الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"التعليم" تواجه "الغياب" بقرارات حاسمة.. إحالة الطالب إلى نظام المنازل حال الحضور بنسبة أقل من 85%.. خبراء: المدارس أصبحت بيئة طاردة.. والبحث عن جذور المشكلة أهم من الإجراءات

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


لا يكاد يمر عام دراسى جديد، إلا وتخرج فيه تصريحات من وزارة التربية والتعليم تشكو ارتفاع معدلات غياب الطلاب من المدارس وتقديم طلاب فى الثانوية العامة على نظام المنازل بدلا من الحضور بصورة يومية بحيث يتولى الدراسة فى المنزل.
وزارة التربية والتعليم أعلنت مؤخرا عن أنه لابد من حضور الطالب 85% من أيام الدراسة لتتم معاملته كطالب منتظم أو يتم تحويله إلى نظام المنازل، وهو ما يطرح تساؤلات حول ذلك القرار وجدواه فى تحقيق التزام الطلبة بالحضور فى المدرسة من عدم، ويجعلنا نتساءل أيضا حول أسباب الظاهرة وخطط الوزارة لعلاجها، حاولنا فى البداية التواصل مع عدد من الطلبة لمعرفة آرائهم حول المدرسة فكانت الآراء مختلفة ما بين مؤيد للذهاب وما بين من يرى الدراسة عن طريق نظام المنازل أفضل.
من جانبه، قال محمود أيمن، طالب فى الصف الثانى الثانوي، يذهب مثله مثل باقى أصدقائه إلى مجموعات دراسية من أجل التحصيل والتعلم كبديل للمدرسة، لأنه لا يجد المدرسة مثمرة فى حين أنه يستطيع تحصيل دروسه بهدوء وبمواعيد تناسبه، لافتا إلى أن فكرته عن المدرسة ليست جيدة مقارنة بالذهاب إلى المجموعة.


كما التقت "البوابة نيوز" خبراء تربويين وتعليميين للحديث حول القضية، فأكد الدكتور رضا مسعد، الرئيس الأسبق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن قرار وزارة التربية والتعليم قرار قد يساهم فى حل جزء من مشكلة تدنى حضور نسب طلاب الثانوية العامة داخل المدارس، خاصة أن مصر تعانى بشكل كبير من غياب وقلة حضور الطلاب داخل المدارس، لاسيما خلال الثلاثين عاما الماضية.
ولفت مسعد إلى أن نسب حضور الطلاب أمر منته، ويجب أن تكون نسب الحضور بنسبة 100% حيث لا تقبل الأعراف والقوانين والنظم الدولية بأقل من تلك النسب فى الحضور، حيث إن المدرسة هو الشيء الأساسى الذى يجب على الطلبة أن يلجأون إليه خلال ذلك الوقت، على حد وصفه.
وأكد مسعد أن نظام التعليم الثانوى يحتاج إلى التغيير والتعديل بشكل كلى وليس جزئيا، وهو ما يحتاج إلى تنفيذ منذ العام القادم وليس العام الحالي، حتى لا يفاجأ الطلاب وأولياء الأمور بقرارات جديدة مفاجئة كما حدث خلال الوزارة السابقة، مشيرا إلى أن أبرز أخطاء الوزارة الماضية يتعلق بعدم اتخاذ القرارات المفاجأة وفى الوقت غير الصحيح.
أكد عبد الحفيظ طايل، رئيس مركز الحق فى التعليم، أن المدرسة للأسف بيئة طاردة وليست صديقة له وهو ما يجعله يضطر إلى الغياب أو التحجج بحجج مختلفة للغياب مثل عمل أجازة مرضية والتحويل لنظام المنازل، مشيرا إلى أنه يجب أن تتخذ وزارة التربية والتعليم اجراءات متوازية مع القرار الجديد مثل عمل أنشطة وإيجاد بيئة مدرسية صالحة على حد وصفه.
وأكد طايل أن شقا من حل المشكلة يتعلق بضرورة وجود ما يجعل الطلاب يذهبون للمدرسة مثل عقاب رادع على سبيل المثال حتى يذهب الطلاب إلى المدرسة، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تأتى بعد تحسين العملية التعليمية وجعل المدرسة بيت الطالب الثانى بعد منزله.


من جانبها، قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: إنه قبل الحديث عن تشديد الغياب والحضور لابد من اتخاذ إجراءات من شأنها العمل على معرفة أسباب تدني نسبة حضور الطلاب في المدرسة وسبل علاج تلك الظاهرة والتقليل منها، مشيرة إلى أن غياب الطلاب عن المدارس ظاهرة منتشرة داخل مصر للعديد من الأسباب منها عدم شعورهم بجدوى الحضور داخل المدارس والكثافة الطلابية وغيرها المشاكل، مؤكدة أن الغياب والحضور أمر محسوم في القانون وليس بحاجة إلى الإثارة قبل إيجاد الوسائل لعلاجه وليس بتشديد القرارات.
ولفتت نصر إلى أنه يجب على وزارة التربية والتعليم إيجاد آليات لتجهيز المدارس واصلاح المنظومة التعليمية مستنكرة غياب الكثير من المقاعد لدى الطلاب داخل العديد من المدارس وخاصة في الأرياف وغيرها من الأماكن وهو ما يوجد حاجة للتعامل معه ومعرفة خطة الوزارة بصدده.