الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الروائية اللبنانية صاحبة التجربة الثرية "سونيا بوماد" في حوارها لـ"البوابة نيوز": الجوائز شوهت سمعة "الأدب العربي".. و"معرض القاهرة" الأفضل

الروائية اللبنانية
الروائية اللبنانية سونيا بوماد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الروائية اللبنانية «سونيا بوماد» أديبة عربية متميزة لها تجربة إبداعية ثرية، ومؤخرا شاركت فى فعاليات الدورة الــ48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث طرحت روايتها الصادرة حديثًا «أنا الآخر».
«البوابة» التقت «بوماد»، حيث أكدت أنها أرادت من خلال الرواية نقل أفكار علمية مثل الاستنساخ، إلى أكبر عدد من قراء الرواية، من خلال تعاطفهم مع البطل المستنسخ، مشيرة إلى أنها تفضل ذلك النوع من الكتابات، التى تجعلها تبحث داخل المراجع لتتعرف على أصول الفكرة ومنابعها، مضيفة أنه الأسلوب الذى تتبعه دائما لإثارة ذهن القارئ ودفعه للتعمق والإبحار والبحث، فتكون قد أشبعته أدبيًا من خلال فكرة تغذت بها روحه، وأشبعته علميًا بإعطائه وجبة معلوماتية أو تاريخية دسمة داخل مضمون الرواية بسلاسة وسهولة.
ولفتت «بوماد» إلى أن الكاتب لا يجوز له أن يعبر عن رأيه داخل أعماله، ولكنه يثير الفكرة كما هى من خلال قراءته لعدة مصادر يقوم بطرح أفكارهم بسرده للقارئ ويتركه يحدد أيهما أقرب إلى الصواب، دون تدخل الكاتب فى ترسيخ قناعته الشخصية، مشيرة إلى أن من حق الكاتب أن ينقل وجهة نظره من خلال ندوات أو مؤتمرات أو لقاءات صحفية وتليفزيونية، ولكن دون أن يفرض أفكاره بالكتابات. 
وقالت «بوماد»: إنها بانتظار ميلاد عملها الروائى الجديد «الرصاصة الصديقة» التى قصّت فيها وبكل مصداقية سيرتها الذاتية ومعاناتها مع الاغتراب وذهابها إلى النمسا كلاجئة، والتى جمعت معاناتها وآلامها وشكلتها لتكون بطلة الرواية، بمشاركة أطفالها وعائلتها وجيرانها الذين تشاركت معهم تلك الأحداث، مؤكدة أن تلك الرواية تعد التحدى الأكبر لذاتها لأنها نقلت بها الواقع كما هو بمأساته وبؤسه، وما عانت منه بمخيمات اللجوء، وفقدها لابنتها «لارا» التى راحت ضحية الحروب، والعديد من المواقف التى وصفتها بـ«المخجلة»، مشيرة إلى أنها طالما تراجعت عن ذكر بعض المواقف داخل الرواية حتى لا تشعر بتعاطف وإشفاق الناس عليها، ولكى لا تنجرح قلوب القريبين منها لما حدث لها، ولكنها استطاعت أن تتحدى ذلك فى سبيل إنتاج هذا العمل الذى وصفته بـ«الأهم» فى تاريخها الأدبى. 
وذكرت أن كتابات السيرة الذاتية تواجه العديد من الانتقادات والتخوفات والأزمات فى مجتمعاتنا العربية، والتى يصل ذكر أسماء بعضهم فيها إلى حد مقاضاة الكاتب، حتى إن كان دوره هامشيًا بالكتاب، مشيرة إلى أن ذلك نوع من أنواع عدم القدرة على المواجهة أو الخوف من نظرة المجتمع، أما فى الدول الغربية، فيحافظون على أخذ آراء من تم ذكرهم فى الرواية ومدى سماحهم لذلك، احتراما للقانون، مؤكدة أنها لم تلق صعوبة عند ذكر بعض الأشخاص الأوروبيين بروايتها «الرصاصة الصديقة» والذين رحبوا بمشاركتها تلك الملحمة الشخصية والمأساة الإنسانية.
وقالت «بوماد» إن الجوائز العربية شوهت سمعة الأدب العربى بالغرب، لأن الكتب التى تفوز بجائزة كـ «البوكر» تتم ترجمتها وتوزيعها بأوروبا، فيقرأها الكاتب، ويعتقد أن ذلك هو الأدب العربى، مشيرة إلى أن اختيار تلك الأعمال، يتوقف على مدى قرب الكاتب للجنة التحكيم أو أمور سياسية أو غيره، ولكن لم يتم اختيار ما هو أجدر على الفوز، فيتم نقل صورة مغلوطة للغرب عن الأدب العربى، مضيفة أن تلك الجوائز جعلت العديد من الكتاب يلهثون وراءها للحصول على منافع بعدها.
وأكدت أنها وضعت يدها على بعض النقاط التى تثبت أن اختيار الفائزين بالجوائز يعتمد على مصالح شخصية، لدرجة أنها تتوقع من سيفوز قبلها وكأنهم معروفون، مشيرة إلى أنها سوف تثبت فى القريب العاجل مدى صحة كلامها، مؤكدة أن هناك العديد من الكتاب الذين أنتجوا أعمالًا أدبية قيمة تطرح فكرة جديدة وتناقشها باحترافية، يرفضون الترشيح لتلك الجوائز لعلمهم بأنهم لن يفوزوا لعدم وجود مصالح شخصية أو منافع مع لجنة التحكيم.
وذكرت «بوماد»، أن هناك اختلافًا كبيرًا بين معارض الكتاب العربية والغربية من حيث التنظيم والتسويق والاهتمام بالكاتب والكتاب، حيث إن الشعوب الغربية لا تواجه أزمات اقتصادية والكتاب بمعزل عنها، كما تتضمن تلك الدول وجود وزراء ثقافة يقومون بصرف ميزانيات ضخمة للكاتب والكتاب لإيمانهم بهم وبدورهم فى التطوير، مؤكدة أن تلك الوزارات تعطي منحًا كبيرة لكل من يريد أن ينتج كتابًا جديدًا، وهو ما نفتقده من دعم فى المجتمع العربى الذى لا يعى أهمية الثقافة.
وطالبت «بوماد» بإنشاء مؤسسة عربية متخصصة بترجمة الأدب العربى دون وجود مصالح، وتوصيله إلى الغرب ليعى كنوز العرب؛ كما أفصحت عن أن معرض القاهرة الدولى للكتاب من أفضل المعارض العربية من حيث الثقافة والتنظيم، لأن مصر هى بلد الثقافة ومركز الفنون، مؤكدة أنه بالرغم مما يواجهه الشاب المصرى من ضغوط وصعاب، إلا أنه ما زال محتفظًا بتفتيح آفاق عقله وشراء الكتب لرغبته بالقراءة.