الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

العراقية فردوس العوادي: السنَّة بريئة من "الدواعش".. و"تركيا" تحولت لدولة أزمات.. وسنردّ بصرامة إذا لم يخرج الأتراك من أرضنا

قالت: انتظروا «جاستا عراقى» لعقاب الدول التى شاركت فى تدمير بلدنا

العراقية فردوس العوادي
العراقية فردوس العوادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■ نرفض ترشيح أى فرد من «عائلة صدام» للرئاسة.. وأدعم «المالكى» لرئاسة الوزراء

تعيش العراق فى الفترة الحالية حربًا ضروسًا فى سبيل التطهر من الإرهاب الذى انتشر فيها، بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابى واحتلاله مناطق كبرى فى العراق مدعومًا من مخابرات أجنبية.
وفى ضوء هذه الحرب اتخذ البرلمان العراقى العديد من القرارات، وأصدر العديد من القوانين منها قانون الحشد الشعبى، إضافة إلى التجهيز لقانون جاستا عراقى، الذى تقدمت به النائبة العراقية فردوس العوداى على غرار قانون جاستا الأمريكى لمعاقبة كل دولة يثبت تورطها فى إشعال الحرب فى العراق.
«البوابة» التقت النائبة فردوس العوادى، وتحدثت معها فى مستقبل العراق والحرب التى يخوضها ضد داعش، وأزمة التدخل التركى فى الشأن العراقى.
■ تفاصيل قانون «جاستا العراقى»؟
- هو قانون تقدمت به لمجلس النواب العراقى، هدفه معاقبة أى دولة ثبت تورطها فى الإرهاب، وقتل الأبرياء، وتدمير البنى التحتية فى العراق، والقانون فى طور الإعداد والدراسة القانونية، وسيعتمد قريبًا إن شاء الله.
■ كيف تقيمى أداء الرئيس الحالى للبرلمان العراقى سليم الجبورى، خاصة بعد ما تردد بشأن انتمائه للإخوان؟
- أعتقد أن مجلس النواب فى هذه المرحلة، وفى ظل وجود رئيس مجلس النواب سليم الجبورى، مختلف عن سلفه أسامة النجيفى من حيث تعاطى الجبورى مع القضايا التى تعرض من قبل أعضاء مجلس النواب، خاصة الحراك الأخير، المتعلق باستجواب المسئولين المقصرين، وإقالة من ثبت تقصيره وهدره للمال العام، إضافة إلى قراراته الحاسمة التى اتخذها فى إطار حرب الدولة العراقية على الإرهاب، كل هذا يجعله الأفضل حتى فى ظل فكره الإخوانى.
■ كيف ستتعاملون مع تصريحات مسعود البارزانى، رئيس إقليم كردستان، بسبب رغبته فى الانفصال؟
- مسعود البارزانى نعده من الشخصيات التى كان لها دور فى المؤامرة التى أدت إلى سقوط الموصل بيد داعش، وموقفنا منه محسوم مقدمًا، ونعتقد أن ما يقوم به الآن غير مجدٍ، لأن النهج الذى يسير فيه لا يخدم العراق ولا كردستان، وعلاقتنا مع الشعب الكردى وقواه السياسية موضع احترام واهتمام وتقدير، لأننا شعب واحد لا يمكن فصله أو تقسيمه كما يرغب هو ومؤيدوه.
■ هل المعركة الحالية فى العراق طائفية بين السنّة والشيعة؟ وماذا قدم البرلمان العراقى لسنّة العراق؟ 
- يحاول البعض أن يدّعى هذا الأمر، رغم أن المعركة الحالية بين العراقيين الشرفاء بكل مذاهبهم، وأعراقهم، وبين تنظيم داعش الإرهابى، وداعش لا دين له ولا طائفة، فهم عصابة نهجها القتل والتدمير والخراب، وما ارتكبوه بحق السنّة كثير، ليس فى العراق فحسب، بل حتى فى سوريا، واليمن، ومصر، وليبيا، ومن الظلم أن ننسب داعش لأهل السنّة، أما بخصوص البرلمان وما قدمه لسنّة العراق، فأعتقد أن مجلس النواب لا يتعاطى مع القضايا التى تمس المواطن، سواء من المناطق الغربية أو الشرقية من زاوية طائفية، لأن هذا الأمر لا يتقبله أحد، وبالتالى الجميع متفق على التعاطى مع كل القضايا التى تمس أبناء العراق، سواء كانوا من كردستان أو الأنبار أو من البصرة بشكل إيجابى مسئول، وغير منحاز.
■ ما مستقبل العراق من وجهة نظرك؟
- أعتقد أن العراق سيواجه تحديات كثيرة، لأن معركة الموصل معقدة ومتشابكة، والمصالح تختلف حسب طبيعة كل طرف، وقد تطول لأشهر لحين الانتهاء من لىّ الأذرع بين تلك الأطراف، كما أن القوى الخارجية تحاول أن تتحكم فى سياسته أكثر من قواه المحلية، لذلك أرى أن التوافق السياسى بين المكونات، والكتل السياسية، هى التى ستحدد مستقبل البلاد، ونحن ندعو إلى استلام الحكومة المحلية محافظ، ومجلس المحافظة إدارة المحافظة بكامل حدودها، ورفض تقسيمها، والسيطرة على بعض وحداتها الإدارية.
