الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

انتحاري اعتقلته السلطات العراقية: جئت للموت رغبةً في "الحور العين"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف انتحاري مغربي الجنسية يدعي "يونس" اعتقلته السلطات العراقية مؤخرا تفاصيل انضمامه إلى تنظيم (داعش) الإرهابي وملابسات خروجه من مدينة دار البيضاء ومهام كلف بها في سوريا قبل الانتقال إلى العراق، وقال: إن ثلاثة من أشقائه سبقوه إلى دولة الخلافة قتلوا جميعا أحدهم في معارك دير الزور والثاني في عملية انتحارية نفذها في قضاء بيجي والثالث بضربة جوية في مدينة الموصل".
وأشارت تحقيقات المحكمة المركزية وفق المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى العراقي إلى أن قصة الانتحاري البالغ من العمر 30 عاما وأشقائه المغاربة بدأت مع تنظيم داعش مع الشقيق الأكبر للموقوف المغربي، بطلب التنظيم منه والذي كان مدمنا على الكحول وإقامة العلاقات الغرامية ترك دراسته المتوسطة كونها مختلطة بين الذكور والإناث، وتغيرت حياته نحو التشدد بعد أحداث سبتمبر في 2001 عندما تعرضت الولايات المتحدة لهجمات أسفرت عن تدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك.
وأضاف: "أن شقيقي الأكبر انضم إلى الحركة السلفية الجهادية وتم إلقاء القبض عليه من قبل السلطات المغربية إثر تفجير ضرب الدار البيضاء في عام 2003 مع عدد من المنتمين للحركة، وتم إطلاق سراحه وتزوج من شقيقة أحد الموقوفين معه في السجن اللذين تأثرا بالأحداث في سوريا وقررا الذهاب للقتال هناك وقتل في معارك دير الزور عام 2014".
وتابع: "أن هذه الأحداث حفزتني على الانتقال إلى سوريا أيضا للقتال في صفوف تنظيم داعش حيث سبقني إلى ذلك اثنين من أشقائي ولحقت بهما في عام 2015 وركبت الطائرة بصحبة زوجتي وهي ابنة خالتي مع أطفالي من مطار الدار البيضاء لإسطنبول.. وأن شقيقي الموجودين في سوريا أعطياني رقم شخص للاتصال به بمجرد وصولي إلى الأراضي التركية وقد اتصلت به وجاءني إلى المطار ونقلني إلى فندق للاستراحة.
وأوضح أن "الشخص الذي كان يرافقني وعائلتي اصطحبنا إلى منطقة غازي عنتاب الحدودية مستقلين سيارة واستغرقت الرحلة نحو 18 ساعة، بعدها انتقلنا إلى منطقة أخرى مشيا على الأقدام لنصف ساعة والتقيت مع عائلتين مصرية وطاجكية وتم اصطحابنا سويا إلى داخل الأراضي السورية وتسليمنا إلى منتسبي داعش في منطقة (باب الليمون) وهناك تم سحب جوازاتنا وعزل النساء عنا وأخذنا إلى منطقة الرقة".
ولفت يونس إلى أن لقاء جمعه مع شقيقه في منطقة الرقة وطلب منه اصطحاب زوجه وأطفاله إلى داره بسبب التحاقه بدورة شرعية استمرت ثلاثة أسابيع مع 80 شخصا أطلعنا من خلالها على أصول الفقه وتعاليم تخص الجهاد.. وقال: إن التنظيم نقلنا إلى منطقة الطبقة ومكثنا فيها أسبوعا لغرض التدريب الحربي قبل أن يتم اختياري مع ثلاثة أشخاص آخرين للالتحاق بدورة هندسية عسكرية لتفكيك صواريخ وعبوات الجيش السوري".
واستطرد: أن عملي استمر لنحو عام لتفكيك العبوات والألغام بين مدينتي الرقة وحلب، خلالها عرفت بأن شقيقي الثاني قتل في عملية انتحارية في مدينة بيجي بصلاح الدين شمالي العراق.
وزاد "إن تسجيلات عمليات تنظيم داعش والمحاضرات الخاصة بالدخول إلى الجنة والفوز بالحور العين وغيرها من العوامل التي شجعتني على القيام بعملية انتحارية..فقد أبلغت مسئولي في الرقة برغبتي في أن أنفذ هجوما بحزام ناسف لكنه دعاني إلى الانتظار لغاية ورود طلب من ولايات داعش يتضمن الحاجة للانتحاريين وهو ما حصل فعلا فقد طلبت ولاية جنوب العراق ثلاثة مقاتلين ينفذون هجوما بالأحزمة الناسفة".
وقال "إن الخطة جاءت بأن أدخل محافظة نينوى العراقية عن طريق مدينة الحسكة السورية، وكنت على أمل بأن التقي مع شقيقي الثالث الذي يسكن مع عائلته بمدينة الموصل لكنني علمت بأنه قتل بضربة جوية فتركت عائلتي في داره مع زوجته، وأن التنظيم أبلغنا بالذهاب أولا إلى الأنبار من خلال صحراء (هيت) مع انتحاريين اثنين الأول أوزبكي والآخر طاجيكي، لكن جرى إعادتهما بعد وصولنا مباشرة لعدم معرفتهما اللغة العربية والخوف من كشفهما".
وأشار إلى أنه وصل إلى الفلوجة وهناك التقى بانتحاريين أحدهما سوري والآخر شيشاني وبقي نحو شهرين، وبعدهما سئمت الانتظار وسوء الإدارة وقلة الطعام وطلبت من مسئولي العودة إلى الموصل للقاء عائلتي.. وقال "إن الأوامر صدرت بالانطلاق إلى جزيرة الخالدية والخروج برتل يضم عائلات التنظيم إلى الموصل بالتزامن مع تقدم القوات العسكرية العراقية هربا منها".
وتابع: حدث هجوم جوي على التنظيم أسفر عن مقتل العديد من الموجودين في الموكب فضلا عن إصابتي بجروح وأجبرتني الإصابة على الفرار والبقاء في منطقة الملاحمة في إحدى الدور المهجورة، مشيرا إلى أن سيطرة القوات العسكرية على المنطقة أجبرته على الانتقال إلى دار أخرى مهجورة والمكوث فيها ستة أشهر بمفرده وكان غذاؤه مقتصرا على التمر والمياه ويحصل عليهما عند خروجه ليلا فقط للبحث عن الطعام قبل أن تداهم قوة من الجيش مكانه في نهاية يناير الماضي وتقوم بالقبض عليه.