الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"العصبية العائلية" آفة الأسايطة.. شاب يتقدم لخطبة فتاة غنية وأهلها يوسعونه ضربًا.. و"المعابدة" الثأر النفر باتنين.. ومسجد لكل عائلة في بني شعران

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العصبية القبلية مرض ابتلي به صعيد مصر وكان السبب الحقيقي وراء انتشار الضغينة والقتل والثأر، حتى وصلت لأفراد العائلة الواحدة، وأوصلت الناس إلى الموالاة بشكل تام للقبيلة أو العائلة ومناصرتها ظالمة أو مظلومة، والمجاهرة بذلك أو كتمه وإظهاره عند اللازم.
تقدم لخطبة ابنتهم فأغلقوا الباب وأوسعوه ضربا:
"م. م. ع" يحكي واقعة تجسدت فيها العصبية القبلية ففي مركز أسيوط: تقدم شاب إلى إحدى العائلات التى تتفاخر بنفسها لخطبة ابنتهم، فما كان منهم إلا إغلاق الباب عليه وأوسعوه ضربا، متناسين قول رسولنا الكريم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
النفـــر بـ "2" وأحيانا بـ "3":
ويقول "خالد محمد حمودة" من الحمراء، بأسيوط: عملت 3 سنوات بقرية المعابدة التابعة لمركز أبنوب مدرسا بالمعهد الثانوى الأزهرى للبنين، ورغم أنى عاشرت أهلها الطيبين والكرماء إلا أن بهم عيبا واحدا وهو"تمسكهم بالعصبية العائلية والقبلية" وهى سبب كاف جدا لديهم للقتل والثأر، والأغرب أن عائلات بالقرية لا تكتفي بقتل رجل مقابل رجل أو شاب قصاد شاب بل "النفر..عندهم ياخذوا فيه ويقتلوا قصاده عدد "2" وأحيانا "3"..على "حد تعبيرهم".
مسجد لكل عائلة:
الشيخ "حسين عبدالحميد حسين بودى "من بنى شعران بمركز منفلوط يقول:"عملت إماما لمسجد في نجع سبع التابع لمدينة أسيوط فوجدت كل العجب - فلكل عائلة مسجد خاص بها ويسمى باسم "العائلة" أو يشتهر بذلك، لدرجة إذا حدث وإن غاب إمام المسجد عن خطبة صلاة الجمعة فإنهم لا يذهبون لأداء الفريضة بمسجد آخر.
كيـــف نتغـــلب عليــها؟!
يقول "محمد على محمد"من بنى مجد بمركز منفلوط: العلاج من تلك الآفات يتمثل في رصدها من خلال المؤسسات الدينية والإعلامية والأمنية وإعداد دراسات وخطط لحلها، وأرى أن التركيز على التعليم هو خير علاج لهذا المرض العضال بدليل أن قرية مثل بنى عدى وعند ارتفاع نسبة التعليم بها، فقد ضعفت العصبية القبلية والعائلية وقلت بصورة ملحوظة حتى أصبحت نموذجا في "قتل العصبية"ولقد رأيت بنفسي شخصا ذا حسب ونسب ومال قد زوج ابنته لابن شخص كان يعمل لديهم.
الإسلام يحارب هذا الجهل:
ويقول الدكتور"محمد سيد سلطان " أستاذ البلاغة بأزهر أسيوط أن الأخوة فى الإسلام تشمل كل فئات المجتمع، فليس هناك فئة أعلى أخرى- ولا يجوز أن يكون المال أوالمنصب أوالنسب أو أى وضع اجتماعى أومادى أوغير مادى سببا لاستعلاء بعض الناس على البعض فالحاكم أخو المحكوم والراعى أخ لرعيته والمالك أخو المستأجر.
وأشار إلى أن الطبقية تتوارث بحكم التقاليد والقوانين السائدة، ومازال بعض الأمم يتوارثون إلى اليوم الطبقية بحكم عقائدهم وأعرافهم وأنظمتهم كما في الهند أما في الإسلام فإنه جعل الناس سواسية كأسنان المشط فلا فضل لـ "عربي"على "عجمى" ولا لـ "عجمى" على "عربي" ولا أبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى.
وقال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط تعليقا على القضية: يقول تعالى "يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم إن الله عليم خبير" وكذلك قال رسولنا الكريم: "إن الله لاينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
وأكد "العجمى"، أن الأسلام جعل الأوس والخزرج إخوة متحابين متعاونين متناصرين بالله وفي الله بعد أن كانت بينهم عداوات وضغائن طال بسببها قتالهم، وعندما مر بهم يهودى فساءه ماهم عليه من ألفة وحب واتفاق فبعث رجلا معه، وامرأة ليذكروهم مابينهم من حروب وقتال وفخر كل منهم على الآخر – وبالفعل فتنوا بينهم وغضب بعضهم على بعض وطلبوا أسلحتهم وكاد القتال ينشب بينهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجعل يسكنهم ويقول: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ وتلا عليهم هذه الآية: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمتة إخوانا".. فندموا على ما كان منهم، وأصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح.