الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

طرد "البوليساريو".. المهمة الصعبة أمام المغرب بعد عودته للاتحاد الأفريقي

محمد السادس
محمد السادس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد جهود مضنية قادها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، استعادت المملكة المغربية عضويتها بالاتحاد الأفريقي، بعد انقطاع دام لأكثر من 30 عامًا، على خلفية قبول الاتحاد عضوية الجمهورية العربية الصحراوية "البوليساريو".
واليوم، وبعد عودة المغرب ليمارس نشاطه مع الأشقاء الأفارقة، داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، تتحدث أوساط عن تطلع المغرب لخروج "البوليساريو" من الاتحاد، وتكهنت هذه الأوساط بأن عودة المغرب، إنما تهدف إلى العمل على طرد البوليساريو من خلال مساندة عدد من الدول الأفريقية، رغم وجود جناح قوي ومؤثر لتأييد موقف "البوليساريو" في مقابل خصومته مع المغرب، وعلى رأس هذا الجناح الجزائر، وجنوب أفريقيا.
في الوقت نفسه فهناك خبراء قد حذروا أن ينصب تركيز المغرب على طرد "البوليساريو" من الاتحاد الأفريقي، وأن الخطاب الدبلوماسي للمغرب، يجب أن يكون حذرًا تجاه هذا الأمر.
حول هذه القضية عقد المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية والأمنية بالرباط، حلقة نقاشية تحت عنوان "الاتحاد الأفريقي.. ملفات ما بعد العودة"، تحدث فيها عدد من الخبراء وأساتذة القانون الدولي، حيث حذر صبري الحو، الخبير في القانون الدولي، من تركيز المغرب على طرد البوليساريو لأن ذلك سيبدد الكثير من الوقت.
واعتبر "الحو" أن المسألة تتطلب التفكير فيمن سيدعم المغرب في قضيته، وكيف يتم حشد أكبر عدد من الدول المؤيدة للأطروحة المغربية المقترحة أمام الأمم المتحدة.
وفي المقابل قال إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ‘ن طرد البوليساريو يجب أن يكون أولوية مغربية، داخل أروقة الاتحاد الأفريقي.
واعتبر كل المشاركين في الورشة أن الحذر من تصعيد لهجة الخطاب السياسي، هو الكفيل بتطمين نفوس الدول التي ساورها الشك في نوايا المغرب. ودعا الباحثون، الدبلوماسية المغربية إلى التقيد بما جاء في خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا.
وكان يوسف العمراني المكلف بمهمة بالديوان الملكي، قد أكد خلال مداخلته في أشغال المنتدى الإقليمي الثاني للاتحاد من أجل المتوسط، ببرشلونة في يناير الماضي، أن الرؤية الملكية لأفريقيا تقوم على ثلاثة أعمدة أساسية وهي، تعزيز السلم والأمن والنمو المشترك، والاستفادة من التضامن في أفق ترسيخ الاستقرار في القارة.
ودعا المغرب بموازاة عودته إلى المنتظم الأفريقي إلى خلق الظروف المناسبة لإبراز نماذج جديدة للنمو تكون مفيدة للمنطقة بأسرها، لا سيما من خلال تعزيز الموارد في بلدان الجنوب، ودعم التكامل الاقتصادي وتعزيز القيم الدينية والثقافية، من أجل تحقيق نماذج تنموية مبتكرة وأكثر شمولية، وتعبئة كافة أوجه التآزر من أجل النمو والاندماج والعدالة الاجتماعية لضمان التقدم للجميع.
من جانبه دعا حسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى استثمار الأربع سنوات القادمة في العمل في هدوء وتنمية الاستثمار الاقتصادي والعلاقات الاقتصادية الجيدة مع الدول الأفريقية، حتى لا يبدو للأفارقة أن “المغرب جاء لفتح أفريقيا”.
وأكد مراقبون أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي ستكون بداية لمرحلة جديدة لن يستكين فيها خصوم المغرب في التنغيص عليه خصوصا وأن البوليساريو اعتبرت العودة بمثابة اعتراف بها كـ”دولة” لها حدود مع المغرب.
وبحسب رؤيته اعتبر الباحث الجامعي هشام حافظ، أن عودة المغرب من شأنها أن تسمح له بلعب دور الربط بين مجموعة دول الساحل والصحراء والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، الذي يمثل حلقة وصل بين الفرنكوفونية والدول الناطقة باللغة الإنجليزية.
وأكد المشاركون في هذا اليوم الدراسي أن عودة المغرب إلى الاتحاد، ستعمل على تحجيم المخاطر المحدقة بالسيادة المغربية برا وبحرا وسياسيا واقتصاديا.