الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

يوسف زيدان.. كاتب يحترف إثارة الجدل

 الكاتب الدكتور يوسف
الكاتب الدكتور يوسف زيدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ أن ذاع صيت الكاتب الدكتور يوسف زيدان قبل أعوام من اندلاع ثورة يناير، وبالتحديد عندما فازت روايته عزازيل بجائزة البوكر، التصق اسمه بإثارة الجدل، ربما لم يكن مثيرا لهذا الحد بل إن المنطقة الفكرية التي تشغل باله قد تكون شائكة بعض الشيء، فهو متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه سواء في الأدب أو اللاهوت أو التاريخ.
ورغم أن أعماله الروائية هي السبب في هذه الشهرة الواسعة، فلم تمر الأيام حتى تتولى مؤسسة صحفية نشر موضوع يفرض اسمه مجددا على الساحة الإعلامية، كان آخرها ما نشره موقع العربية للمفكر المصري علاء حمودة كشف بالأدلة عن سرقات أدبية لزيدان تخص رواياته عزازيل وجوانتانمو وظل الأفعى. 
وتستعرض "البوابة نيوز" أبرز المواقف المثيرة للجدل التي أُقحم زيدان فيها لتتبين ما إن كانت تستحق كل هذه الإثارة بالفعل أم لا.


"سكان الجزيرة العربية كانوا سراق إبل"
كان أبرز ما أثاره زيدان من جدل، اعتباره أن شبه الجزيرة العربية لم تنتج الحضارة في سياق رده على أسئلة الحضور في ندوة بمدينة طنجة المغربية.

وتحدى زيدان أن يكون هناك عالم لغة عربية واحد في الجزيرة العربية، حيث قال إن سكان شبه الجزيرة لم يكونوا عربا عرقيا، بل إن العرب كانوا ساكنين في اليمن، وعند انهيار السد انتشروا في الأرض، بعضهم ذهب إلى الشمال لكنهم لم يتوجهوا إلى الوسط وحتى ظهور الإسلام كان ينظر إلى قلب الجزيرة العربية باعتبارهم سراق إبل، فالمنطقة لم تعرف الحضارة أبدا، الأمر الذي أعكس ردود فعل سعودية غاضبة للغاية اتهمت زيدان بالغرور والحذلقة. 

"إنكاره نسب حديث خير أجناد الأرض"
وأثار زيدان الجدل مؤخرا وقبل حادثة اتهامه بالسرقة بعدة تدوينات له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث قال فيها إن مصر لم يكن بها جيش وقت وفاة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- جاء هذا الكلام ردا على كلمات للداعية اليمني الحبيب علي الجفري في الندوة التثقيفية الـ24 للقوات المسلحة، التي أشاد فيها بجيش مصر قديمًا وحديثًا وقبل انتشار الإسلام، والذي نفاه زيدان حيث أكد أن الكلام الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، عن مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- لجيش مصر خطأ.
وأشار زيدان إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفى ولم يكن لمصر جيش أصلًا، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني، وكلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين، وإنما يستعملهم كعبيد لجنوده وخدّامين لقواده، وخلال مئات السنين لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري.


"سيجارة المغرب"
كانت لزيدان معركة مع الروائي والشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان في نهاية العام 2016 خلال ندوة له بإحدى الفعاليات الثقافية في المغرب، فقد غادر زيدان، ندوته بمهرجان "تويزا" للثقافة الأمازيغية بمدينة طنجة المغربية، بعد أن طالبه عدنان والذي كان يدير الندوة، بالتوقف عن "تدخين سيجارة"، ما أثار حالة من الجدل بين الحضور، وحين تناول مدير الندوة، الميكروفون، في أثناء حديث زيدان وتدخينه، قائلا: "التدخين ممنوع"، رد زيدان: "هل التدخين حرام أم لا؟"، وذلك قبل أن يغادر الندوة ضاحكًا وسط تفاعل الجمهور.



"إنكاره لقصة الإسراء والمعراج"
في عام 2015 أثارت تصريحات زيدان عن حادثة الإسراء والمعراج ومدينة القدس غضب رواد "فيس بوك" وأساتذة الأزهر، حيث أظهر خلال مشاركته في أحد البرامج، إنكاره لحادثة المعراج الذي حدث للرسول من بيت المقدس؛ إذ زعم أن المسجد الأقصى الموجود في مدينة القدس المحتلة، ليس هو المسجد الأقصى ذو القدسية الدينية الذي ذُكر في القرآن الكريم، والذي أسرى الرسول إليه، وأن ذلك مجرد خرافات.

