الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مستشار المركز الأوروبي لـ"مكافحة الإرهاب" في حواره لـ"البوابة نيوز": "السيسي" أكثر الداعمين العرب للعراق في مواجهة "داعش".. والتنظيم يعيش على سرقة "الآثار".. و"الإخوان" لبنة ظهور التنظيمات الإرهابية

عماد علو، مستشار
عماد علو، مستشار المركز الاوربي لدراسات مكافحة الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال اللواء الركن المتقاعد عماد علو، مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إن القوات المسلحة العراقية حققت إنجاز عسكري تجاوز كل التوقعات التي كانت يظن البعض أنها ستستغرق سنوات، موضحًا أن الساحل الأيسر تم تحريره بالكامل وعادت الحياة الطبيعية إلى معظم أحيائه والتحق الأطفال بمدارسهم بعد سنتين ونصف من توقف الدراسة.

وأضاف علو في حواره لـ"البوابة نيوز"، أن تنظيم داعش يستهدف المناطق الأثرية لمحو الذاكرة الحضارية للمجتمعات، لتغطية سرقته وتجارته بالآثار ثبت هذا بالدليل القاطع بعد عثور القوات العراقية على وثائق في أحد مقرات داعش الإرهابي في الساحل الأيسر تشير إلى حجم الأموال التي كان يجنيها من بيع الآثار والإتجار بها.



في البداية.. حدثنا عن الوضع الآن داخل العراق؟

على الرغم من المعاضل والمشاكل التي تواجه الحكومة العراقية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا إلا أن الانتصارات التي حققتها في محافظات صلاح الدين والأنبار، أدي إلي شعور المواطن العراقي بثقة أكبر بالحكومة، وذلك نتيجة لشعوره بقدرات وإمكانيات الجيش العراقي على دحر وهزيمة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي الذي شكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار والسلم، في العراق منذ أكثر من 3 سنوات.

كيف وصلت الحرب في الموصل بين "داعش" والجيش العراقي؟

القوات المسلحة العراقية حققت إنجازًا عسكريًا، تجاوز كل التوقعات التي كان البعض يؤكد علي أنها ستستغرق سنوات، بالرغم من وجود الكارثة الإنسانية بوجود أكثر من مليون ونصف من المدنيين داخل مدينة الموصل، ولكن قيادة العمليات المشتركة استطاعت بفضل الخطط العسكرية الدقيقة عن الخطط الإنسانية لإخلاء المدنيين وحمايتهم من تأثيرات معارك الشوارع التي تمتاز بصعوبتها وتعقيدها.

وكانت القوات المسلحة العراقية تقاتل عناصر داعش الإرهابي من منزل إلى منزل ومن شارع إلى شارع وتحمي المدنيين في نفس الوقت وتقدم لهم المساعدات الطبية والاحتياجات الإنسانية الأخرى من أغذية ووقود ودعم صحي.

وهل تم تحرير الموصل بالفعل من ناحية الشرق؟ 

نعم الساحل الأيسر تم تحريره بالكامل، وعادت الحياة الطبيعية إلى معظم أحيائه والتحق الأطفال بمدارسهم بعد سنتين ونصف من توقف الدراسة، كما سارع طلاب جامعة الموصل إلى رفع الأنقاض وتنظيف أبنية الجامعة من مخلفات داعش الإرهابي.

 كما انتقلت القوات العراقية إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة استعدادًا للعبور إلى الضفة الأخرى أي الجزء الغربي من مدينة الموصل.

وماذا عن تأثير علاقة العراق مع أمريكا بعد حذر الرئيس الأمريكي دخول العراقيين لبلاده؟

في مكالمة هاتفية أجراها رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وعده "ترامب" بزيادة الدعم الأمريكي للعراق.

كما أكد في خطاب التنصيب على نيته اجتثاث الإرهاب من على وجه الأرض، وهذا لن يتم بدون دعم العراق وقواته المسلحة، وأمن واستقرار العراق ضرورة استراتيجية للأمن القومي الأمريكي.

