الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

صور نادرة لم تنشر من قبل للدلوعة "شادية"

حصلت عليها «البوابة نيوز» من مصور للرئاسة فى عهد «مبارك»

 «شادية»
«شادية»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن دلوعة السينما المصرية «شادية»، مجرد نجمة كبيرة فى عالم الفن، ولها العديد من الأعمال التى أثرت بها الساحة الفنية فحسب، بل هى جزء منا جميعًا، ومن تاريخ هذا البلد العريق، أو قل إن شئت هرمًا رابعًا يضاف إلى أهراماته الثلاثة. ورغم ابتعادها وانعزالها عنا، إلا أنها تتواجد فى قلوبنا وعقولنا طوال الوقت، ليس فقط بتمثيلها، بل بصوتها الرنان الدافئ الذى يحرك القلوب، ويظل عالقًا فى أذهان الجميع، ولعل أغنيتها الأشهر «يا حبيبتى يا مصر» أكبر دليل على ذلك، والتى يرددها المصريون فى كل المناسبات الوطنية التى يعيشونها، بدءًا من مباريات المنتخب الوطني، حتى قيام الثورات.
«شادية» من الفنانات القليلات اللاتى أجدن التمثيل والغناء فى نفس الوقت، وتعد ظاهرة من الصعب تكرارها، ورغم وجود مغنيات كثيرات تركن بصمة كبيرة فى عالم الغناء، إلا أن «شادية» تمتلك صوتا له مذاق خاص، عندما تغنى يشعر أى فرد بلمسة الفرحة فى صوتها، وتضفى نبراتها البهجة حتى ولو كانت الأغانى درامية، وتستطيع كلماتها أن تعطيك مذاقا مختلفا عن كل المطربات. تقول سيدة الغناء العربى أم كلثوم عنها فى أحد لقاءاتها الصحفية: «عندما أسمع شادية فإننى أبتسم وأشعر بفرحة غامرة».
صور «رحلة الإسماعيلية»
وحصلت «البوابة»، فى انفراد جديد على مجموعة من الصور النادرة لـ «شادية» لم تنشر من قبل، وتظهر فيها خلال إحدى الرحلات فى محافظة الإسماعيلية، فى الفترة التى كانت تشهد عرض مسرحيتها «ريا وسكينة» فى المحافظات.
قصة الصور التى حصلت عليها «البوابة» من أحد مصورى رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تقول، إنه أثناء عرض المسرحية فى الإسماعيلية، رغبت فى التجول بين الطبيعة، فأمر المحافظ آنذاك بتنظيم رحلة لها ولطاقم المسرحية. وبعد انتهاء الجولة، دعاها المحافظ لتناول الغداء فى منزله، هى والفنانة سهير البابلي، وأحمد بدير، والفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي، وآمال سالم، والفنانة كوثر.
وقضت «شادية» ومن معها يومًا مليئًا بالحب والسعادة، وظلوا حتى نهاية اليوم قبل عرض المسرحية بساعات، ولجمال ما رأت من طبيعة خلابة فى الإسماعيلية، تحدثت آنذاك مع أحد الصحفيين الكبار، وأحد مسئولى الدولة فى عصر «مبارك»، لشراء قطعة أرض هناك، وهو المشروع الذى لم يكتمل.
الأمومة.. حلم لم يكتمل
وفتحت تلك الصور التى التقطت قبل فترة قريبة من الاعتزال، الباب للحديث عن أمرين شكلا جزءًا كبيرًا من حياة «الدلوعة» التى تحولت إلى «الحاجة شادية» فيما بعد، وهما حلم الأمومة، وقرار اعتزالها.
ورغم عدم إنجابها، إلا أنها قدمت دور الأم على أفضل ما يرام، وأبدعت فى العديد من الأفلام التى تركت بصمة كبيرة فى تاريخ السينما المصرية أشهرها «المرأة المجهولة» و«لا تسألنى من أنا»، وغيرهما من الأعمال القيمة، ومن أهم أغانيها «سيد الحبايب».
وظل حلم الأمومة يراود خيالها دائمًا، وتمنت بشدة أن تصبح أمًا، وقالت فى حوار صحفى سابق: «الحلم الذى يراود خيالى دائمًا هو أن أكون أمًا لعدد كبير من الأطفال، فأنا أحب الأطفال إلى درجة العبادة، وأتمنى لو جعلنى الله أمًا لستة أطفال أعتنى بتربيتهم وأهتم بشئونهم واتخذ منهم الأصدقاء قبل الأبناء».
المرة الواحدة التى كاد أن يشاء فيها القدر أن تنجب عندما كانت متزوجة من الفنان الكبيرة صلاح ذو الفقار، لكن القدر قال كلمته وفقدت هذا الحمل، وهو الموقف الأصعب فى حياتها، فخرجت من المستشفى آنذاك، وهى متأثرة وحزينة جدا، ومن حب «ذو الفقار» الشديد لها نادى عليها، وقال لها: «أنتِ أمي».
الاعتزال
دائماً ما يثار تساؤل عن السبب الذى دفع «شادية» للاعتزال، خاصة أنها صاحبة مشاعر قوية وجياشة وقرارات حاسمة، ويروح كثيرون إلى الربط بين هذا القرار وحبها للانعزالية منذ صغرها.
«شادية» معروفة لدى المقربين أنها ذات شخصية قوية جدا، وصاحبة إرادة حقيقية تصل إلى درجة التعنت مع نفسها حتى لو كانت موجوعة، وأى قرار تتخذه لا تتراجع فيه قط، ومن الممكن أن تشعر بالتعب، لكنها لا تفصح عن آلامها لأحد.
فكرة الاعتزال راودتها قبل عرض مسرحية «ريا وسكينة»، وأيضا بعد الأزمة الصحية التى تعرضت لها آنذاك، فبعد أن تعاقدت على المسرحية، وبدأت البروفات الخاصة بها، سمعت فى إحدى السهرات أذان الفجر، وهى عائدة من الطريق، فقررت الامتناع عن السهر فى البداية، ثم أحيت حفل «الليلة المحمدية»، وكانت هى نجمته، واستغرب كثيرون آنذاك إحياءها لهذا الحفل، الذى غنت فيه «خد بإيدي»، تلك الأغنية التى كتبتها علية الجعار، ولحنها عبدالمنعم البارودي، وتجاوب معها الحضور بصورة أسطورية، للدرجة التى أرادوا فيها ألا تغادر المسرح.
ولاقت الفنانة الكبيرة عاصفة قوية من التصفيق أكثر من مرة، وقبل أن تغادر المسرح أعلنت لجمهورها أن هذا اللون الجديد الذى تنوى تقديمه فى الفترة المقبلة، وهى سعيدة بذلك، بعدها حصدت الأغنية المركز الأول فى مبيعات سوق الكاسيت، وفازت بلقب أفضل أغنيات عام ١٩٨٦، وبعد ذلك انتهت من التحضيرات الخاصة لمسرحية «ريا وسكينة»، وبدأ عرضها فى المحافظات، ومنها الإسماعيلية التى شهدت التقاط الصور التى تنشرها «البوابة».