الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

المرأة في ميزان "الجامع والكنيسة"

  الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي أن عام2017 سيكون عامًا للمرأة مجرد تصريح لـ «الشو الإعلامي»، بل راح الرئيس مؤمنًا بأهمية تمكينها فى تحويل ذلك التصريح إلى واقع يُرى ويُسمع، وتمثل ذلك فى تعيينه المهندسة نادية عبده محافظًا للبحيرة، وذلك للمرة الأولى فى تاريخ مصر.
ومع ذلك الاهتمام الرسمي، تثار إشكالية أخرى، وهى ما مدى إيمان الإسلام والمسيحية بذلك «التمكين»، بعيدًا عن الشعارات والقوالب الكلامية المحفوظة؟ وهو ما حققته «البوابة» فى السطور التالية.
وفيما أكدت المؤسسات الدينية الإسلامية أن الإسلام بريء من تهميش المرأة، ورحبت بتقلدها جميع المناصب، ظهرت مطالب قبطية برسامة المرأة قسيسًا، وسط تأكيدات من الجانبين بأهمية دور «حواء» فى المجتمع.

«البحوث الإسلامية» يشيد بتعيين أول «محافظ ست».. «الأزهر»: الإسلام برىء من «تهميش النساء».. وندعمهن بقوة.. و«الأوقاف» تعين 144 واعظة فى المساجد الكبرى بالمحافظات.. و«طايع»: نخطط لتعميم التجربة 
«الطيب»: من حق «حواء» التواجد بكل الميادين والمفتي: الرئيس يؤمن بدورها
«أبو طالب»: الدين لا يمنع توليهن أى منصب
خطوات جادة بدأتها المؤسسات الدينية فى مصر دعمًا لمسيرة المرأة، خاصة بعد إعلان الرئيس السيسى ٢٠١٧ عامًا للمرأة المصرية» منها دعم مجمع البحوث الإسلامية لقرار تعيين المهندسة نادية عبده، محافظًا للبحيرة.
تزامن مع ذلك إعلان وزارة الأوقاف تعيين ١٤٤ سيدة بوظيفة واعظة للعمل بالمساجد، كلهن من خريجات الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، حيث تم توزيعهن على المساجد الكبرى على مستوى المحافظات، وهى خطوة قالت الوزارة إنها تهدف لتنشيط العمل النسائى الدعوى، كما يقول الشيخ جابر طايع، وكيل أول الوزارة، إن هؤلاء الداعيات والواعظات سيكون لهن شأن فى الوعظ والخطابة، حيث الهدف من إلحاقهن للعمل بتلك المهنة هو تثقيف نساء مصر، مضيفًا أن هؤلاء الواعظات متطوعات، وستتم عملية توزيعهن أولًا على المساجد العامة والكبرى كبداية، على أن يتم تعميم التجربة مستقبلًا.
تلك الخطوات أشاد بها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مشددًا على دعمه التام للمرأة ورعايته لحق تواجدها فى كل الميادين، مضيفًا أنه لا يُعقل أن تظل قضايا مثل تولى المرأة للقضاء محل خلاف عميق، فى وقت صارت المرأة فيه أستاذة جامعية ووزيرة، مؤكدًا أن ما تعانيه المرأة الشرقية من تهميش ليس سببه تعاليم الإسلام، ولكن هذه المعاناة لحقتها بسبب مخالفة تعاليم الإسلام الخاصة بالمرأة، وإيثار تقاليد عتيقة وأعراف بالية لا علاقة لها بالإسلام، وتقديم هذه التقاليد على الأحكام المتعلقة بالمرأة فى الشريعة الإسلامية.

