الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد حافظ رجب.. رائد تجديد القصة القصيرة

محمد حافظ رجب
محمد حافظ رجب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«التمرد» يعتبر أدق الصفات التى من الممكن أن يتصف بها الأديب الكبير محمد حافظ رجب، سواء على مستوى حياته أو مستوى كتاباته، إذ يعتبرونه البعض من أهم رواد التجديد فى القصة العربية القصيرة، نظرًا لثراء وعمق وتفرد عطائه الإبداعى، فمنذ باكورة قصصه «الكرة ورأس الرجل»، تمرد على البناء التقليدى للقصة القصيرة من حيث التقريرية، فتدور حول كاتب يكتب فى صحيفة هجرها قراؤها، والملاعب مملوءة باللاعبين والمتفرجين. 
ويتقاطع الخطان الرئيسيان: رأس الرجل «الكاتب» من ناحية، والكرة من ناحية ثانية، ليتضح أنه لا يقدم لنا قصة منطقية، أو حدوتة متتابعة الأحداث، وإنما يُعالج فكرةً معالجة فنية خالصة بالصورة والحدث والمُفارقة والتداخل بين الأشياء. ولد محمد حافظ رجب فى الإسكندرية عام ١٩٣٥ وأقام بالقاهرة فترة، عمل خلالها بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ثم عاد للإسكندرية عام ١٩٦٢، ليواصل الكتابة، شارك فى تأسيس الرابطة الثقافية للأدباء الناشئين، عرفته أرصفة الإسكندرية بائعًا للب والفول وبائعًا للسجائر وطفلًا بائعًا لليانصيب لم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية، أسس هو وآخرون رابطة لكتّاب الطليعة بالإسكندرية، حيث كتب الراحل لطفى الخولى أن مستقبل القصة ينبع من هذه الرابطة، أصدر مجموعته القصصية «غرباء» عام ١٩٦٨ تلتها الكرة ورأس الرجل «مخلوقات براد الشاى المغلى»، و«حماصة وقهقهات الحمير الذكية»، و«اشتعال رأس الميت»، و«طارق ليل الظلمات»، و«رقصات مرحة لبغال البلدية»، و«عشق كوب عصير الجوافة».
وحسبما أشار بعض النقاد سيظل محمد حافظ رجب فى حاجة دائمة لإعادة اكتشاف، نظرًا لثراء وعمق وتفرد عطائه الإبداعى، وأن تلقيبه برائد التجديد فى القصة القصيرة العربية لم يكن عبثًا، حيث إنه يمثل حالة نادرة من حالات الإبداع العلمى، وهو من القلائل فى تاريخ القصة القصيرة العربية الذى أضاف تجديدًا عميقًا ومهمًا لنوعية الإبداع فى هذا المجال. و
أصدرت دار العين بالقاهرة مؤخرا أعماله الكاملة لإحياء الحياة الأدبية فى الستينيات، وتركيب تاريخ مصر على لسان «محمد حافظ رجب» وشركائه الذين آمنوا بالقول النهضوى لـ«رفاعة رافع الطهطاوى»: «ليكن الوطن محلًا للسعادة المشتركة بيننا، نبنيه بالحرية والفكر والمصنع».