الخميس 13 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ورقة التوت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظن أنه قد سقطت ورقة التوت الأخيرة عن جسد من يرجون المصالحة والمسامحة والحوار، بعد أن حرق بعض الشباب علم مصر، فحرق علم مصر خيانة، وإعطاؤه غطاء سياسيّاً أو دينيّاً أو نفسيّاً خيانة أعظم، وأظن أنه يجب أن يصدر قانون يعاقب من لا يقف عند سماع النشيد القومي، أو السلام الجمهوري، أو لا يحيّي العلم، بتهمة إزدراء الوطن، أو أي مسمّى آخر، ويصل الأمر - عند التعمّد - إلى سحب الجنسية المصرية تماما، وليجد لنفسه دولة أخرى يحترمها ويحيّي علمها ويقف عند سماع نشيدها القومي أو سلامها الجمهوري، وهذا يذكّرني بأوبرا فاجنر "الهولندى الطائر" والتي تذكّرني بدورها بالأسطورة المصرية القديمة، والتي تحكي عن معاناة قبطان بحري بعثته الملكة حتشبسوت ليشتري من "بيبلوس"، أو لبنان حاليا، أشجار الأرز الطويلة التي تستخدم في بناء مراكب الشمس، وبعد أن خُدِع من بعض التجار في لبنان، وفقد البضاعة التي كان سيبادل بها للحصول على الأخشاب، واضطرّ لأن يبحر في بحار العالم، ولا يعلم متى سيعود إلى وطنه، وكانت معاناته أشدّ من أن توصف، فليجرب هؤلاء الشباب أن يعيشوا بلا وطن. 
ورباعية العبقري صلاح جاهين تقول:
قالوا الإنسان روح
وقالوا لا.. روح في بدن
رفرفت روحي فوق الرايات وقلت
الإنسان روح في جسد في وطن
وعجبي.
والآن - وبعد أن اتضحت الصورة تماما - نحن نعيش في أزمة مرورية، وفي غلاء واقتصاد سئ تسبّبه الجماعة المحظورة، ومن يريد لها البقاء في الخارج والداخل، وإن كنا نعلم علم اليقين أن الخارج يريد حرب مصر بإفشال الدولة، وقيام ثورة أخرى لا تبقي على الاخضر ولا اليابس، فإن الداخل يريد أن تبقى المحظورة ومن يشايعها، أو يتعاطف معها، حتى تظلّ البعبع وخيال المآتة، حتى نُحكَم كما كنا نُحكم في عصر "المتخلّي قبل المخلوع" - يا أنا يا المحظورة - وكنا نظنّ أنه يلوّح للغرب بالمحظورة، ولكننا اكتشفنا أن الغرب يريد لها البقاء لإضعاف مصر لصالح أمن ورخاء إسرائيل، فقد التقت إرادة مثلث الرعب: أمريكا وإسرائيل وتركيا، إذ أن قطر لا يُعتدّ بها، وقد خرج علينا مسؤول عسكري سابق في الجيش الأمريكي - في ندوة في تركيا - قائلا إن النوع الرابع من الحروب سيكون بالإعلام، وإلهاء الدولة وإفشالها، حتى تنقسم إلى دويلات من الداخل، وذلك بدلا من الجيوش الأمريكية التي لم تحظ بنصر حاسم سواء في افعانستان أو العراق، ومن قبلهما فيتنام وكوريا، ولذلك حان الوقت أن تقوم الدولة - وليس الحكومة - بقرارات حاسمة، والدولة هي المؤسسات، مثل: الجيش والشرطة والقضاء ووكلاء الوزارات، وذلك حتى تظلّ مصر بأمان، وتعود السياحة ويعود الاقتصاد، ونلتفت إلى القضايا الأساسية مثل نهر النيل وسدّ النهضة، لأن فيها حياتنا وموتنا.