الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب في حواره لـ"البوابة نيوز": مشكلة الدول العربية الاستقواء بالخارج.. وقرض "صندوق النقد" كان ضرورة.. والمشروعات القومية لها الأولوية

السفير جمال بيومى
السفير جمال بيومى الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مبارك» تسبب فى تراجع دور مصر الخارجى.. و«السيسى» يستعيده
تكوين تكتل اقتصادى عربى مشترك خطوة ممكنة الحدوث

انضم للسلك الدبلوماسى المصرى عام 1961، وشارك فى مفاوضات مصر التجارية والاقتصادية مع أكثر من 62 دولة، وقاد فريق المفاوضات المصرى لعقد اتفاق المشاركة مع الاتحاد الأوروبى، كما عمل فى البعثات الدبلوماسية لمصر فى كل من رومانيا والبرازيل وألمانيا الاتحادية والكاميرون. حول القضايا الشائكة التى يمر بها عالمنا العربى، بالإضافة إلى الخوض فى أسباب الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر، «البوابة» التقت السفير جمال بيومى الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب والمسئول عن اتفاقية الشراكة الأوروبية بوزارة التعاون الدولى ومساعد وزير الخارجية السابق، وكان هذا الحوار.
■ إلى أين يتجه العالم العربى فى ظل الأوضاع الراهنة، وما المستجدات على الساحة؟
- العالم العربى قوة كبرى وضخمة ويعانى من مشاكل وبالتالى فهو ليس فى أحسن صوره.
■ ما أبرز المشاكل التى تواجه العرب حاليًا؟
- الأوضاع غير المستقرة فى الكثير من الدول العربية، وهناك مشاكل أخرى تتعلق بانخفاض سعر النفط العربى.
■ كيف نقضى على الصراع الدائر داخل تلك البلدان؟
- أكبر مصيبة أصابت البلاد العربية المتناحرة أن كل طرف يستقوى بطرف خارجى لتدعيم قضيته ووجهة نظره، فتكون عصمته بيد الطرف الخارجى.
■ لماذا تراجع دور مصر الخارجى خلال الأعوام الماضية؟
- لا عيب فى سياستنا الخارجية، العيب فى العشرين عامًا الأخيرة خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فالرجل حينما كان بحكم كبر السن التفت لشأنه الخاص بعيدا عن ممارسة دوره فى تنمية السياسة الخارجية.
■ وما رأيك فى السياسة الخارجية الحالية لمصر؟
- فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، هناك تقدم كبير فى السياسة الخارجية المصرية والرئيس لا يدخر جهدا فى السفر إلى بكين ومنها إلى نيودلهى لنيويورك حتى إنه يذهب إلى جنوب إفريقيا حتى غينيا الاستوائية وهو شخص نشيط جدا فى ذلك، وهو أمر إيجابى نحتاجه لفتح الباب أمام تنمية وتطوير العلاقات الخارجية.
■ كثير من وسائل الإعلام والنشطاء يتحدثون عن وجود ما يسمى بالمؤامرات الدولية على مصر مثل مؤامرة أمريكا على مصر؟
- مؤخرا جاء ٥٧ رجل أعمال أمريكيًا برئاسة المستشار الأول لوزارة خارجية أمريكا، لبحث فرص الاستثمار بمصر، كيف تعرض ذلك الخبر وفى ذات الوقت تعرض خبر أمريكا تتآمر على مصر عبر وسائل الإعلام المختلفة.
■ ما الذى يعكر صفو علاقتنا الخارجية إذن؟
- الذي يعكر صفو العلاقات بيننا وبين البلاد الأخرى الإعلام المصرى الذى يحتاج إلى نوع من الإرشاد والتوجيه، نحتاج أن تتعامل الدولة مع الإعلام بشكل أكبر، لا نحتاج لرقابة على الصحف وما إلى ذلك، وإنما نحتاج إلى وجود زيادة عدد المتحدثين الرسميين للحديث مع الصحافة والإعلام.
■ ما رأيك فى قرض صندوق النقد الدولى، ولماذا هناك مخاوف منه؟
- الطلب الوحيد للصندوق هو إعلامه بكيفية تسديد تلك الأموال التى اقترضتها منه وكيفية تسليمها والصندوق يشترط بيع القطاع العام، هذا أمر لا غضاضة منه فى ظل الظروف التى تحكمنا حاليًا، فحينما ننظر على سبيل المثال إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فهو يكبد الدولة ملايين الجنيهات ويعمل به ٥٣ ألف عامل لا يوجد معين منهم سوى عدد محدود، فلماذا لا تتم خصخصته؟.
صندوق النقد الدولى ينصحك ولا يوجهك، نحن ملاك الصندوق ولنا حصة فى رأس مال الصندوق، ومن يعمل بالصندوق فهو يعمل لدينا نحن وبالتالى فحينما نطلب حصة من المال، فذلك حق أصيل لنا ولا يمكن لأى دولة أن توجهنا أو تتحكم فى مقدراتنا، وجميع ما يقدمه صندوق النقد الدولى مجرد نصائح اقتصادية لمصر إما أن تقبلها وتطبقها وإما أن تحرم نفسك من الحصول على القرض.
■ وما رأيك فى المشروعات القومية الكبرى، ألا توجد أولويات أخرى للإنفاق عليها؟
- هى وجهة نظر صحيحة ولكن هناك وجهة نظر أخرى أصح، فإذا كان راتبك الشهرى ٢٠٠٠ جنيه هل تشترى به طعامًا فقط، أم تتجه لاستثماره فى بناء مشروع يربحك ربحا شهريا، هذا سيأتى بإيراد والآخر لا يأتى إلا بطعام فقط وقد ينفد فى أى وقت.
■ هل أنت متفائل تجاه تنمية الاقتصاد المصري؟
- أنا متفائل على ضوء ما ذكرته، ويجب أن نعترف بوجود مظاهر اقتصادية إيجابية، مثل سماح ١٧ دولة من البلاد العربية بوجود تجارة حرة بين بعضها البعض من بينها مصر، بحيث لا يتم فرض رسوم جمركية على حركة التجارة، فيتم تصدير واستيراد السلع والمنتجات بدون جمارك بين تلك البلدان. وهى خطوة تعد بمثابة نصف المشوار لطريق النمو الاقتصادى، وهو إنجاز خطير لم نكن نحلم به حتى طوال الأعوام الأخيرة، ولكن نصف الإنجاز الآخر يتعلق بحرية حركة الأفراد أيضا لتكون من وإلى البلاد العربية وبعضها البعض، وهو أمر سيساهم فى نمو السوق العربية المشتركة، وتكوين تكتل عربى اقتصادى مشترك، هى خطوة صعبة الحدوث، لكنها ممكنة إذا ما وضعت معايير كما فعلت دول الاتحاد الأوروبي.