■ هل ستشاركين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وما رأيك فى الرأى السائد، بأن نورى المالكى هو أبرز المرشحين لتولى رئاسة وزراء العراق؟
- لم أحسم القرار فى المشاركة فى الانتخابات بعد، أما بخصوص نورى المالكى فأقول إن السيد المالكى شخصية وطنية ذات رأى ووعي عميق، وتفكير واسع الأفق، لذلك فإن ترشيحه لرئاسة الوزراء يأتى لتمتعه بهذا الصفات، ناهيك عن أنه حكم العراق فى أصعب فتراته، وحقق الكثير من الإنجازات، لذلك نحن نتطلع إلى عودته إلى المسئولية إذا ما اختاره الشعب مجددًا.
■ كيف ترين معركة تحرير الموصل؟
- أجد أن معركة الموصل فيها شيء من التعقيد، إلا أننى أعتقد أن سيناريو خروج داعش سيكون مشابهًا لسيناريو دخولها للمدينة، أى إن المعركة لن تكون مشابهة للمعارك التقليدية، وبالتالى فإن تحرير الموصل سيكون عبر مخطط يشرف عليه من خططوا لإسقاطها ذاتهم من جهة، والقوى الأمنية والوطنية من جهة أخرى. 
■ إلى أى مدى وصلت الأزمة بين العراق وتركيا؟
- لا تزال تركيا لديها أطماع فى أرض العراق، وتحاول أن تجد لها ذرائع للتدخل، وأعتقد أن السياسة التى ينتهجها الحكام فى تركيا، هى سياسة تصدير الأزمات إلى الخارج، خاصة بعد الانقلاب التركى المزعوم، والعراق لا يزال يسلك الطرق الدبلوماسية والقانونية فى التعاطى مع التواجد التركى على الأراضى العراقية، وأعتقد أن رد العراق سيكون صارمًا، إذا ما قررت تركيا البقاء أو التدخل فى الشأن الداخلى للعراق، لأننا نؤمن بأن سيادة بلدنا خط أحمر، ولا أحد يجامل على حساب الوطن، ومع الأسف، فإن تركيا، فى ظل إدارة رجب طيب أردوغان، تحولت إلى دولة أزمات مع كل الدول المحيطة، كما هى فى أزمة حتى مع الشعب التركى.
■ ما مخططكم لإعادة إعمار العراق مرة أخرى؟
- العراق بلد غنى ومتنوع الثروات، ولكن الحرب على الإرهاب استنزفت طاقاته، ونحن على أبواب النصر النهائى إن شاء الله، وسنعيد بناءه من جديد، وسنرفع دعوى على الدول التى ساهمت فى تدمير البنى الأساسية بشكل مباشر، وغير مباشر، وسنطالبهم بالتعويضات لإعادة البناء.
■ من السبب وراء دمار العراق الحالي؟
- أول من بدأ تدمير العراق وتشريد أهله هو الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، ومن دعمه ضد الشعب العراقى إضافة للحروب التى فرضها على العراق، مع الدول المجاورة، وهو السبب فى الاحتلال الأمريكى للعراق، إذ اتخذت جرائمه ضد الإنسانية ذريعة لذلك، فجاء الدمار الآخر من الأمريكان، ثم الإرهاب الذى كانت آخر حلقاته داعش ومن دعمها ومولها ودرب عناصرها وسلحها، وسيندم كل من ساهم فى تدمير العراق وإراقة دماء أبنائه الأباة، ولا أنسى من ثبت فساده من المسئولين.
■ ما رأيك فى ترشح أحد أفراد أسرة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين لانتخابات الرئاسة فى العراق؟
- إذا كان المرشح هو من أقارب صدام حسين أو من عائلته، فأعتقد أن الشعب العراقى سيرفضه، لأن جراح هذا الشعب لم تندمل بعد، والبعث فى نظر العراقيين يعنى الاغتيال السياسى والتآمر والانقلابات العسكرية والظلم والاضطهاد والقهر، والتعذيب وتذويب المعارضين، وزوار الفجر والاختطاف والاختفاء وإعادة المختطف بعد أشهر أو سنوات فى أكياس القمامة مهشماً، مع أوامر بعدم إقامة مراسم العزاء، والتحذير بإنزال أشد العقوبات حال مخالفة هذه الأوامر الجائرة، لذلك كلنا نعارض عودة البعث أو أى شخص له ارتباط بصدام أو من أفراد عائلته إلى الحياة السياسية، ثم كيف يعودون والدستور يمنع والبرلمان يجرّم الانتماء للبعث.
■ أخيرًا.. ما رسالتك للشعب العراقى؟
- رسالتى للشعب العراقى هى: أيها الشعب العراقى الكريم، أيها الأصيل يا سليل الحضارات، لا يخدعنك من يتباكى على العراقيين هادفًا إشعال نار الفتنة الطائفية لأهداف سياسية رخيصة، فقد عشت طوال السنين متنوع الأديان والمذاهب والقوميات، ولم يمنعك ذلك من العيش بأخوة وسلام فى نسيجك المتنوع، حذار ثم حذار مما يراد لك أن تنجر إليه، وأملنا بالله وبك كبير أن تسمو فوق جراحك، وتعبر هذه المحنة كما عبرت غيرها من قبل.