زارت الدكتور غادة عبدالرحيم، مؤسسة حملة «ولادها سندها»، محافظة المنيا، لمدة أربعة أيام، قامت خلالها الحملة بنشاطات مختلفة، ويأتى اختيارها للمنيا خصيصًا كونها مسقط رأسها، مشيرة إلى أنها لن تكتفى بتلك المحافظة، لأن رسالتها تمتد من بنى سويف إلى أسوان، فى خطة خمسية.
وأوضحت «عبدالرحيم»، أن محافظة المنيا أخرجت لمصر الكثير من النوابغ، فى المجالات المختلفة، منهم على سبيل المثال: عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، والمشير عبدالحكيم عامر، وهدى شعراوي، والموسيقار عمار الشريعي، والفنان عزت أبوعوف، والفنان هانى رمزي.
وتابعت: بالإضافة لوجود ثلث آثار مصر فى الصعيد، وحضارات مصرية مختلفة؛ منها: الفرعونية، الرومانية، اليونانية، القبطية والإسلامية، فضلًا عن البيئة الزراعية الخصبة التى تمتد لأكثر من ٤٥٢ ألف فدان، وبها محاجر للحجر الجيري، ومحالج للأقطان، ومزارع للموز، ومصانع للطوب الرملي.
وقالت مؤسسة حملة «ولادها سندها»، إن كل هذا لا يعنى إلا أن المحافظة ثرية بالإمكانيات، ولا ينقصها سوى التسويق الجيد لتلك الإمكانيات، وبهذا يمكن تقليص حجم الهجرة من الصعيد إلى القاهرة، بعدما أصبح هذا هو الحل الأخير أمام الشباب، بعد تفاقم البطالة بالصعيد، خاصة أن البنية التحتية بالقاهرة أصبحت لا تتحمل هذا الكم الهائل من المواطنين.
واستقبل أهالى محافظة المنيا، الدكتورة غادة عبدالرحيم، يتقدمهم جمع من الرجال والنساء والأطفال، بالمزامير والطبل البلدي، حيث احتست الشاى معهم، قبل أن تبدأ جولتها فى اليوم الأول، والتى اصطحبها خلالها اللواء عصام البديوي، محافظ المنيا، وشملت البرلمان المدرسي، الذى شارك فيه طلاب من الجنسين، فى مراحل التعليم المختلفة. ومن أهم الملفات التى تمت مناقشتها، خلال جلسة البرلمان المدرسي؛ ملف التعليم الصناعي، حيث طالبوا بأن يبدأ من المرحلة الابتدائية، وألا يقتصر على المرحلة الثانوية فقط، وطالبوا بتدشين حملة توعية، لتوضيح أهمية التعليم الصناعي، ورفع الوعي، فى محاولة لمواجهة الأفكار الخاطئة التى تشير إلى أن طلاب المدارس الصناعية هم من فشلوا فى الحصول على مجموع كبير بالمرحلة الإعدادية.
من جانبها، أمنت سفيرة السعادة الدكتورة غادة عبدالرحيم، على كلمات الطلاب، بقولها إن «مصر فى هذا المرحلة تحتاج إلى العمال المهرة، أكثر من احتياجها للمديرين الإداريين»؛ مشيرة إلى أننا يجب أن نحتذى بنموذجى كوريا والصين، فى هذا المجال».
وفى مساء اليوم الأول من جولتها بالمحافظة؛ حضرت المؤتمر التعريفى بالحملة، والذى أقيم بقرية الإسماعيلية، بهدف فرز واستقطاب الكوادر للمشاركة فى مجلس قيادة الحملة، وقالت فى كلمتها: «منطقيا، أنا لن أستطيع الوصول إلى كل أهداف الحملة بمفردي، ومن يظن أنه لا يحتاج لغيره مخطئ، والمجلس لديه لجان مختلفة تحتاج إلى من يتولاها من الشباب».
وأضافت «عبدالرحيم»، من تلك اللجان «الرياضة، ذوى الاحتياجات الخاصة، تمكين الموهوبين، المرأة، البحث العلمي، التعليم الفني، الشئون الخارجية، البيئة، والتدريب والتأهيل»؛ ثم وجهت رسالة لرجال الأعمال بالمحافظة طالبتهم فيها بتقديم يد العون، والدعم المادى للحملة، ودعتهم لفتح مصانع فى الصعيد بدلًا من القاهرة، وهو ما سيصب فى مصلحة الوطن.
وفى اليوم الثانى من جولتها؛ زارت الدكتورة غادة عبدالرحيم، كلية التربية بجامعة المنيا، لمعاينة النموذج الذى قدمته من نادى الموهوبين، والذى كان شعاره «موهبتك أمانة»، وضم أصحاب المواهب فى جميع المجالات، بداية من الرياضة، وستاند آب كوميدي، مرورا بالفن التشكيلي، وختاما بالأدب، ووقعت بروتوكول تعاون بين الكلية وحملة «ولادها سندها»، يستهدف صنع كارنفال بدار الأوبر، بالقاهرة، يكون أبطاله من تلك المواهب.
بعدها؛ دشنت حملة «خليك كسبان» بالمحافظة، عبر إقامة دورى لمدة ثلاثة أسابيع، لتدعيم الوحدة الوطنية، بين المسلمين والمسيحيين فى مصر عبر الرياضة، وكل فريق من الفرق المنافسة ضم العنصرين، فى نموذج مشرف للاتحاد رغم اختلاف الأديان، وتم هذا بالتعاون مع الطائفة الإنجيلية بالقاهرة، ومجلس الحوار الماسكوني، والكنيسة الإنجيلية، وكنيسة العرب بإنجلترا.
وأوضح الأطباء الموجودون بالقرية، أنهم سيبدأون فى ملء استمارات صحية، تسهل متابعة المريضات، بعدما وعدتهم مؤسسة الحملة بإحضار عربة «ماموجرام»، فى الزيارة المقبلة، ليتم الكشف على السيدات والفتيات هناك، وتبرعت بـ٢٠ ألف جنيه، لقسم سرطان الثدي، بمستشفى وزارة الصحة بالمنيا.
وبدأت الدكتورة غادة عبدالرحيم، اليوم الثالث من جولتها لمحافظة المنيا، بافتتاح الكنيسة الإنجيلية، بعد التجديدات، بصحبة المحافظ اللواء عصام البديوي، وأقيمت ندوة، تحت رعاية المجلس القومى للمرأة بالمنيا، تستهدف تمكين المرأة اقتصاديًا، وفيها أكد المحافظ تشجيعه، عبر إقامة معرض للمصنوعات فى العيد القومى للمحافظة، والذى يوافق الثامن عشر من مارس من كل عام، وكان لافتًا حضور عددٍ كبيرٍ من النساء، اللواتى شجعن الحملة.
واختتمت مؤسسة حملة «ولادها سندها» الرحلة بنشاطات اليوم الرابع، الذى وقعت فيه بروتوكول تعاون مع مكتبة مصر العامة بالصعيد، ووعدتهم بإثراء المكتبة، عبر تقديم ١٠٠٠ كتاب، فى مختلف المجالات، مؤكدة أن القراءة لا تقل أهمية عن الغذاء، إن لم تكن الأهم، بالإضافة إلى تكريم المبتكرين، ومنهم «جسيكا مجدي»، ذات الـ١٦ عامًا، التى ابتكرت ٥ نظريات رياضية.
وعلى الجانب الإنساني؛ عايشت مؤسسة حملة «ولادها سندها»، البطل الحاصل على لقب أفضل مقاتل، ابن المنيا بنادى المحافظة، وكرمت الفتيات اللاتى حصدن عددًا من البطولات فى رياضة الكونغ فو.
وأوضحت، أن الزيارة المقبلة للصعيد تستهدف التوعية بأخطار مرض «فيروس بي»، خاصة أنه يؤثر على المرأة الحامل، وأن تركيزها فى عام ٢٠١٧ الجاري سيكون على المرأة، خاصةً أنه عامُها، واختتمت حديثها مع «البوابة»، بمناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم حملتها بالرعاية.
وقبل العودة للقاهرة فى نهاية جولتها، كرمها «البديوي»، بمنحها درع المحافظة، تقديرًا لجهودها فى خدمة المجتمع، ودرع إدارة المرأة والطفولة، لدورها فى خدمة قضايا المرأة ومحاربة الختان، ودرع مكتبة مصر العامة لرعاية الموهوبين، ودرع نقابة المهن التعليمية، لدعم مسار التعليم الصناعي، ودرع كلية التربية لرعاية نادى الموهوبين، إضافة إلى منحها درعًا من عمدة القرية، لجهودها فى توحيد الصفوف، ومحاربة العنصرية، ذات الطابع الدينى.