كما أن النصر على داعش في العراق وعودة الاستقرار السياسي إليه مسألة ضرورية لنجاح السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، أما قرار منه العراقيين من دخول أمريكا الهدف منها السيطرة علي دخول الإرهابيين لأمريكا وفي القريب بعد تحرير العراق سيتم حذف القرار.



كيف دخل الإرهاب إلي العراق؟

الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق في عام 2003، والذي ترك حدود العراق مفتوحة للجميع وتحويلها لساحة مفتوحة لصراع أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية فضلًا عن مسئولية الاحتلال الأمريكي على حل الأجهزة الأمنية العراقية والجيش العراقي، بالإضافة إلى بعض الدول المجاورة للعراق التي قدمت الدعم لتنظيم داعش من أجل مصالحها والحصول على دور إقليمي مؤثر على حساب دماء أبناء الشعب العراقي.

في أغلب فيديوهات "داعش" يعلن أنه مازال متماسك في الموصل.. كيف أصبح التنظيم الآن؟

داعش فقد القدرة على شن هجمات إرهابية واسعة النطاق، وفقد العديد من موارده الاقتصادية وحقول النفط التي كان يسيطر عليها ويسرق نفطها، كما أن داعش فقد موارده البشرية التي كانت تصله عبر تركيا وسوريا وبعض دول الجوار من أكثر من 70 دولة في المنطقة والعالم.

كما فقد داعش كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة والآليات فبات أضعف مما كان عليه قبل عملية تحرير الموصل، ولذلك فإن الوجود العسكري واسع النطاق لتنظيم داعش في العراق باتت أيامه معدودة.

ماهي الخسائر التي لحقت بداعش في الموصل؟

فقد التنظيم الكثير من عناصره وقادته في العراق خلال المعارك، كما تمكن طيران التحالف أيضًا من قتل عدد كبير من قادة تنظيم داعش، أبرزهم أبو مسلم التركماني وأبو علاء العفري وأبو جندل الكويتي وأبو أنس العراق وقبل ذلك أبو عمر الشيشاني وأبو محمد العدناني وغيرهم من قادة الصف الأول.

 ومن أعضاء مجلس شورى التنظيم المقربين من أبو بكر البغدادي، الأمر الذي أفقد التنظيم قدراته على القيادة والسيطرة على مقاتليه في العديد من قواطع الولايات ما أنعكس سلبًا على مستوى الضبط والالتزام والانسجام في صفوف التنظيم الإرهابي فحدثت العديد من الاشتباكات المسلحة بين عناصر التنظيم في الموصل والقيارة وحمام العليل وغيرها من المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها.

في العديد من المناسبات أعلنت السلطات التركية أنها لم تتعامل مع داعش.. فما صحة هذا الكلام؟

لا تزال سياسة أردوغان تثير الكثير من التساؤلات ولكن على العموم فإن أردوغان منذ الانقلاب الفاشل الذي قام به الجيش التركي في 15 يوليو 2016 واتهم فيه المخابرات الأمريكية بتأييده ودعمه تحول صوب روسيا وغير من سياسته تجاه النظام في سوريا.

كما أن الانتصارات الكبيرة للقوات العراقية على تنظيم داعش الذي كان يحظى بدعم وغطاء تركي واضح مما جعله ورقة محروقة وخاسرة دفعت أردوغان لتغيير سياسته تجاه العراق فارسل رئيس وزرائه مطلع عام 2017 إلى بغداد لإعادة ترميم الجسور مع بغداد.

كيف تري موقف مصر والدول العربية في دعم العراق؟

لايزال موقف الدول العربية ليس بالمستوى المطلوب لمواجهة تحدي الإرهاب الداعشي.

ورغم ما تعانيه مصر من حربها ضد الإرهاب يبقي الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الداعم الأول للعراق للقضاء علي الإرهاب.

