يمثل الفن التشكيلي في
مصر جزءًا من وجدان المصريين، حتى ولو انشغلوا عنه بأمور المعيشة، فنقوش المعابد
الفرعونية خير دليل على ذلك.
وجاء "معرض الحب" الذي أطلقته الفنانة
التشكيلية إيناس الصديق؛ تزامنًا مع احتفالات عيد الحب، والذي يحل بعد غد.
والتقت "البوابة نيوز" الفنانة للحديث عن
المعرض الذي ينطلق يوم السبت المقبل، ويمتد إلى الخميس 2 مارس بـ"جاليري
ضي"، وإلى نص الحوار..
كيف جاءت الفكرة، وما الدافع
المحرك لتنفيذها؟
"معرض الحب" فلسفته الأساسية الاحتفال
بالحب مع الفنانين التشكيليين، حيث يقدم كل فنان فلسفته الخاصة عن الحب من خلال
كتابة سطرين أو ثلاثة عن معتقداته ورؤيته الخاصة وتقديم أعمال خاصة بالمعرض، ولا
تعتمد أعماله على حب الحبيب فقط، ولكن قد يكون الأم أو الابن أو فقد الحب.. فالحب
مفهوم شامل وكبير.
وقد تم تحديد الميعاد بعد الاحتفال بعيد الحب لإتاحة
الفرصة لكل من فقد الونيس فى ذلك اليوم أن يكون الفن التشكيلى والفنانون ونيسه،
وأيضا من احتفل بإمكانه أن يحتفل معنا فى جو من الحميمية والموسيقى وتقديم الزهور،
وباختصار شديد هو دمج ما بين عيد الحب كاحتفال عالمى والفن التشكيلى.
على أي أساس تم اختيار
الفنانين؟
اخترت 9 فنانين تشكيليين، لكل منهم بصمته الواضحة وأسلوبه
الخاص به ويخلفه طريق طويل من العمل وإثبات الذات، وهم يعدون الآن من أهم فناني مصر،
وقد تم التواصل مع الفنانين من شهر مارس 2016 وهم يعملون من أجل المعرض خلال العام
الماضى كله.
والفنانون هم: أشرف رسلان، أسماء النواوى، إيناس
الصديق، غادة عبد الملك، هند الفلافلى، حسام صقر، محمد عبد الهادى، وليد عبيد،
تفاحة: رشا رجب وكريستوف نيكولاس.
ما برنامج المعرض؟
يفتتح الفنان أحمد نوار فعاليات المعرض يوم 18 فبراير
الحالي في الساعة السابعة مساء فى حضور نخبة من الفنانين التشكيليين، ويقدم الفنان
"يوسف نديم" مقطوعات حية من العزف على المكان أثناء الافتتاح لمدة
ساعتين، فيما سيتم توزيع الزهور على المدعوين، وسيتم تنظيم حفل ختام يعزف فيه
الفنان "إبراهيم الحداد" الموسيقى يوم 1 مارس 2017 لمدة 30 دقيقة.
هل أقيم لهذا المعرض دورات
سابقة، وما المردود الذي تنتظرونه كفنانين تشكيليين من هذا المعرض؟
هى أول دورة، والمردود المنتظر هو دخول جهمور جديد
من الجمهور العادى لوسط الفن التشكيلى ليحدث اندماج بين المجتمع والفنانين.
وهل الفن التشكيلي مهضوم حقه
في الثقافة المصرية ولا يحظى باهتمام من المواطنين، وهل من الممكن في السنوات
المقبلة أن يحظى باهتمام أكثر؟
للأسف الفن
التشكيلى مهضوم حقه فى مصر، ولكن ذلك يرجع للحالة الثقافية والمادية للمجتمع، وأرى
أنه إذا أردت أن تحطم بلدا أو مجتمعا، فلا بد أن تحطمها فنيا وثقافيا أولا،
فالحضارات القوية التى تستمر تقوم على الفن في المقام الأول مثل الحضارات
الفرعونية والإسلامية والقبطية، وكذلك في العصور البدائية كان الإنسان يرسم على
جدران الكهوف.. ولكن عذرنا أن المواطن حاليا يعيش حالة من الصراع حتى يحصل على كيس
سكر أو رغيف خبز، ويعتبر حصوله عليهما فرحة وانتصارا، فليس لديه الوقت ليلتفت لما
هو غير ذلك.
هل ترين أن الوطن العربي شعب
يتذوق بالسماع أكثر من العين؟
(لا داعى للتعميم بذكر
الوطن العربى لأن الموضوع كبير وله تشعبات).. ولنتكلم عن الشعب المصرى، لأنه أهلي
الذين أعيش معهم يوميا، المصريون شعب متذوق وذو لهفة لكل ما هو جميل، فكم منا
يتمنى أن يعيش فى بلد نظيف يتخلله الحدائق والنظام والفن فى الطرقات، الشعب المصري
معظمه عنده استعداد كامل لتلقى أى شيء جديد جميل، سواء بالسماع أو الإبصار، فهو
متعطش للجمال.
