الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"القاعدة" يدعو لاستهداف الأمريكان ثأرًا لـ"عمر عبدالرحمن"

عمر عبدالرحمن
عمر عبدالرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيم يرتد إلى فتوى قديمة لـ«بن لادن» ومحللون يرجحون نشاط الخلايا الموجودة بأمريكا

قرر تنظيم «القاعدة» الإرهابى تلبية الوصية المنسوبة للزعيم الروحى للجماعة الإسلامية عمر عبدالرحمن، الذى توفى عصر السبت الماضي، بأحد السجون الأمريكية، ودعا فيها للثأر لدمه، باستهداف مواطنى الولايات المتحدة، استنادا إلى فتوى قديمة لمؤسس التنظيم أسامة بن لادن تعود إلى عام ٢٠٠١، فيما رجح محللون أن تنشط خلايا التنظيم الموجودة بأمريكا فى الفترة المقبلة.
وطالب التنظيم الذى يعتبر «عبدالرحمن» أحد منظريه، فى بيان منسوب له وصدر مساء أمس الأول الاثنين، «أبناء الإسلام وفوارسه الكرام، الذين إن لم يوفقوا فى تخليص الشيخ من سجنه، أن يجتهدوا فى تحقيق وتنفيذ وصيته، وليرفعوا من دمه منارا يوحى للأجيال كيف تثأر للشيخ أشد الثأر وأعنفه ظالميه وساجنيه». 
وتعتبر دعوة «القاعدة» إلى استهداف الأمريكان هذه المرة عودة للفتوى التى أطلقها زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن نهاية التسعينيات واستقر فيها على أن أمريكا هى العدو الأول للتنظيم والأمة الإسلامية وعلى ذلك تم تنفيذ سلسلة عمليات ضد مؤسسات أمريكية أشهرها كانت عملية ١١ سبتمبر.
يشار إلى أن «القاعدة» كان قد تخلى فى الفترة الأخيرة عن تنفيذ عمليات ذات فاعلية ضد أمريكا إما لتحجيم التنظيم وتقلص قوته، أو لمراجعات فكرية توصلت فيها الحركة إلى أن أمريكا لن تسقط بعملية أو عشرة.
واتفقت دعوات القاعدة مع رؤية المحلل الأمريكى فى شئون الأمن القومي، بيتر بيرجن، الذى نشر مقالة على شبكة «سى إن إن» قال فيها إن زعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهرى سيدعو إلى تنفيذ عليات ضد أمريكا؛ انتقامًا لـ«عبدالرحمن».
وبرر ذلك بالقيمة التى يحظى بها عمر عبدالرحمن لدى تنظيم «القاعدة»، إذ قال إنه كان يتبنى وجهات نظر التنظيم، فى وقت كان يعاني «القاعدة» من فقر فى المنظرين؛ لذا اعتمد «القاعدة» عليه كونه حاملا لشهادة فى الفقه من جامعة الأزهر، علاوة على ممارسته لدور المرشد الروحى لاثنتين من الحركات الجهادية المصرية التى باتت عناصرهما فى وقت لاحق ضمن الصف الأول من قادة تنظيم القاعدة.
وعلى هذا حاول التنظيم خلال السنوات الماضية التأكيد على أهمية «عبدالرحمن»، ففى تسجيل فيديو يمتد لساعتين عرضه التنظيم عام ٢٠٠١ قال «بن لادن»: «الشيخ رهينة فى سجن أمريكى وقد سمعنا أنه مريض وأن الأمريكيين يعاملونه بشكل سيئ». وفى تسجيل آخر تعهد بن لادن ببذل قصارى جهده من أجل «تحرير الشيخ». 
ويضاف إلى ذلك الفتاوى التى أصدرها «عبدالرحمن» من داخل محبسه وقبل سجنه، إذ دعا فيها لتدمير «بلدان الأمريكيين واليهود والصليبيين». وتابع: «دمروا اقتصادهم. أحرقوا شركاتهم وأعمالهم. أغرقوا سفنهم وأسقطوا طائراتهم. أقتلوهم فى البر والبحر والجو». وهى الفتوى التى رأت أمريكا أنها كانت تحريضا على عملية ١١ سبتمبر ومن قبلها استهداف انتحارى لمدمرة أمريكية «كول» قبالة سواحل اليمن.
من جانبها أيدت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن يكون هناك انتقام لـ«عبد الرحمن» ليس من قبل تنظيم «القاعدة فقط» ولكن من أغلب التنظيمات المتطرفة، فى ظل السياسات الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأوضحت أن «عبدالرحمن» على ما يحظى به من مكانة داخل «القاعدة» إلا أن طول المدة التى قضاها فى السجن أفقدته تأثيره على الشباب المسلم ومن ثم أى عملية ستحدث ستكون فى إطار تنظيمى وليس فرديا، مرجحة أن تقوم «القاعدة» بتسريع العمليات التى كانت محضرة لها من قبل الوفاة بحيث تتزامن مع حادث الوفاة ويقال إنها كانت انتقاما للشيخ.
ولفتت إلى أن كل الجماعات المتضررة من قرارات «ترامب» قد تفكر فى تلبية وصية «عبدالرحمن» باعتبارها تنتقم لنفسها وليس للرجل، غير مستبعدة أن يقوم بها شخص من الإخوان باعتبار أن الجماعة تستعد لإدراجها ضمن التنظيمات الجهادية.
ورجحت أن يقوم بالعملية عناصر من داخل أمريكا وقد يكونوا حاملين الجنسية الأمريكية، مشيرًا إلى خلايا نائمة فى أمريكا يسهل تحريكها عند الحاجة، لاعتبارها أكثر قدرة على التنفيذ من أى عنصر متواجد خارج الولايات المتحدة.