الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الجنادرية".. الثقافة تعيد الدفء للعلاقات المصرية السعودية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ستظل الدورة الـ31 لمهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية، دورة فاصلة في إعادة دفء العلاقات بين مصر والسعودية، بعد أن حلت مصر ضيف شرف على المهرجان الأهم في المملكة، وكانت الثقافة جسرًا، عبرت به علاقات البلدين إلى سابق عهدها قبل التوتر العابر بين البلدين.
وأثنى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على دور مصر في الوطن العربي في مختلف المجالات، خاصةً المشاركة المصرية المتميزة بالمهرجان خلال تفقَّد أروقة الجناح المصري بالمهرجان، وقال لوزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، خلال افتتاح الفعاليات: إن مصر قامت مرة أخرى وعادت من جديدة للقيادة، وأبدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إعجابه بمحتويات الجناح المصري. 
وتفقَّد الملك سلمان الجناح المصري الذي بلغت مساحته حوالى 2500 متر مربع ضمّت عشرين معرضًا، بالإضافة إلى خيمة بدوية ومسرح لإقامة الاحتفالات الفنية والموسيقية.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات مهرجان التراث والثقافة السعودية والمشاركة المصرية حتى يوم 19 فبراير وتتخللها أمسيات شعرية واحتفالات فنية ومعارض للفنون التشكيلية والخط العربي والحِرف التقليدية.
وأوضحت وزارة الثقافة أن خادم الحرمين الشريفين بدأ جولته في أجنحة الجنادرية بافتتاح الجناح المصري، وكان بصحبته السفير المصري بالرياض ناصر حمدي، واللواء حسن خلاف رئيس قطاع مكتب الوزير، والدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور أحمد عواض رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والعديد من كبار المسئولين السعوديين وعدد من قيادات وزارة الثقافة ومصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة والوفود الإعلامية والصحفية.
وفي هذا الإطار قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": إن الثقافة بمثابة الجسر بين الأشقاء العرب لعودة العلاقات بعدما يعتريها بعض الفتور، مشيرًا إلى أن الثقافة دائمًا منطقة تواصل ولقاء.
وخلال المهرجان قال وزير الثقافة: "إن تواصل مهرجان الجنادرية للتراث، كمهرجان ثقافى وتراثى على نحو قرابة ثلث قرن يعكس طبيعة العمل المؤسسى الذى قام عليه هذا المهرجان، فالأساس فى العمل الثقافى والتراثى هو الاستدامة والاستمرار والتواصل بغض النظر عن تعاقب الأجيال وتغير الأشخاص من القائمين على المهرجان والمحتفين به".
وأضاف النمنم خلال كلمته بالمهرجان: "نحن أمام مهرجان كبير يترسخ عاما بعد عام ويتطور كل عام إلى الأفضل والأجود، يحتفى بالجوانب الثقافية والإبداعية والتراثية بالمملكة الشقيقة وبدول الخليج العربى وبثقافتنا العربية عموما، إضافة إلى الثقافة الإنسانية فى نطاقها الواسع، من هنا كانت سعادتنا البالغة بالدعوة الكريمة التى تلقتها الثقافة المصرية من خادم الحرمين الشريفين لنكون ضيف شرف هذه الدورة والتى تعكس عمق ورسوخ العلاقات بين البلدين، وقد أثبتت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية رغم بعض العواصف والزوابع التى تنشأ بين حين وآخر أنها متجذرة وعميقة فى التاريخ ومحكومة بروابط جغرافية ودينية وثقافية وإنسانية عميقة لا يمكن أن تنفصم أبدا ولا يمكن أن يهزها أحد".
وتابع: "تؤكد الحفريات الأثرية والدراسات التاريخية التى قام بها باحثون عبر العالم كله أن التواصل ممتد فى التاريخ القديم بين مصر والجزيرة العربية ضفتى البحر الأحمر ثم ترسخ التواصل برابطة الإسلام الحنيف حين دخل الصحابى الجليل عمرو بن العاص مصر فاتحا واستقبله المصريون بود وترحاب حقيقيين، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ مصر وما لبث المصريون أن اعتنقوا الإسلام وتحدثوا العربية ليصبح التواصل أعمق وأعمق من خلال موسم الحج إلى بيت الله الحرام سنويًا".
وكان الجناح المصري في المهرجان قد شهد 15 أمسية لشعراء مصريين، وذلك بمناسبة اختيار مصر "ضيف شرف" المهرجان هذا العام. تستمر الأمسيات الشعرية اليومية حتى السابع عشر من فبراير الجاري، وقد انطلقت في الثاني من الشهر ذاته، عقب افتتاح المهرجان.
وحملت الفعاليات الثقافية والفنية بالجناح المصري عنوانًا يشير إلى التنوع هو "مصر.. أصالة.. معاصرة"، وتتعدد ما بين الأمسيات الشعرية، بالفصحى، والعامية، وقصائد البادية من محافظات مصر المختلفة، والعروض الفنية بمشاركة فرق: التنورة، النيل للموسيقى الشعبية، أسوان للفنون الشعبية، أوركسترا بيت العود العربي، سوهاج للفنون الشعبية، موسيقى عربية، الوادي الجديد، السباعية للإنشاد الديني، وغيرها.
المشاركة الشعرية المصرية تتمثل في وفد من شعراء الفصحى والعامية والبادية، وتحظى الأمسيات اليومية بصدى طيب وتفاعل إيجابي مع الحضور، خصوصًا أنها تقام على مسرح مكشوف في مواجهة زوار القرية التراثية بالجنادرية. 
من المشاركين من شعراء الفصحى كل من: الدكتور محمد أبو دومة، عماد غزالي، حسين القباحي، شريف الشافعي، شيرين العدوي، فارس خضر، محمود شرف، ومن شعراء العامية: رجب الصاوي. كما قدمت منصة الجناح المصري لجمهور الحضور الشاعر محمد الرفاعي، أحد الأصوات الشعرية اللافتة من جيل الشباب.
أما شعراء البادية المشاركون، فهم كل من: محمود درويش، حمدان فريج، مشتهر أبو حامد، إبراهيم سلومة، عبد القادر ظريف (قدورة العجني)، سليم سليمان، أبو عامر السيد، عصام ياسين، عطية سليمان، وغيرهم.
من جهة أخرى، شهد "صالون مجدي شحاتة الثقافي" بالرياض إقامة عدد من الأمسيات الشعرية، على هامش مهرجان "الجنادرية"، في قاعة مكتب جامعة القاهرة بالرياض، بحضور شعراء الفصحى المشاركين بالمهرجان، وأبناء الجالية المصرية في العاصمة السعودية، وعدد من الشعراء المصريين المقيمين في الرياض، وقد أدار الأمسيات وشارك فيها الشاعر المصري المقيم بالمملكة السيد الجزايرلي.
يُذكر أنه قد أسدل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 31) الستار على فعالياته وأنشطته التي امتدت لـ 16 يومًا، عاش معها ستة ملايين و790 ألف زائر وزائرة أجواء الماضي العريق، التي حملت معها نسمات تراث الوطن المتنوع من خلال القرى والبيوت التراثية التي مثلت مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها.