الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

عمر عبدالرحمن في رسالة الدكتوراه: الحكومات لا تستحق الطاعة

عمر عبد الرحمن
عمر عبد الرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يصنف الكثيرون، عمر عبدالرحمن، الذي تُوفي الأسبوع الماضي، في أحد السجون الأمريكية، كأحد منظري الفكر الجهادي، للدرجة التي دفعت زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري إلى نعيه في كلمة مصورة مدتها ساعة كاملة، إلا أن نقطة الانطلاق دونتها رسالة له، بعنوان "موقف القرآن من خصومه"، والتي نال بها الدكتوراه في السبعينيات من جامعة الأزهر بدرجة "امتياز مع مرتبة الشرف"، رغم ما حوت بين طياتها من ترويج لفكر القيادي الإخواني، سيد قطب، ودعوات هدم الدولة، وقتال من يرفض الحكم بالشريعة وحدها، وإقرار مبدأ "الحاكمية".
"البوابة نيوز" ترصد أبرز ما جاء في الرسالة
"لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" 
بدأ عمر عبد الرحمن رسالته بالإشارة إلى أن المشركين، الذين يتناول سيرتهم، هم العرب سكان الجزيرة العربية، التي نظر إليها الإسلام باعتبارها الإقليم الاستراتيجي له، ومن ثم لم يسمح بوجود دين آخر ينازعه سيادته عليها، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" أي الإسلام وغيره، ومن هنا نبذ القرآن عهود المشركين الخائنين مع المسلمين وأمهلهم أربعة أشهر ليعيدوا تقدير مواقفهم قبل أن تكون علاقتهم الوحيدة مع المسلمين هي القتال.
وأشار إلى أن العهود المعقودة بين المسلمين وغيرهم الأصل في مشروعيتها ومصدرها هو الأمة وأن الإمام " الدولة" تقوم نيابة عنها بما يراه محققا لمصلحتها، ونبذ العهد إلى من خاف المسلمون منه خيانة هي دلالة على احترام الإسلام للعقود والمعاهدات وأنه لا يقر الغدر ولا الخيانة، والإسلام لم يعلنها حرب إبادة على كل مشرك بل يفتح أبواب الهداية لمن لا يمثل خطرا على الإسلام وأهله ومن هنا كان تشريعه الأمان والجوار لمن يريد أن يسمع كلام الله.
"الإسلام والمنافقين" 
لا يثبت الكفر على من ظاهره الإسلام إلا بإقرار صريح منه أو صدور قول أو فعل يدل عليه دلاله قطعية لا تحتمل التأويل كتكذيب القرآن أو النبي أو جحود كونه خاتم الأنبياء لا نبي بعده مما هو مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة لا يقبل فيه تأويل كجحود فريضة الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج أو استحلال الزنا أو الربا أو شرب الخمر.
واتفق العلماء على أن المنافقين يعاملون بأحكام الشريعة كالمسلمين الصادقين، فلا يقاتلون إلا إذا أظهروا الكفر البواح بالردة أو بغوا علي جماعة المسلمين بالقوة أو امتنع بعض طوائفهم من إقامة شعائر الإسلام وأركانه.
"الحاكمية لله وحده"
وتناولت الرسالة قضية الجزية لـ "اليهود والنصارى" في الدولة، فيقول:" إما يعطون الجزية للدولة الإسلامية أو يقاتلون أو يدخلون في الإسلام، والجزية بدل عن حمايتهم والدفاع عنهم، فإذا اشتركوا مع المسلمين في الجيش طوعا سقطت عنهم الجزية، فهي أشبه بالبدل النقدي للخدمة العسكرية في عصرنا الحاضر، الجزية هي اليوم مسألة تاريخية لا واقعية، ذلك أنها ليست معروضة على المسلمين اليوم كما كانت معروضة عليهم في عهود الفقهاء الذين أفتوا واجتهدوا فيها".
وأشار إلى خصائص الدولة الإسلامية في سياق رفضه للدولة الدينية، فيقول "ليس لفرد أو أسرة أو طبقة أو حزب نصيب من الحاكمية فهي لله وحده، وليس لأحد من دون الله شيء من التشريع، والمسلمون جميعا لا يستطيعون أن يشرعوا، إن الدولة يحكمها القانون المشرع الذي جاء به النبي عن ربه ولا تستحق الحكومات الطاعة من الناس إلا لأنها تحكم بما أنزل الله وتنفذ أمره، فهناك سلطة عليا مؤسسة هي الحاكمة فوق الدولة وهي الشريعة، والدولة سلوكها مقيد بها.
مفهوم الجهاد وأحكامه
قسم الجهاد إلى ثلاثة أنواع، مجاهدة العدو الظاهر ومجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس، وقتال العدو هو لتأمين حرية نشر الدعوة وتوطيد أركان السلام مع مراعاة الاحتفاظ بالعهود المقطوعة والتزامها وهو من الفروض الكفائية عند جمهور العلماء، ويصف الجهاد بأنه ضرورة لحماية التوحيد، والقتال ليس هو أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم، فالسلم في الإسلام هو القاعدة الثابتة والحرب هي الاستثناء".
وقال: "إن تشريع الجهاد في الإسلام لم يكن لإرغام أحد على الدخول في الإسلام وإنما كان للدفاع عن العقيدة وتأمين سبلها ووسائلها وتأمين المعتنقين للإسلام ورد الظلم والعدوان وإقامة معالم الحق"، ويعتقد أن النافرين المجاهدين هم أنفسهم المتفقهون في الدين العالمون بأحكامه؛ ففقه الدين لا ينبثق إلا في أرض الحركة ولا يؤخذ عن فقيه قاعد".
ونقل المؤلف عن أبي الأعلى المودودي أن غاية الجهاد في الإسلام هي هدم بنيان النظم المناقضة لمبادئه وإقامة حكومة مؤسسة على قواعد الإسلام في مكانها واستبدالها بها، وهذه المهمة هي إحداث انقلاب إسلامي عام، مشددًا على ضرورة وجود مجتمع مسلم ناشئ من الدينونة لله وحده مصمم على تنفيذ شريعته وحدها، ثم بعد ذلك وليس قبله ينشأ الفقه الإسلامي.