«تستطيع أن تعرف من خلاله كل شيء عن الشرق الأوسط لو التقيته» هكذا تحدث هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، عن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، الذى تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيله.
عندما كان يكتب «الأستاذ» كانت تتهافت عليه دور النشر والصحف، وعندما كان يتحدث يجبر الجميع على الإنصات له، ولذلك اعتبره المؤرخ الفرنسى جان لاكوتور «الشخصية الأكثر إثارة للاهتمام فى مصر المُعاصرة».
بدأ هيكل رحلته فى «بلاط صاحبة الجلالة» فى فبراير ١٩٤٢، عندما التحق بقسم الحوادث فى صحيفة «إيجيبشان جازيت»، حيث لمع نجمه كصحفى موهوب قبل أن يتم العشرين من عمره، وظل على قمة هرم «صاحبة الجلالة» طوال ٧٠ عاما من العمل الصحفي.
فى كتابه «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان» كتب هيكل: «تجارب التاريخ تعلمنا أنه ليس هناك ما هو أقدر على طول البقاء من نظام يتصوره الناس انتقاليا مؤقتا»، ولعل أبرز ما يميز «هيكل»، هو قدرته على التواجد فى قلب الحدث أو مجاراته أو صنعه أحيانًا، ومواكبةً للثورة المصرية أتت ثلاثية «الأستاذ»، لتؤرخ لحقبةٍ من تاريخ مصر سيكتب ويقال عنها الكثير.
لم يكن هيكل مجرد صحفى أو سياسى متمكن، وإنما كان مدرسة متكاملة أنتجت نموذجًا يضاهي، من حيث نبوغه وتميزه فى مجال الصحافة والسياسة، ما قدمه نموذج طه حسين فى مجال الأدب.
وكان نجله الدكتور أحمد هيكل، قد أعلن عن تفاصيل فعاليات إحياء ذكرى رحيل الأستاذ، عبر تفعيل مؤسسة هيكل للثقافة الصحفية العربية، التى تمنح جائزتين فى التقرير الاستقصائى والتقرير الخبري، وأوضح أن باب التقدم للمسابقات مفتوح حتى يوم ٣١ مارس المقبل، على أن تبدأ لجنة من كبار المتخصصين فى فحص الأعمال المقدمة، وتضم اللجنة ٨ شخصيات مصرية وعربية بارزة فى مجال الصحافة والإعلام، على أن يكون عمر المتقدّم أقلّ من ٤٠ سنة ولا يشترط جنسيته أو عضويته لنقابة الصحفيين، تمهيدًا لإعلان النتائج فى ٢٣ سبتمبر، الذى يوافق يوم ميلاده، خلال حفل يليق بالراحل الكبير.
