقات أن الوزير سامح فهمى وزير البترول السابق قد أهدى الرئيس المخلوع أول سبيكة ذهب من إنتاج المنجم قدر وزنها بـ٥ كيلو جرامات من الذهب الخالص ولا يعلم أحد مصيرها حتى اليوم.
ويعد ذهب منجم السكرى من أجود أنواع الذهب على مستوى العالم حيث تتراوح درجة النقاء به من «٩٠ -٩٧» فى المائة وهو ما يعادل عيار٣٢ بـلغة الذهب.
منجم ذهب جبل السكرى هو أكبر منجم ذهب مكشوف على مستوى العالم، حيث لا يحتاج الوصول للمعدن سوى طحن الصخور واستخراج الذهب منها والصخور موجودة على سطح الأرض مباشرة، حسب خبراء التعدين.
الكنز لم يتوقف على الحفر والطحن فقط، حيث أكد الخبراء المختصون أن هناك كتلة من الذهب الخالص تقبع أسفل الجبل يقدر وزنها بمليون طن ذهب، ويبلغ ثمنها بنحو ٥٥ تريليون دولار، ورغم هذا وذلك فالجبل مهمل وينهب فى صمت.
و كان، رئيس قرية البضائع بميناء القاهرة الجوي، قد صرح لواضعى التقرير بأن الذهب المستخلص من المنجم يسافر بكميات هائلة يوميا بحجة أخذ الدمغة العالمية فى كندا ولا يعود إلى مصر مرة أخرى، وهو ما ينذر بشبهة فساد تستوجب التحقيق.
■ لم تبق إلا المفاجأة المدوية والتى تقول إن إيرادات إنتاج منجم ذهب السكرى تفوق إيرادات قناة السويس والسياحة والبترول مجتمعين، وهو ما يشير إلى أن مصر من أغنى دول العالم وأنها تزخر بثروات لا تعد ولا تحصى ولكن يبقي السؤال الأهم: أين تذهب تلك الثروات؟ والتى يقدر تقرير آخر حجم الإيرادات اليومية لمناجم الذهب فى عموم مصر بـمليار دولار يوميا! أى ما يوازى ٦ مليارات جنيه يوميا أى ما يوازى ٢ ترليون و١٩٠ مليار جنيه فى السنة.
ويظل السؤال الصعب هل نحن فقراء أم أنتم يامن تديرون شئون بلاد تعوم على بحر من الذهب مع استبعاد الثروة البشرية المهدرة والتى لا تقدر بثمن وهو ما يحتاج إلى أكثر من مقال.