من جهته، يؤكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن المرأة المصرية أخذت دورها فى المجتمع على كل المستويات، لافتًا إلى أن الرئيس استعان بمستشارة له، إيمانًا منه بدور المرأة فى العمل، مؤكدًا أن الإسلام كفل للمرأة كل حقوقها، ومنها حقها فى الميراث، غير أن العادات والتقاليد الفاسدة هى التى نالت من تلك الحقوق، مشددًا على أن المرأة مكون أساسى فى المجتمع المسلم، لأن الإسلام جعلها مساوية للرجل فى كل التكاليف الشرعية، مضيفًا أن «دار الإفتاء» إيمانًا منها بدور المرأة، قامت بتعيين نساء فى العامين الماضيين بها.
حق تولى المناصب القيادية 
فيما يؤكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن هناك اهتمامًا بالمرأة وتطوير أدائها داخل مؤسسة الأزهر، مضيفًا أنه ليس صحيحًا أن المرأة فى الأزهر مهمشة، مؤكدًا أن هناك عددًا من المسائل الفقهية تنظرها هيئة كبار العلماء خاصة بالمرأة، منها تولى المرأة مناصب القضاء أو الولاية العامة».
ويتفق الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، مع ما سبق قائلًا: إنه يحق للمرأة تولى المناصب القيادية، مؤكدًا أن الدين الإسلامى لا يمنع تولى أى سيدة للمناصب، مثمنًا قرار تعيين أول سيدة فى منصب محافظ، مستنكرًا اعتراض البعض على تولى المرأة للمناصب القيادية، قائلًا: «لا بد من خوض التجارب الجديدة، فربما تفلح النساء فيما فشل فيه الرجال».
من جهته، يؤكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، أن الشريعة الإسلامية أكدت مكانة المرأة ودورها الجوهرى بمختلف المجالات، مضيفًا أن المرأة فى التاريخ الإسلامى قدمت نماذج مشرفة عبر التاريخ فى العديد من العلوم الإنسانية والدينية، مطالبًا من يتهم الإسلام بأنه ظلم المرأة، بالعودة إلى النماذج المضيئة لسيدات الإسلام فى جميع المجالات، مشيدًا بدور الأزهر الشريف فى دعم قضايا المرأة وتعليمها، والدفاع عن حقوقها، موضحًا أن الأزهر خصّص معاهد للفتيات فى المرحلة الابتدائية والقراءات، كما خصصت جامعة الأزهر كليات نظرية وعملية للبنات، بلغت ٢٧ كلية.

القرآن أنصف المرأة 
ويرى الدكتور أحمد صبحى منصور، الأستاذ السابق بجامعة الأزهر، أن القرآن أنصف المرأة، والإسلام أعطى لها حقوقها قبل الغرب، موضحًا أن المرأة تتساوى مع الرجل فى إطار العدل والقسط، مضيفًا أنه ليس من العدل انتقاص أى حق لها فى بيتها أو فى عملها بحجة الكفاءة؛ لأنها ليست مقصورة على الرجل، مضيفًا أنه من الظلم للأمة أن تحرمها من كفاءة المرأة، قائلًا: إن دين الله برىء من كل قول أو ثقافة تحوى الظلم والتخلف، وعلينا أن نفهم القرآن بمصطلحاته، وأن نتفهم تشريعاته، ونحتكم إلى القرآن فى كل ما لدينا من ثقافات وتراث وقيم وتقاليد وعادات، مستطردًا أنه فى الحضارة الغربية لم يتم إعطاء المرأة حقوقها السياسية إلا مؤخرًا، لكن الإسلام سبق الجميع فى ذلك، مشددًا على أن الإسلام لم يحرم على المرأة أى عمل حلال يقوم به الرجل.

السلفيون ضد المرأة 
وعن رؤية السلفيين لتلك القضية، يتخذ أحمد هلال، القيادى بالدعوة السلفية، موقفًا معارضًا لولاية المرأة ووصولها إلى المناصب القيادية، مستندًا فى ذلك إلى رأى الإمام أبوالحسن الماوردي، أحد أئمة المعتزلة، الذى قسم الوزارات إلى وزارات تفويض ووزارات تنفيذ، مؤكدًا أن ولاية المرأة كمحافظ من أعمال السلطة التنفيذية أمر غير جائز، مضيفًا أن «الماوردي» يرى أن وزارات التنفيذ يكون القرار فيها مقصورًا على الإمام وتدبيره، والوزير يكون وسطًا بينه وبين الرعية والولاة، مشددًا على أنه لا يجوز للمرأة القيام بذلك لما تضمنه من معنى الولايات المصروفة عن النساء لقول النبى «ما أفلح قوم أسندوا أمرهم امرأة».
