الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

من قباقيب شجرة الدر إلى حذاء وزير الأوقاف.. أحذية تصنع أزمات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن للحذاء مكانته فى التاريخ، فمن قبقاب شجرة الدر زمن المماليك إلى ثورة المصريين بسبب دخول نابليون وعساكره الجامع الأزهر بأحذيتهم إبان الحملة الفرنسية إلى حذاء منتصر الزيدى الذى صوبه تجاه الرئيس الأمريكى جورج بوش، وحذاء خورتشوف الذى وضعه على مائدة الأمم المتحدة إلى ضرب كمال أحمد لتوفيق عكاشة فى البرلمان، وأخيرا سرقة حذاء وزير الأوقاف خلال افتتاحه المسجد الكبير بقرية سلمنت بمركز بلبيس بالشرقية أمس.
وتستعرض "البوابة" أبرز قصص الأحذية التى أثارت جدلا فى جميع أنحاء العالم..
قبقاب شجرة الدر
جاءت حادثة القباقيب بعد أن انقلب أيبك على شجرة الدر وانتشل منها حكم البلاد وتخلص من منافسيه فى الداخل ومناوئيه من الأيوبيين فى الخارج، وتمرس بإدارة شئون البلاد، وبدأ فى اتخاذ خطوات للزواج من ابنة "بدر الدين لؤلؤ" صاحب الموصل، فغضبت شجرة الدر لذلك وأسرعت فى تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك فأرسلت إليه تسترضيه وتتلطف معه وتطلب عفوه فانخدع لحيلتها واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة حيث لقى حتفه هناك.
أشاعت شجرة الدرّ أن المعزّ لدين الله أيبك قد مات فجأة بالليل ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التى أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام.
وهكذا انتهت حياتها على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار، وقد أثنى عليها المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك، فيقول "ابن تغرى بردي" عنها: "وكانت خيّرة دَيِّنة، رئيسة عظيمة فى النفوس، ولها مآثر وأوقاف على وجوه البِرّ، معروفة بها".

اتخذت سيرة شجرة الدر موضوعا لفيلم سينمائى كان من أوائل الأفلام السينمائية فى مصر، وقد اضطلعت فيه بدور شجرة الدر الممثلة السيدة آسيا، وعرض فى كثير من الأقطار العربية فى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي.


حذاء خروتشوف
فى 12 أكتوبر من العام 1960 وأثناء انعقاد الجلسة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 902 والتى انعقدت فى نيويورك، قام الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف برفع حذائه وأخذ يضرب به على الطاولة احتجاجًا على انتقاد الوفد الفلبينى للسياسات السوفيتية، ليأخذ الكلمة بعدها ويكيل الانتقادات لمعادى الشيوعية فى العالم.


حذاء منتصر الزيدي وبوش
فى 14 ديسمبر من العام 2008 وأثناء انعقاد مؤتمر صحفى للرئيس الأمريكى جورج بوش ورئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى بغداد تم نقله على الهواء مباشرة عبر كل فضائيات العالم، قام الصحفى العراقى منتظر الزيدى وفى حركة مباغتة للجميع بخلع نعليه قاذفًا أحدهم فى اتجاه الرئيس الأمريكى الذى نجح فى تفاديه ليتبعه الزيدى بالنعل الآخر ليستقر فى قلب العلم الأمريكى المثبت خلف الرئيس إلى جوار العلم العراقي.


شبشب الداعية الإسلامي
لم يقتصر استخدام الحذاء ذلك الاستخدام المزدوج على بعض من قادو الدول من ملوك ورؤساء، بل إن الأمر قد امتد إلى بعض من أطلقوا على أنفسهم لقب داعية إسلامي؛ فأثناء استضافة الإعلامى طونى خليفة للداعية محمود شعبان المعروف إعلاميًا بـ "هاتولى راجل" فى إحدى حلقات برنامج "أجرأ الكلام"، فوجئ الجميع بقيام شعبان بخلع حذائه والإمساك به فى محاولة للتهجم على الضيف المواجه له فى البرنامج، والذى لم يكن غير الباحث إسلام البحيري، فقام بوضع "الشبشب" فوق المنضدة فى إشارة إلى إهانة الثائر أحمد دومة.


حذاء مرتضى منصور
للنائب مرتضى منصور أيضا واقعة شهيرة جاءت فى العام 2007 عقب انتهاء مباراة الأهلى والزمالك بفوز الأهلى قام مرتضى برفع الحذاء فى وجه مجلس إدارة الأهلى اعتراضا على هتاف الجماهير ضده وفى حضور مندوب من رئاسة الجمهورية.


أحذية نواب البرلمان المصري
لم تكن واقعة ضرب النائب كمال أحمد لزميله توفيق عكاشة بالحذاء هى الواقعة الأولى تحت قبة البرلمان، فقد سبقه إليها النائب الراحل طلعت السادات، والذى رفع حذاءه فى وجه رجل الحزب الوطنى أحمد عز قبل ثورة 25 يناير محاولًا ضربه بالحذاء أيضا، وإن كان الأمر قد انتهى إلى أن تجاهل رئيس مجلس الشعب فى حينه الدكتور فتحى سرور للأمر، معللًا ذلك بأنه لم ير الواقعة.
أحذية الحملة الفرنسية وثورة القاهرة

عندما غزا الفرنسيون مصر عام 1798م بقيادة "نابليون بونابرت" أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم ما أدى إلى دخول القوات الفرنسية بخيولهم وأحذيتهم صحن الأزهر الشريف، وألقوا بالمصاحف الكريمة الأرض وتم ضرب الجامع الأزهر بالمدافع من فوق القلعة، ما أدى إلى ثورتى القاهرة الأولى والثانية والتى كانت نتاج نضال علماء الأزهر وإشعالهم نيران الحركة الوطنية حتى الوصول إلى انسحاب الفرنسيين من مصر.