الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ندوة "دور الأزهر والفاتيكان في مواجهة التعصب والعنف".. و"شومان" لـ"وفد الفاتيكان": الكيل بمكيالين يولد التطرف ويصنع الإرهاب.. ووكيل الأزهر: الكثير من جرائم العنف تُرتَكَب باسم الأديان

 الدكتور عباس شومان،
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن هناك عوامل كثيرة لانتشار ظاهرة العنف والتطرف؛ فكرية، تعليمية، اقتصادية، اجتماعية وسياسية، أسهمت فى خلق بيئة خصبة، لجماعات التطرف والإرهاب، التى يعانى العالم من شرورها اليوم، ومن ذلك فإن فهمهم السقيم لنصوص الأديان والرسالات؛ جعلهم يجتزئون النصوص، ويؤولونها بما يوافق أغراضهم الخبيثة، التى لا يقرها دين صحيح، ولا يقبلها عقل سليم.
وأكد «شومان»، خلال كلمته التى ألقاها فى ندوة «دور الأزهر والفاتيكان فى مواجهة التعصب والعنف»، والتى عُقِدَت بمشيخة الأزهر، وحضرها وفد رفيع المستوى من الفاتيكان أمس، أن الكثير من جرائم العنف والتطرف ترتكب باسم الأديان، وهو الأمر الذى استغلته بعض الأبواق والمؤسسات الإعلامية أسوأ استغلال، وشوَّه به بعض المنتفعين صورة الإسلام، فقدموه للعالم بحسبانه دينًا همجيًا، متعطشًا لسفك الدماء، وقتل الأبرياء.
وأضاف: «ناسين أو متناسين ما يُرتكب من جرائم كراهية وعنصرية ضد المسلمين، فى حين أنَّهم أولى بتسليط الضوء عليهم على أنهم ضحايا؛ إذ إن ما يُرتكب بحقهم من جرائم يندى لها الجبين، لمجرد الهُوية الإسلامية، هو ما يعطى للمتطرفين الفرصة لجذب مزيد من المؤيدين بحجة اضطهاد المسلمين.
وتابع وكيل الأزهر، أن العالم اليوم أمام تحدياتٍ جِسام، توجب على الجميع أن يُعلو من ثقافة الحوار البنَّاء، من أجل حماية الشباب، وإبعادهم عن الانضمام لتلك الحركات، التى تدمر الفكر قبل العمران، خاصة فى ظل ما يعيشه العالم اليوم من اضطراب وحروب مشتعلة؛ بسبب انتشار موجات الغلو والتطرف، وأحداث العنف التى ألقت بظلالها على كثير من الدول، خاصة فى المنطقة العربية والإسلامية، التى يكاد ينعدم فيها الأمن، ويتلاشى الاستقرار؛ وينتشر فيها القتل والتدمير والخراب، بوحشية لم يعرفها التاريخ من قبل.
وطالب مَن يملكون القوة أن يمتلكوا الإرادة لإنقاذ العالم من الدمار والخراب والفقر والجهل والمرض، وأن يتحملوا مسئولياتهم تجاه ذلك، وأن يتوقفوا عن فرض الوصاية على غيرهم بالقوة، وأن تتوقف سياسة الكيل بمكيالين، وانتهاج التمييز المقيت فى التعامل مع الآخر، تلك المعاملة التى تولد الضغائن والأحقاد، والشعور بالقهر والكراهية.
الأمر الذى يغذى شهوة الانتقام، فضلًا عن أن أحلام التوسع وبسط النفوذ الدينى أو العرقى أو الطائفي، ولو كان بإشعال الحروب وإحداث الفتن، لن تحقق غايةَ صانعيها، ولن تخلِّف إلا مزيدًا من الدمار الإنسانى والتراجع الحضاري.
وأوضح «شومان»، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يجوب دول العالم لإقناع السياسيين وصناع القرار العالمي، بتبنى ثقافة الحوار الجاد، لنزع فتيل الأزمات، وحل المشكلات العالقة والناشئة، بديلًا عن استخدام القوة المسلحة التى تؤجج الصراعات.
وخاطب وكيل الأزهر، الحضور قائلا: «لعلكم تتابعون ما يقوم به الأزهر، من جهودٍ حثيثة، على المستويات كافة، لنشر الفكر الوسطى المعتدل، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والحد من الفقر والجهل، اللذين يمثلان عاملًا مهما من عوامل استقطاب الشباب، للانخراط ضمن جماعات التطرف والغلو».