عبر أبناء جوبا ، عاصمة جنوب السودان، عن اعتزازاهم بدور مصر الداعم لبلادهم في شتى مجالات التنمية ومساعيها الدؤوبة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في هذا البلد الوليد حديثا، كما عبروا عن أملهم في زيادة التواجد الاستثماري المصري في بلادهم.
وعند الطريق من مطار جوبا الدولي إلى السفارة المصرية هناك، التقى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى جنوب السودان مع عدد من المواطنين الجنوبيين لاستطلاع آرائهم بشأن الروابط والعلاقات بين شعبي البلدين، حيث يسارعون لمناداة أي مصري يصادفونه بجنوب السودان بابتسامة قائلين "يا ابن النيل".
وقال اوليفر كاندي، ذو الـ 25 عاما، "مصر وطني الثاني، فنحن لدينا جنسيتان الأولى جنوبية والثانية مصرية، فنحن حينما نستشعر بخطر وعدم استقرار نتجه جميعا للعيش في مصر"، مضيفا: جنوبيون كثيرون يعيشون في الإسكندرية والقاهرة ويدرسون هناك في الجامعات والمدارس المصرية التي تحسن استقبالهم.
وثمن الجنوبي "كور بول" مستوى ما أسماه بـ "التلاقي الشعبي"، وقال: إننا نتأثر كثيرا بحياة المصريين ونتعلم أكثر منهم خلال مقابلتنا بهم، أنا احب المصري ابن النيل كثيرا".
وجمهورية جنوب السودان، دولة حديثة حظيت باعتراف المجتمع الدولي عقب استفتاء شعبي أجري في يناير عام 2011 بموجب اتفاق شامل للسلام تم توقيعه في عام 2005 بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان والذي أقر فترة انتقالية مدتها 6 سنوات يعقبها استفتاء حول الاستقلال.
وشهد احتفال إعلان جنوب السودان جمهورية مستقلة - في 9 يوليو 2011 - حضورا مصريا رفيع المستوى وبادرت مصر برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي من قنصلية إلى سفارة فور ذلك، وسلم الوفد المصري خطابا رسميا بالاعتراف بجمهورية جنوب السودان، مؤكدا على حرص مصر على دعم وتعزيز العلاقات مع الدولة الوليدة حديثا.
وزودت مصر، جنوب السودان بكافة أنواع الدعم التنموي والصحي والاقتصادي والتعليمي من أجل تثبيت أركان الاستقرار لدى الدولة هناك، وتوافدت بعثات مصرية في شتى المجالات على جنوب السودان، بادلتها بزيارات متتالية لوزراء وكبار المسؤولين الجنوبيين إلى مصر في مجالات التعليم والصحة والتجارة والصناعة والزراعة.
وعملت السفارة المصرية بجوبا على تقديم كافة أشكال الدعم من أجل تسهيلات جميع الإجراءات التي تسمح بنقل الخبرات المصرية إلى جنوب السودان؛ ما عزز من الثقل الدبلوماسي النافذ هناك.
وقال ملاس موريس، وهو يعمل في إحدى الشركات الخاصة بالصرافة في جنوب السودان، لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى جوبا، "نحن في جنوب السودان نرى في مصر وطننا الثاني، ونكن توقيرا لعراقة مصر وثقلها الإقليمي والدولي.. ونشعر بالسعادة ونحن نمر إلى جوار السفارة المصرية".
ولم تنس "اموك ضيو"، وهي طالبة، كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي قالها عن جنوب السودان، خلال لقائه بالرئيس سالفا كير أثناء زيارته لمصر في العاشر من يناير الماضي، حيث قالت "لمسنا في جنوب السودان مشاعر طيبة وعميقة وصافية في كلام الرئيس السيسي، نحن نحب مصر ونحب المصريين ونحب السيسي".
وأضافت ضيو إن هذه المشاعر الطيبة لدي أبناء جنوب السودان عن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات بين مصر ودولة جنوب السودان منذ إعلانها وكذا اهتمام بمصر بأبناء الجنوب ، حتي قبل إعلان الدولة ، وقالت لازلنا نتذكر كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي عند استقباله في القاهرة للرئيس سلفا كير ، والتي أكد فيها المكانة الخاصة لجنوب السودان وأن أهلها في قلوب المصريين.
