سادت حالة من الصدمة الوسط الفنى، بعد رحيل الفنان القدير صلاح رشوان، عن عمر يناهز الـ٦٧ عامًا، وذلك بعد صراع طويل مع مرض السرطان، تاركًا خلفه رصيدًا فنيًا حافلًا تجاوز ١٣٠ عملًا فنيًا.
رشوان، الذى اشتهر بتجسيد شخصية «عبادة العقاد» فى مسلسل «المال والبنون»، ولد فى عام ١٩٥٠ بمحافظة المنيا، وبدأ حياته الفنية مبكرًا من خلال النشاط المسرحى بالمدارس التى التحق بها، وكذلك فى قصور الثقافة، وحينما انتقل للقاهرة فى مرحلة الدراسة الجامعية التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، الذى تخرج فيه عام ١٩٧٣، ليبدأ بعد تخرجه أولى خطوات مشواره الفنى على المستوى الاحترافى، من خلال مسرحية «حلم ليلة صيف» للكاتب الإنجليزى العالمى، وليم شكسبير، لينتقل بعدها للشاشة الكبيرة، إلا أنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا بها، فقرر التركيز على الدراما التليفزيونية التى تعرف من خلالها الجمهور على موهبته الفنية، حيث شارك فى أعمال متعددة نالت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، منها فوازير «ألف ليلة وليلة» التى كانت سببًا فى شهرته وبداية نجوميته الفنية، إلى جانب أعمال دينية برع فيها لإتقانه قواعد اللغة العربية، منها «محمد رسول الله»، «الوعد الحق»، «القضاء فى الإسلام»، «موسى بن نصير».. إلخ.
وفى بداية تسعينيات القرن الماضى وصل رشوان لأوج نجوميته من خلال شخصية «عبادة العقاد»، التى قدمها من خلال مسلسل «المال والبنون»، لينطلق بعدها لتقديم مجموعة من الأدوار التليفزيونية التى انحصرت معظمها فى الأدوار ذات الطابع الملتزم والأخلاقى، وهو ما أهله لتقديم أشهر الشخصيات القبطية فى الدراما التليفزيونية مع مطلع الألفية الثانية من خلال شخصية «رفقى عزيز»، التى قدمها فى مسلسل «الدالى» بأجزائه الثلاثة.
كما قدم أيضًا للدراما التليفزيونية «سامحونى مكنش قصدى»، «حارة الزعفرانى»، «لا أحد ينام فى الإسكندرية»، «نور الصباح»، «قلب الليل»، «عايش فى غيبوبة»، «أوراق مصرية»، «تعالى نحلم ببكرة»، «أم كلثوم»، «الخواجة عبدالقادر»، وغيرها.
وفى السينما شارك فى العديد من الأفلام السينمائية منها «الشرف، قلب الليل، الرجل الصعيدى، الطاووس، أهل القمة، وتمضى الأحزان، وثالثهم الشيطان، وغيرها»، وللمسرح قدم «خالتى صفية والدير، حلم ليلة صيف، البهلوان».