بعض التقارير الإعلامية تتحدث عن تنقل أبو بكر البغدادي من الموصل إلي مكان آخر.. فما صحة هذه التقارير؟

البغدادي يتنقل بين مدن ومناطق الموصل والبعاج والقائم والرقة وفي بعض قرى بادية ربيعة، ولكن تصاعد أعداد قادة تنظيم داعش الذين تم قتلهم وتصفيتهم من قبل القوات العراقية والأمريكية يؤشر اختراق هذا التنظيم من قبل أجهزة المخابرات العراقية والأمريكية، والدليل على ذلك إلقاء القبض على المدعو أبو أسامة في مطار إسطنبول من قبل المخابرات العراقية ومقتل أبو أنس العراقي بعملية كوماندوس أمريكية استنادًا إلى معلومات المخابرات العراقية كل ذلك يدل على أن أبو بكر البغدادي غير بعيد عن رقابة وعيون وملاحقة أجهزة المخابرات العراقية والأمريكية وأن أيامه باتت معدودة، وان قتله خلال المائة يوم الأولى من حكم دونالد ترامب سيشكل انتصارًا يضاف إلى رصيد الرئيس الأمريكي الجديد الذي وعد باجتثاث الإرهاب من على وجه الأرض.


لماذا يستهدف داعش المناطق الأثرية؟

داعش يحاول محو الذاكرة الحضارية للمجتمعات التي يسيطر عليها كما يقوم بتفجير وتدمير المواقع الأثرية لتغطية سرقته وتجارته بالآثار ثبت هذا بالدليل القاطع بعد عثور القوات العراقية على وثائق في أحد مقرات داعش الإرهابي في الساحل الأيسر تشير إلى حجم الأموال التي كان يجنيها من بيع الآثار والإتجار بها.

هل القضاء على "داعش" يقضي على الإرهاب؟

الحرب على الإرهاب يجب أن لا تقتصر أو تنحصر بالأعمال العسكرية فقط بل بمكافحة والتصدي للأفكار المتطرفة التي تمثلها السلفية الجهادية والتي تحظى بدعم بعض المدارس الدينية والحركات السلفية في دول الخليج وبعض الدول الإسلامية الآسيوية.

هل داعش وغيرها خرجت من رحم الإخوان؟

لا يخفى على أحد أن أغلب قادة التيار السلفي الذي بزغ في السبعينيات نهلوا من أفكار سيد قطب وحسن البنا منظري حركة الإخوان المسلمين وهو ما أشار إليه أحمد عادل كمال في كتابه "النقط فوق الحروف".

وكان البعد السلفي واضحًا في أفكار ومبادئ حركة الإخوان المسلمين، وفي العراق بدأت جماعة "الإخوان المسلمين" العمل عام 1944 حيث شكلت الطروحات الفكرية ونشاط الإخوان المسلمين في العراق في ثمانينات القرن المنصرم ما عرف "بالمناخ السلفي"، والذي أتاح المجال بعد سقوط النظام العراقي في عام 2003م لظهور ونمو حركات السلفية الجهادية في العراق، ولم يقتصر هذا المناخ السلفي الجديد في العراق على مرجعيات محلية فقط، بل تأثر بالعديد من الشخصيات السلفية في سوريا ومصر.

وبعد عام 2003م كان الحزب الإسلامي العراقي قد أصبح ممثل الإخوان المسلمين في العملية السياسة التي ظهرت بعد سقوط نظام صدام حسين

وشابت العلاقة بين الإخوان المسلمين والسلفيين وخاصة السلفية الجهادية العديد من التقاطعات والاختلافات، حيث اعتبر السلفيون أن الإخوان المسلمين انحرفوا عن منهج البنا مؤسس الجماعة بأن التغيير لن يكون إلا عن طريق القوة والمواجهة، باعتبار أن الأنظمة لا يمكن تغييرها عبر الوسائل السلمية.

هل الدعم الدولي المقدمة يكفي للقضاء علي داعش؟

لم يرقى الدعم الدولي إلى مستوى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في العراق حيث تلكأت الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في تسريع تقديم الدعم المطلوب للقضاء على داعش والدليل تلكؤ واشنطن في تسليم طائرات F16 إلى العراق رغم مرور ما يقارب الخمس سنوات على العقد الموقع بين بغداد وواشنطن حولها.

كما رفضت معالجة الرتل الداعشي الذي حاول الخروج من الفلوجة باتجاه الحدود السورية بحجة عدم مطابقة ذلك مع قواعد الاشتباك، حتى قامت القوة الجوية العراقية وطيران الجيش العراقي بتدمير الرتل في صحراء الأنبار.