لم يكن يعلم السلطان قايتباى منذ ٥٤٠ عامًا، أن القلعة التى شيدها لحماية مصر من الأعداء، ستكون سجنا لمن بداخلها، فداخل هذا العالم الذى يملؤه الصخب، يشكو عمال خدمات القلعة من أحوالهم المعيشية الصعبة، وتدنى رواتبهم بصورة كبيرة. وتقول إحدى عاملات الخدمات بالقلعة، والتى طلبت عدم ذكر اسمها خوفًا من المساءلة: «١٣ جنيه يومية يعملوا إيه؟.. مش عارفة أعمل إيه، وأجيب لعيالى أكل منين؟.. البطاطس بقت بـ ٦ جنيه، وكل حاجة غالية»، مضيفة: «قالوا هيزودونا ومفيش فايدة.. مفيش تثبيت وكل سنة بيجددوا العقد، واللى ميسمعش الكلام مطرود».
وتابعت زميلتها: «كل يوم بنزل من البيت ٦ الصبح عشان أكون فى القلعة ٨ وأمشى منها ٤ العصر، وبركب مواصلات كتير أوي، بس فيه ناس كويسة ساعات بتحن علينا وتدينا حسنة»، واستكملت: «حتى لما عملوا فى القلعة أفراح برضه أخدوا الناس اللى على مزاجهم والغلابة لا».
من جهته، قال مصدر مسئول فى هيئة الآثار لـ«البوابة»: «إدارة المشتريات بالوزارة شكلت لجنة لتقديم خدمات القلعة، والشركة التى قدمت عرضا مناسبا هى من اختارت العمال لديها، وحددت رواتبهم، ولا دخل لنا بهذا الشأن».
