الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

قررنا فضح أفكارهم الشاذة.. أول حوار مع قيادي في "حسم" الإرهابية.. عملياتنا تهدف لنزع هيبة "النظام".. ومن يدعي انتماءنا للأجهزة الأمنية "مهزوم نفسيًا"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■ مؤسسات الدولة فى حكم «الطائفة الممتنعة».. والتجنيد الإجبارى حرام ■ الديمقراطية أفضل للأمة من الاستبداد لكنها ليست مشروعنا

توصلت «البوابة» إلى حوار بين أحد عناصر الدولة الإرهابية «داعش»، وقيادى فى حركة «حسم» الإرهابية، دار بينهما على ما يسمى موقع «إعلام المقاومة». وتدخلت الجريدة فى الحوار بإرسال بعض الأسئلة، وكشفت الإجابات سواء عن أسئلتنا أو التى تضمنها الحوار بين الإرهابيين، عن أفكار الجماعة والتنظيم، وكيف تلاقيا فى بعض النقاط واختلفا فى أخرى.
إلى نص الحوار الذى يحمل الكثير من الادعاءات والمزاعم، والتى يعد نشرها ضرورة للتعرف على ما وصل إليه هؤلاء الإرهابيون من أفكار تعادى الدين والوطن.

■ كيف تردون على من يتهمكم بأنكم أذرع لأجهزة أمنية عملياتكم لصالح النظام؟
- نشفق على هؤلاء الذين بلغت بهم الهزيمة النفسية أنهم لا يتصورون أن أحدا بإمكانه إلحاق الأذى والضرر بالنظام سوى أجهزة الأمن نفسها. رأس مال النظم المستبدة هو هيبتها عند الشعوب المستعبدة، وهى حريصة علي ألا تهتز هيبتها تلك، وألا يشعر هؤلاء النيام أن لله جنودا سلطهم الله على الظالمين يقتصون منهم ويؤلمونهم كما يؤلمون المؤمنين المظلومين، المقاومة تهدف أولا إلى نزع هذه الهيبة من نفوس الناس، وإلى بث الرعب فى نفوس الظالمين، بينما هم يروجون لغير ذلك، والبعض للأسف بطيب نية يشاركهم فى فعلهم.
■ لماذا تقتلون الضباط والمجندين وبعضهم لم يدخل فى صراع معكم أو مع غيركم؟
- الإجمال فى هذا الموضوع عندنا أن من يقاتل تحت راية فهو منها وحكمه العملى حكمها، فمن قاتل تحت راية بغاة فحكم قتاله حكم البغاة، ومن قاتل تحت راية مرتدين فحكم قتاله حكم المرتدين، ومن قاتل تحت راية كفار أصليين فحكم قتاله حكم الكفار الأصليين.
إن كان فى هؤلاء مُكره أو جاهل أو غير متعمد، فالله سبحانه وتعالى لم يكلفنا بما لا نطيق، فنحن لا نكشف عن قلوب الناس ولا نحكم عليهم أصلا بكفر أو ردة، وإنما نقاتل من قاتل، وندفع صولة من صال، ومن كان له عذر فلعله ينفعه عند الله سبحانه وتعالى فى الآخرة. 
■ لماذا ترون مؤسسات الدولة المصرية تجرى عليها حكم الطائفة الممتنعة؟
- هذه المؤسسات صارت فى حكم الطائفة الممتنعة فعلا، التى يمنع بعضها بعضا، ويحمى بعضها البعض الآخر، فيحمون القتلة بينهم ويدرئون عنهم، وجمهور العلماء أن الردء والطليع للقاتل «من يردأ عنه ويشكل طليعة له» له حكم المباشر بالقتل نفسه.
الطائفة التى تمتنع بشوكة وقوة فحكمها حكم الواحد، وهو نفس حال المجاهدين فإن مجموعة من المجاهدين منهم المرابط والذى يعمل فى الرصد والاستطلاع ومنهم من يوفر مالا وغير ذلك من مهام إلا أنهم مشتركون فى الثواب وأجر المجاهدين ولا يختص المنفذ بالأجر، فمثله وزر المعتدين والباغين وحكمهم.
■ ما حكم التجنيد الوطنى الإجبارى لديكم؟ 
- التجنيد الإجبارى حرام من ناحية الأصل، وهو أمر مستحدث فى بلادنا منذ بدايات القرن التاسع عشر، ومأخوذ عن الغرب، فلا إكراه على الجهاد، وإنما ندب وتحريض وإقناع بالحسنى، هذا إن كانت هذه الجيوش أصلا قد وضعت الجهاد فى عقيدتها العسكرية، بل خدمة أعداء الأمة والحفاظ على ملك الطغاة والمفسدين، وينبغى على المسلم الحر ألا يستسلم لهذه الحال وسيجعل الله له فرجا ومخرجا.