وأشار إلى أن المسجد الأقصى في الجعرانة على طريق مدينة الطائف في السعودية، ما دفع آخرين للردّ عليه من العلماء المسلمين وغيرهم، حيث ردّ عليه أحدهم ردا أكد فيه أن ما ذكره يوسف زيدان عن مكان المسجد الأقصى ما هو إلا تكرار لما قاله المستشرقون اليهود وغيرهم، فهو لم يأت بجديدٍ وإنما هو تقليدٌ أعمى لمقولات المستشرقين.

"يوسف زيدان كاتب مثير للسخرية"
لم تكن كل مواقف يوسف المشهورة والبارزة مثيرة للجدل، بل هناك مواقف مسيرة للسخرية أصلا معظمها على الفيس بوك، من بينها عبارة "الأفق المتوج بالذهب الأزرق اللانهائي"، ففي أحد نشاطاته على الفيس بوك نشر زيدان تعليق أحد متابعيه على صفحته، حين سأله "كيف تجد الوقت لهذا الكم الهائل من الإنتاج الأدبي"، فرد زيدان "لا أتوقف عن العمل ليلا أو نهارا، ولا أشغل نفسي بالتوافه" ليرد المتابع: "الكتابة مرهقة أم أنك تجد فيها المتعة، أم أنك تشعر دائما بالمسئولية تجاه الناس"، ليرد زيدان ردا أثار الكثير من التعليقات الساخرة، قائلا: "أجد فيها الأفق المتوج بالذهب الأزرق اللانهائي"، وهو التعليق الذي أثار موجة سخرية كبيرة على "فيس بوك"، نظرا لغرابة شيوع الصورة التي استخدمها زيدان.
أما موضوع المدن القديمة، فقد كتب زيدان ذات مرة على حسابه على "فيس بوك" مودعا جماهيره قبل النوم: "سأقومُ الآن لأنام، كالمدن القديمة"، بينما كتب في مرة أخرى "لا تنسوا سؤال مسابقة هذا الأسبوع.. وسأترككم الآن إلى حين، لأنام كالمدن القديمة، وأثار ذلك التعبير، الذي استخدمه المفكر في أكثر من مناسبة، الكثير من السخرية، حيث دأب مستخدمو "فيس بوك" على استخدام تلك العبارة على سبيل الكوميديا، بالإضافة إلى عبارات أخرى شبيهة، وهو ما يجعل استعارة تعبيرات زيدان وسيلة للمزاح.


فيما يأتي موقف "المزدكية والشيفروليكية" ليكون أكثرهم كوميديا حيث كتب زيدان، سؤالا لجمهوره، حول سبب اندثار "المزدكية"، ليرد أحد متابعيه "ممكن لانتشار الشيفرولكية"، في إشارة إلى علامتي السيارتين الشهيرتين "شيفروليه" و"مازدا".
وعادة ما يهتم زيدان، بالرد على كثير من أسئلة ونقاشات متابعيه، بما فيها التعليقات التي تحتوي على هجوم شخصي على زيدان، وحين هاجمته إحدى المتابعات على واقعة تدخين السجائر في ندوة المغرب، أنهت تعليقها بجملة "إن حظرتني فلك أجر"، ليرد زيدان ساخرا: إن حظرتك فلي أجرٌ، وإن صبرت عليك وأبقيتك، فلي أجران.
ومن المواقف أيضا حجاب التونسيات، حين سألت إحدى متابعات زيدان: "ما الشيء الذي يميز تونس أكثر من مصر يا دكتور؟"، رد قائلا: "معظم السيدات غير محجبات".
ومن هذا العرض يتضح أن أغلب المواقف المثيرة للجدل التي تعرض لها زيدان كانت تدور أغلبها في موضوع التراث وأموره، وهي الأمور التي تعد مسلمات غالبا ويتم هجوم أي باحث في هذ المجال أو أي كاتب حاول تقديم نظرة مغايرة وكان من بين هؤلاء طه حسين وفرج فودة وسلامة موسى ونصر حامد أبو زيد، أما موضوع السرقات الأدبية فله علاقة أيضا بالتراث لأن رواياته اندرجت قصصها على بعض المواقف من التراث مثل قصة العالمة المصرية هيباتيا ما يشير إلى أن التكرار وارد.