الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس: اتجاه الأعمال الفنية نحو المال إضرار بالمجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالجلسة التشاورية من أجل إحياء القيم بقوله: "أرحب بكم في هذه الجلسة التشاورية التي تجمع كوكبة من رجال مصر، في زيارتنا المستمرة خلال الأعياد بين الكنيسة والأزهر نتناقش في هموم الوطن، وذات مرة تناقشنا في موضوع كيف نعيد القيمة والقامة الروحية والإنسانية لمجتمعنا ونظهر فيه القيم التي تعلمناها عبر الأعوام، وكانت نتيجة المناقشة هو هذا اللقاء الذي نجتمع فيه سويا".
وأضاف البابا خلال كلمته التي ألقاها، صباح الْيَوْمَ الثلاثاء، لمشيخة الأزهر، أن الإنسان يحتاج إلى 5 محطات بالترتيب هي: - الأسرة ثم المدرسة ثم المسجد والكنيسة ثم الأصدقاء ثم الإعلام، ولكن هذا الترتيب انعكس فصار الإعلام هو الذي يربي، وصار التليفزيون الأب الثالث، ثم الأصدقاء ثم المؤسسة الدينية ثم المدرسة ثم الأسرة، والتي قل دورها بسبب ظروف اقتصادية ضاغطة، مشيرًا يجب أن نعمل جميعًا كلٌ في تخصصه لضبط المنظومة.
وزاد بابا الإسكندرية لقد تعلمنا أن الثروات توجد في بطون الأرض ولكننا اكتشفنا أن الثروات الحقيقية في فصول الدراسة، لذلك فالأسرة هي الدراسة الصحية وهنا توجد عدة أمور: الشعور بالاحترام فالإنسان يحتاج إلى الشعور بالاحترام، وأنه كائن أرسله الله لرسالة، وهذا الاحترام داخل أسرته حتى يشبع من دفء الأسرة وهو الذي يحميه في المستقبل من أي انحراف.
والآية في سفر الأمثال تقول: اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ (أم 27: 7) البداية هي الأسرة، احترام الطفل وشخصيته هو البداية، الطفل أغلى مادة خام موجودة على أرض مصر.. البداية الحقيقة هي الطفولة.
والأمر الثاني احترام المرأة؛ وهي طفلة صغيرة ومع مراحل النمو والتكوين والتعليم فهي نصف المجتمع والمسئولة عن التوعية والتأهيل، والمرأة المصرية لها مكانة كبيرة فهي صانعة الرجال، وراء كل عظيم امرأة قد تكون أمه أو زوجته أو أخته، وفالقرن الـ 21 هو قرن المرأة واحترام المرأة في الفن والثقافة والعبادة والحياة ينبغي أن يغرس من الصغر، فحينما يأخذ الشباب قرار الارتباط نقول له اختار إنسانة تصلح أن تكون أمًا صالحة.
وعن الأمر الثالث الذي يجب الاهتمام به هو احترام الرموز والتي تبدأ بالأب والأم في البيت، ورجل الدين في المؤسسة الدينية، والمدرس في المؤسسة التعليمية لذلك لا ينبغي أن نضع أمامه هذه الرموز بطريقة ساخرة، فاحترام الرموز يجب أن يشمل البطولة على أرض مصر سواء في التاريخ القريب أو البعيد مما يشكل قيمة عالية في بناء المجتمع والتربية.
وأعرب أن هناك ثلاثة أمور تشكل قيمة عالية عند الإنسان وهي: محبة المال وهي أصل لكل الشرور، ولذلك فاتجاه الأعمال الفنية أو الثقافية نحو المال فقط هو إضرار للمجتمع.
وشدد بطريرك الكرازة المرقسية أن محبة التربية أصل لكل تقدم، ومن هنا أدعو أن يكون لكليات التربية في مصر وضعية خاصة، أن تخرج كليات التربية من فكره المجموع، وأن يختار الطالب بعناية فائقة نفسية وروحية وعلمية واجتماعية؛ لأن هذا سيعد مدرسا، والذي سيمثل حلًا لمشكلات الوطن، أيضًا المدرسون الذين يشكلون الوعي والضمير والثقافة والمعرفة يجب أن تكون هناك عناية خاصة بهم.
وأشار إلى أن محبة الإنسان للإنسان أصل لكل سعادة، لذا يحب الآخر مهما كانت وضعه، هذا هو سر السعادة لأنك إن انخدعت في ذاتك سوف تبني جدارًا بينك وبين السعادة، نحتاج إلى القلب المتسع والفكر المتفتح والروح المتضع إذا علمنا وفكرنا سويًّا وكل جهودنا نبيلة خالصة من أجل هذا الوطن.
لا توجد ثمار بدون جذور، فالجذور تبدأ من الصغر من الأسرة - المدرسة وهكذا.