كما أن معاونة الظالمين والعمل لديهم حرام شرعا، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: «ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء، يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن لهم عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا».
المراد بالشرطى فى هذا الحديث الشريف خصوص أعوان الظلمة والسلاطين الفجرة، الذين لا يقومون بحق ولا يتنزهون عن باطل، مع ما فيهم من عسف وعدوان، فهؤلاء جديرون بغضب الله تعالى لما يقومون به من إعانة الظلمة والطغاة على ظلمهم فهم أدوات الظالم فى ظلم الناس وانتهاك أعراضهم واستباحة أموالهم، وقد جاء فى الحديث: «سيكون فى آخر الزمان شرطة يغدون فى غضب الله ويروحون فى سخط الله».
الإكراه ليس لفظا عاما بلا مدلول شرعى محدد فيستغله من شاء كيفما شاء، فلا يعد إكراها ما يمكن الفرار منه بالهرب أو الهجرة مثلا، ولا يعد إكراها الخوف على الدنيا فلا يحل ما هو محرم شرعا حرصا على وظيفة أو مصلحة، كما أنه لا يحل لأحد أن يعمل فى عمل يعرف مسبقا أنه سيكره فيه على حرام أو معاونة ظالم كدخول أرض يعرف مسبقا أن أهلها يكرهون ساكنيها على الكفر فلا يكون ذلك له عذر.
■ لماذا تسمونها مقاومة وثورة وليس جهادا؟ ولماذا ديموقراطية وعدالة اجتماعية وليس شريعة إسلامية؟ 
- لا مشاحة مبدئيا فى الاصطلاح، وكل مفردة اصطلح عليها الناس للدلالة على مدلول يوافق الشرع فهى مصطلح شرعى، مثلا مصطلح «العقيدة» لم يرد فى القرآن ولا فى السنة بأى اشتقاق، وإنما جاء لفظ الإيمان، وقد تلقى علماء المسلمين قاطبة مصطلح العقيدة للدلالة على الإيمان دون حساسية، وهذا أمر طبيعى.
المقاومة والثورة تدل فى وعى الناس على معان شرعية سامية وكبيرة، ولا مانع من استخدامها إلى جانب المصطلح القرآنى «الجهاد»، والعدل الاجتماعى مقصد من مقاصد الشريعة، والنبى صلى الله عليه وسلم حرض على القتال والاستشهاد دفاعا عن المال وألا يسمح المسلم لأحد بالاستيلاء على أمواله ومقدراته الخاصة، فما بالك بأموال الأمة ومقدراتها.
الديمقراطية أفضل للأمة من الاستبداد، لكنها ليست مشروعنا وليست نهاية التاريخ ولا أفضل ما يمكن أن يصل إليه العقل البشرى. والأمة ستكون يوما ما بحاجة إلى تفعيل قيم نظامها الشورى الإسلامى فى آليات ونماذج عملية تعبر عن هذا النظام المتفرد، وليس اقتباسا حرفيا من أى نظم نشأت فى سياقات حضارية مغايرة.
■ ما معنى «الذئب المنفرد» من الناحية الشرعية لديكم.. خاصة أنه مصطلح جديد؟
- هى إستراتيجية عسكرية للإثخان فى العدو وتشتيته عبر العمل منفردا من غير تنظيم كبير، فالجيوش النظامية يصعب عليها مواجهة الحالات الجهادية الشعبوية السائلة، لأنها تفقد قدرتها على التنبؤ والتوقع فى هذه الحالة، كما تتشتت قدراتها الأمنية فى متابعة كل هذه المجموعات المنفردة، والله سبحانه وتعالى يقول: «خذوا حذرَكم فانفرُوا ثباتٍ أو انفرُوا جميعًا»، والثبات ثبة وهى الفرقة الصغيرة، والمعنى انفروا فرقة من بعد فرقة ومجموعة بعد مجموعة، قال بن عباس: «أى انفروا سرايا متفرقين».
■ متى سنراكم تعلنونها واضحة ويكون لكم كتائب ومتحدث رسمي؟
- المشروع الثورى الجهادى فى مصر ينمو بفضل الله ويتقدم فى مساحات جديدة فى الوعى والحركة، ولعله يصل يوما إلى ما تسأل عنه حسب ظروف الواقع وتطوراته، والله غالب على أمره.