تلك الرؤية تبنتها أيضًا حركة تسمى «دافع» السلفية، التى علقت على تولى سيدة منصب محافظ، بـ«لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، مؤكدة أنه لم يؤثر عن النبى ولا الخلفاء الراشدين أن استنابوا امرأة فى ولاية أو قضاء، مضيفة أنه أبسط الولايات، وهى ولاية الأسرة، جعلها الله فى عصمة الرجل، ولم يكلفها للمرأة، كونها تتمتع بطبيعة مختلفة فسيولوجيًا وسيكولوجيًا، فكيف بولاية عامة كمحافظ؟
من جانبه، يرى سامح عبدالحميد حمودة، القيادى السلفى، أن المرأة فى الإسلام لها أن تتعلم وتُعلم غيرها، ويتتلمذ عليها الرجال والنساء»، مؤكدًا أن كثيرًا من العلماء كان لهم شيخات من النساء، وأنه يجوز أن تصل المرأة لدرجات رفيعة فى تدريس كل العلوم الشرعية، مثل العقيدة والفقه والحديث والسيرة والتجويد وغير ذلك»، موضحًا أن المرأة لها الحق فى أن تعظ الناس وتفتى الرجال والنساء فى أمر دينهم، كما كانت تفعل السيدة عائشة، فهى أهل لذلك»، مشيرًا إلى أن «لها الحق فى أن تصلى إمامًا بالنساء فقط، ولا تصلى بالرجال، ولا تخطب الجمعة، ولا تؤذن على العام». 

«اميل زكى» لجأت إلى «فيسبوك» بعد رفض «المجمع الإنجيلي» 
مسيحيات: من حقى أن أصبح قسًا.. والغرب سبقنا فى ذلك.. ولمعي: الكتاب المقدس أنصفها.. والأزمة فى التطبيق.. وزكريا: المسيحية ألغت كل ما هو طبقي
قال الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، إن الكتاب المقدس ينصف المرأة ويعطيها المساواة الكاملة مع الرجل فى كل الأمور والموضوعات، وإن تطبيق المؤسسات الدينية يخل بهذا الأمر بسبب الثقافات المختلفة فى البلدان التى دخلتها المسيحية، وأضاف:
«هناك بعض الآيات تُفسر بشكل خاطئ لصالح المجتمع الذكوري، مثل أن المرأة وعاء وهى سبب الخطيئة، وأنها غير مقدسة للتبوأ بمناصب أو وظائف كنسية مثل وظيفة الكاهن أو القسيس، لكن الأديان فى جوهرها تجعل الرجل والمرأة على قدم المساواة أمام الله وفى العبادة، والخدمة وكل الوظائف الكنسية بلا استثناء».
وقال القس نصرالله زكريا مدير المكتب الإعلامى بالكنيسة الإنجيلية، إن المسيحية فى جوهرها ألغت كل ما شاب التفسيرات الطبقية، والمجتمعية التى تفرق بين الذكر والأنثي، حيث يعلن الكتاب المقدس منذ بدايته فى سفر التكوين، أن الله خلق المرأة معينا نظير الرجل، وأضاف: «يتوقف بعض الشراع والمفسرين على أن المرأة قصد لها أن تكون معينا، وهذه تفسيرات بعيدة عن هدف النص الكتابي، حتى أن العهد الجديد يعلنها أنه لا فرق بين الذكر والأنثى فى المسيحية، وقد كانت المرأة فى القديم قائدة، وملكة رغم البعد الثقافى والحضارى لتلك المجتمعات التى نظن أنها كانت متخلفة، فلا مانع أن تكون المرأة قسا بحسب النصوص الكتابية الدينية ولا بحسب الظروف المجتمعية والحضارية، فقد كانت المرأة فى مكان متقدم وقيادى فى كل الأزمنة السالفة».
