السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس تحرير "آفاق عالمية" لـ"البوابة نيوز": "القومي للترجمة" يحتضر.. والمركز يعيش في وادٍ آخر واختياراته عشوائية ولا رقابة على المترجمين

اكتشف مترجمًا يحذف صفحات من النص الأجنبي

الشاعر والمترجم الكبير،
الشاعر والمترجم الكبير، رفعت سلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الشاعر والمترجم الكبير، رفعت سلام، رئيس تحرير سلسلة «آفاق عالمية» التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، إنه يحاول خلال هذه الفترة، الإسراع لنشر الحد الأقصى الممكن من الكتب المتأخرة لديه فى السلسلة بعد توقفها لمدة عام، مشيرا إلى أن هذا التوقف أدى إلى تراكم الأعمال المترجمة لديه، مؤكدًا أن العدد وصل إلى 20 كتابًا، تنتمى لأهم دور الكتب المترجمة والأعمال العالمية. 
وأضاف سلام، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»: من أهم الأعمال التى يتوقع أن تثير جدلًا واسعًا حال طرحها هى رواية «العجوز والبحر»، لإرنست هيمنجوى، من ترجمة الدكتورة فاطمة طاهر، أستاذة الأدب الإنجليزى بجامعة حلوان، والتى من خلالها نصحح أخطاء الترجمات السابقة للرواية، وقد كتبت لها مقدمة أوضح خلالها المشاكل التى صادفت الترجمات السابقة، وهو الأمر الذى دفعنا لإعادة ترجمة رواية عظيمة كهذه، بعد أن ظهرت أمور عجيبة فى ترجمة هذه الرواية، وحتى أثبت الأخطاء السابقة، قمت بوضع صورة من النص الأصلى فى مقابل الترجمة السابقة، لأن البعض سيتساءل عن سر إعادة ترجمة الرواية، رغم أنها مترجمة قبل ذلك. 
وواصل سلام: فى هذا الإطار سوف نعيد أيضًا ترجمة «أوليس»، من تأليف جيمس جويس، لأن الترجمة الأولى لطه محمود طه، صعبة القراءة، وصدرت منذ ستينيات القرن الماضى، وقد دخلت ضمن أهم مائة عمل، ووجدت أهمية تقديم قراءة جديدة لها بعد حدوث نقلة جديدة من الستينيات، كما سنصدر «الكوميديا الإلهية» التى ترجمها حسن عثمان، فى خمسينيات القرن الماضى.
وحول المثل اللاتينى الدارج، «المترجم خائن»، قال سلام: هو مثل طريف، لأنه قائم على الجناس اللغوى ما بين المترجم والخائن، وهم أشخاص يمزحون فى اللغة، ونحن نأخذها على محمل الجد، وفى أحيان أخرى نحمل أمثالهم الجادة على محمل المزاح، مؤكدًا أنه كمترجم يتعامل مع عدم الأمانة فى الترجمة بمنطق آخر، كأن يكتب المترجم على الكتاب أنه «شعر بودلير» وأفتحه فلا أجد «شعر بودلير»، وأجد الترجمة لا تعكس إحساس بودلير، وهو أمر يعكس تدخل المترجم وأحيانًا عجزه أو مزاجه وقاموسه اللغوى الخاص، وأنا أشترط أن تعكس الترجمة اللغة الأصلية للنص نفسه وللكاتب، وليس المترجم، وهذه هى معركتى مع المترجمين، ولذا أراجع بنفسى ترجماتهم على أصول الكتب، ويساعدنى فى هذا أننى أجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وحتى اللغات الأخرى أراجعها على الترجمات الإنجليزية التى صدرت، وإذا حذف المترجم شيئًا سيتم اكتشافه، وفى ظنى أن هذا الحذف هو الذى يمثل بالنسبة لى عدم أمانة لعدم إعلان المترجم أنه حذف شيئًا من النص الأصلى، وهو هنا يخون القارئ.
وتابع سلام: عادة ما تكون خيانة المترجم غاية فى الخبث، بأن يحذف بـ«الجملة»، أو أن يصادف جملة مركبة ولا يستطيع فكها فيضطر إلى حذفها بأكملها بدعوى ضعف الراتب، قائلًا لنفسه «أنا هاوجع دماغى ليه هم بيدونى كام يعنى»، ويقوم بدمج الفقرات بإحكام حتى لا يكتشف القارئ فعلته، وقد اكتشفت أن أحد المترجمين كان يحذف بالصفحة، وفور اكتشافى هذا الأمر قمت بإعادة ترجمة الكتاب، وأوقفت التعامل معه تمامًا، ولذا فإننا نحاول تصحيح الكوارث التى تمت فى ترجمة روائع الإبداع العالمى مرة أخرى، عبر ترجمة منضبطة معبرة عن السمات الأساسية للمؤلف.
وحول دور المركز القومى للترجمة، قال سلام: إنه يعمل بآلية بيروقراطية لأنه يأخذ من المترجم وينشر مباشرة، ولدى أصدقاء ممن تعاملوا معه، يؤكدون أنهم استحدثوا العمل بنظام المراجع، ولكننى أجد أن المراجع يقول للإدارة إنه راجع الكتاب كله ولكنه لم يفعل ذلك، ولدى حالات لكتب قرأتها ووجدت أنه قام بمراجعة أول ٢٥ صفحة فقط، ولم يكمل، فظهرت الفجوة بين أول الكتاب وآخره، فمن الرقيب على هذا؟ لا أحد.