■ هل أنتم فصيل فى جماعة الإخوان متخفٍ يعمل على الأرض؟
- لسنا فصيلا فى أى جماعة، حركات المقاومة تعبر عن نفسها بنفسها، وهى ملك للقضية وحدها، قضية الدين والثورة وتحرير الأمة من الاحتلال والاستبداد.
■ كثير من شباب الإخوان يرون الحل سياسيا.. فلماذا نقاتل ونهدر الدماء إذن؟ 
- نحن لا نعرف الغيب ولا نتألى على الله بمعرفة مآلات الأوضاع، إلا أن سنن الله التى نراها فى كتابه المقروء وكونه المنظور، تنبئنا أن الله يمحق الظالمين، وأن الله ينصر الفئة المجاهدة ولو كانت قليلة، وأن الله يداول الأيام بين الناس، ويعز أولياءه بعد أن يثبتوا ويجاهدوا فى الله حق جهاده. ألم تر أن الله يقول: «فقاتل فى سبيلِ الله لا تكلف إلا نفسَك وحرّضِ المؤمنينَ عسى اللهُ أن يكفّ بأسَ الذين كفروا واللهُ أشدّ بأسًا وأشدّ تنكيلًا».
■ لو هناك عضو يريد الانضمام إليكم كيف يصل؟
- ابحث عن المقاومين والمجاهدين حولك، واجتهد فى الوصول، واسأل الله عز وجل أن يهيئ لك سبل الجهاد ويعينك عليه، وانو الرباط وأعد نفسك، واحتسب كل وقتك فى سبيل الله.
■ هل الحل فى التصفية فقط أم تكون هناك آليات على الأرض للمواجهة؟
- الظلم الذى تتعرض له الأمة شامل ومتنوع، وبمسارات متعددة ومتنوعة، ومقاومته كذلك يجب أن تكون شاملة ومتنوعة وتحقق التكامل بينها، الجهاد ذروة سنام الإسلام، ولكن للإسلام أركانا أخرى ينبغى أن تتحقق.
المقاومة ركن ركين فى دفع النظام وإسقاطه وإنهاء بغيه، ويجب أيضا أن يتحرك الجميع فى كل المسارات التى يمكن من خلالها تقويض سلطة النظام وخلخلة استقراره وصولا لإسقاطه، نحن جزء من الأمة ولا ننوب عنها، نحن صوت لمسار رئيسى ولا ننكر غيره أو ننتقص منه.
■ هل تتبعونَ لأى جماعةٍ أو تنظيم؟ وهل لديكم صلة مباشرة بالحركات العاملة فى مصر؟
- نحن صوت لكل عمل مقاوم ومجاهد فى مصر أيا كان مصدره، ونحن بلاغ للناس أن قاوموا وجاهدوا واصبروا وصابروا، ونحن إعلام لكل رصاصة يقذفها مجاهد صوب صدور المجرمين وكل عبوة تمزق أجسادهم الباغية الظالمة وترفع أذاهم عن الناس.
■ كيف تنظرون للنظام المصرى من الناحية الشرعية؟
- النظام المصرى يعد شرعا صائلا على الأعراض والأموال والأرواح، فضلا عن صولته على الأمة باغتصاب أمرها قهرا وتعطيل السعى لإقامة شرع الله سبحانه وتعالى فى أرضه، وكل ذلك أسباب توجب دفعه حتى يندفع وتنتهى صولته وبكل وسيلة يمكن دفعه بها. الصائل اصطلاحا يعنى «الاستطالة والوثوب على الغير بغير حق».
من ناحية كفره، فالمعمول به عندنا أن هذا النظام قد ارتكب أعمالا توصف شرعا بالكفر والردة، وقد أمرنا النبى بنزع الطاعة وبخلع الحاكم الذى تظهر منه أعمال الكفر، هذا إن حقت أو وجبت له الطاعة ابتداءً، وهى منتفية فى حالة هذا النظام الذى لم تنشأ له شرعية من الأصل. ظهر للعامة موالاته الفجة لأعداء الأمة ومظاهرتهم عليها وعلى ثوراتها فى كل مكان، وحربه على قوى الجهاد والمقاومة التى تعمل لنصرة الدين داخل مصر وخارجها، اتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين، أى مناصرتهم ومظاهرتهم ومعاونتهم على أهل الإسلام كفر صريح، وردة سافرة، وعلى هذا انعقد إجماع أهل العلم.