وتابع زكريا: «الكنيسة الإنجيلية فى لبنان سترسم سيدتين كقساوسة فى الكنيسة، وهذا يؤكد ضعف الحجج الواهية التى يعتمد عليها البعض فى رفض تعليم كتابى يؤكد أن الرجل والمرأة واحد أمام الله وأن الإنسان ما هو إلا رجل وامرأه».
وقال الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، إن الله عندما خلق الإنسان ذكرا وأنثى معا فلا فرق بينهما، وكلمة أن الله ينظر إلى النفس ليس إلى الشكل ولا إلى الجنس، فالنفس ليس ذكرا وليس أنثى لذلك نرى حتى العهد الجديد خاصة كلام الرسول بولس، حينما قال إن الرجل رأس المرأة لم يقصد أن الرجل أفضل من المرأة أو أن المرأة أقل من الرجل فالكلمة فى اللغة اليونانية الأصلية تعنى أنه نظام ترتيبي، حيث إن كل شخص ذكر أو امرأة يقوم بدوره مكملا للآخر بديلا عندما وضع فكرة الجسد الواحد لم يفرق بين اليد والعين والقدم ولكن لكل عضو وجزء فى جسم الإنسان يكمل عمل الآخر.
يذكر أن السيدة اميل زكى، تعتبر أول سيدة مصرية تتقدم بطلب الرسامة قسا إنجيليا بعد أن أنهت دراستها اللاهوتية سواء فى مصر أو الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن وافق مجمع القاهرة الإنجيلى الذى تنتمى إليه برسامتها، اعترض البعض وتم تأجيل الموضوع، فاستخدمت كل الطرق للاعتراض على هذا القرار منها القانونية داخل الكنيسة ومنها العامة مما دفعها إلى تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وأطلقت عليها «أنا أؤيد رسامة المرأة قسا» وقالت فيها إنها شاركت فى أحد المؤتمرات الدولية التى يجتمع فيها، أكثر من ٤٠ دولة لمناقشة تأثير حركة الإصلاح على شهادة الكنيسة فى مجالات التعليم والتحول الاجتماعى والسياسي. 
تم هذا من خلال دراسة واقع الكنيسة الحالى وتأثيره فى الأربعين دولة، وعليه وضعنا معا إستراتيجية لاستمرارية تأثير الكنيسة فى المرحلة القادمة أينما وجدت الكنيسة. 
وأضافت «اميل» أن مشاركتى مع هؤلاء القسيسات شجعنى وألهمنى وعلمنى الكثير عن استخدام الله لخدمة المرأة حول العالم، وتساءلت: «هل لدينا قراءة جيدة لاحتياجات كنيستنا الحالية وإستراتيجية واضحة لمستقبل الكنيسة تشمل استثمارًا جيدًا لدور المرأة فى كل خدمات الكنيسة؟».
وتابعت: «العالم سبقنا فى قرار رسامة المرأة قسًا فى البلاد الشرقية، والبلاد غير المسيحية، وحتى البلاد التى تطغى عليها ثقافة الأبوية والذكورية، ونحن الإنجيليين المصريين-أصحاب الإصلاح-تأخرنا كثيرًا.
إلى متى ننتظر؟ المجتمع المصرى يراقبنا متحيرا، أنطبق ونحيي لاهوتنا المصلح وعقيدتنا الإنجيلية التى أذعناها فى كلمات كثيرة من منابرنا وكتاباتنا عبر السنين؟ أم نغير كلماتنا للتماشى مع شكل حياتنا؟».
واختتمت بالقول: «إن لم نقتنع ونصدق عن يقين أن المرأة شريك حقيقى فى الإرسالية، وأن تحقيق هذه الإرسالية يتطلب تأكيدا كنسيا مجتمعيا رسميا لدور المرأة فى الكنيسة، فلا نلوم مجتمعنا إذا احتار فينا، ولا نلوم العالم إذا سبقنا وانفصلنا عنه».
تشغل قضية المرأة فى المسيحية أذهان الكثيرين وكل طائفة من الطوائف المسيحية، تراها بشكل مختلف فحرصت «البوابة» على معرفة صورة المرأة فى المسيحية من منظور كنيسة «الإخوة» وهى الكنائس الأكثر تشددًا فى الطائفة الإنجيلية، فظلت ولسنوات عديدة تشيد عازلا مصنوعا من الخشب ما بين الرجال والسيدات داخل الكنيسة، واليوم لا يسمح للمرأة بلباس الذهب، ولا بد أن تجلس فى الكنيسة بغطاء يعلو رأسها، ولا تتزين بأدوات التجميل ولا طلاء الأظافر.

ويقول إسحق إسكندر، راعى كنيسة الإخوة بالجيزة : «لم يساو الإنجيل بين الاثنين فى التكوين الجسمانى ولا فى ما يترتب على الاختلاف الجسمانى من اختلاف بيولوجى واختلاف عاطفي تماما، كما لم يساو بينهما فى كيفية خلق كل منهما، فآدم جُبل من تراب، وحواء جُبلت من ضلع آدم».
وعن مفهوم صمت المرأة فى الكنيسة، قال المقصود ليس صمتا مطلقا عن الكلام بعينه، كالكلام مع جارتها فى المقعد، بل الصمت عن الكلام المذكور فى قرينة النص، يقول النص عن الرجال «ليتكلم اثنان أو ثلاثة» أى يعظ اثنان أو ثلاثة، وبعدها مباشرة، لتصوت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس لهن أن يتكلمن أى نوع من الكلام، فالمقصود هنا الكلام السابق المذكور فى الآية التى تسبقها أى كلام الوعظ.
لأنه لو كان المقصود أن تصمت المرأة حتما ومطلقا، لفُهم من ذلك أن صوتها عورة والحقيقة غير ذلك. 
ويضيف معنى عبارة «لستُ آذن للمرأة أن تعلم ولا أن تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت، أنه لا يصح أن تكون المرأة متسلطة سواء فى الأسرة أو فى الكنيسة، وكذلك الرجل لا ينبغى أن يتسلط، ولما كان التعليم يحمل توجيها معينا ويقود فى اتجاه معين، أى أنه تعليم موجه، وحيث إن القيادة والتوجيه هو من أحد جوانبه نوع من التسلط أى التحكم لذلك فإن التسلط والتحكم والتوجيه هو للمسيح فقط أو من ينوب عنه.
وعما إذا كان الرسول بطرس يسمى المرأة بالإنشاء الأضعف وهل هذا يفيد الرجل أفضل من المرأة، قال: «كل يفيد العكس لأنه يطالب بإعطائها كرامة تتناسب مع مركزها فى المسيح المساوي للرجل» فيقول «معطين إياها كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة» هذه الكرامة لا لأنهن الإناء الأضعف، فإن كان الرجل ضعيفا أمام التحديات الكونية، فالمرأة أضعف من جانب واحد هنا وما هو؟ هو احتياجها العاطفى فهى لا تتساوى مع الرجل فى احتياجاتها الجنسية، وإنما احتياجاتها أكثر من الرجل للعاطفة، لذلك فهى أضعف حيث إنها أضعف من هذه الناحية، فإن الكرامة التى يحرض الرسول بطرس الرجال على منحها للمرأة، إنما لإشباع هذا الاحتياج.
ولذلك فإن الرسول بولس يضيف فى رسالته لأهل «كوريثوس» ما يفيد هذا المعني، «وهو تكميل كل طرف للطرف الآخر فى إشباع احتياجاته بقوله، لأنه كما أن المرأة هى من الرجل هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة» فهى منه وهو بها.